أنور الشرقاوي: علم الجراحة بين الإلتزام بالبروتوكولات والارتجال اللحظي
إلى كلّ جرّاحٍ جسور، تزاوج جراحته بين الإقدام والانضباط، يمشي على صراطٍ دقيق، لا يحيد عن شرائع فنه، لكنه لا يتردد، إذا ناداه الإلهام، أن يُخرِج من بين الضلوع فعلًا عبقريًا، كأنّه نزل وحيًا في لحظة توترٍ بين الحياة والموت. في صمت غرفة العمليات، حيث تصفّر الآلات بنبضٍ ميكانيكيّ، أشبه بإيقاع ساعةٍ تقيس عمر مريض معلّق، ينحني الجرّاح فوق جسد ممدود كما ينحني الكاتب فوق صفحة بيضاء. لكن صفحته لحمٌ حيّ، وقلمه مبضَع، وكلّ ...