قد يعتقد البعض أن موظفي قطاع الصحة يستفيدون من خدمات استثنائية داخل المؤسسات الصحية (حين يلجونها كمرتفقين) على غرار موظفي عدد من القطاعات المهنية التي تُؤَمِّنُ للعاملين فيها استفادة تفضيلية من خدمات أو امتيازات القطاعات التي يشتغلون فيها!
الواقع عكس ذلك تماما. ويرجع ذلك لعدة اعتبارات نتناول هنا -بشكل سريع- الجانب الظاهر من هذا الواقع المؤلم. إذ يتداخل في أسباب هذا "الغياب" (غياب الاستفادة) المستوى التنظيمي المُرتبك لأداء المؤسسات الصحية ببلادنا، حيث تحتاج -اليوم قبل الغد- لحل مشاكل الاستقبال والتوجيه وبالأخص في أقسام المستعجلات لتسهيل عمليات الولوج أمام كل المرتفقين للحصول على العلاج والخدمات الصحية الممكنة والمتاحة في ظروف مناسبة.
(يتداخل) مع مستوى جوهري جدا يتعلق بعدم تعزيز هذه المصالح بالموارد البشرية الطبية والتمريضية والإدارية والتجهيزات الضرورية، ويتم تحميل المزاولين المتواجدين في العمل أثناء فترات الحراسة مسؤولية هذا العطب المزمن وليس الحديث.
ناهيك عن عدم تمتيع العاملين في قطاع الصحة بوضع اعتباري معين داخل "قطاعهم" خارج المؤسسات التي يعملون فيها وأحيانا داخل نفس المؤسسة (لا مجال للحديث هنا عن المحالين عن التقاعد منهم.. وذويهم)!.
منتصف ليلة أمس 3-4 أكتوبر 2025، اضطر أحد موظفي القطاع (يعمل بإقليم الفقيه بن صالح) للتوجه لمستعجلات أحد المستشفيات الكبرى (بمراكش) طلبا في العلاج ولم يجد "اهتمام منتظر" كان يتوقع أن يستفيد منه بصفته أحد مهنيي الصحة (ويتوفر على بطاقة العمل)!
في رد فعل طبيعي على هذا الوضع السيئ الذي وجد نفسه فيه، قام المعني بالأمر بوضع رسالة (ميساج) في مجموعة تواصلية مهنية (نقابية) يخبر فيها أعضاء المجموعة (واتساب) بما طاله من "تهميش" وذلك ما تم التفاعل معه بكثير من الاستياء والتضامن مع هذا الموظف من طرف زملائه ومن مختلف الفئات الصحية.
بعد تجديد التضامن مع هذا الأخ/ الموظف الصحي والتذكير بأن هذا الأمر (المرفوض) ليس بالجديد، إذ حدث ويحدث مرارا سواء في مراكش (أو في الفقيه بن صالح أيضا) أو في مواقع ومؤسسات صحية أخرى؛
وجب التنبيه من جديد لهذه "المعضلة" مع تجديد المطالبة بإيجاد حل لها.
وجب التنبيه من جديد لهذه "المعضلة" مع تجديد المطالبة بإيجاد حل لها.
وبعد التفاعل مع هذا الحدث المؤسف داخل المجموعة التي ينتمي إليها هذا الأخ*، كالتالي:
"للأسف كثير من الموظفين لا يقيمون اعتبار لموظفين آخرين في القطاع (زملائهم) حين يضطرون للتواجد في المؤسسات الصحية.
الأمر يتعلق بثقافة وعقليات وضغط عمل أيضا،، مما يجعل استفادة عموم نساء ورجال الصحة من خدمات القطاع الذين يشتغلون فيه غير متاحة بشكل عام.. مع وجود استثناءات.
(وَمَع ذَلِكَ كَيْنِينْ وْلادْ النَّاس كْثَار الْلِّي تَتْهَزْهُمْ الْغِيرَة على زُمَلائِهم)!"
(انتهى التعليق داخل المجموعة).
(انتهى التعليق داخل المجموعة).
نستغل هذه المناسبة لنجدد الدعوة لإعطاء أهمية كبرى لتنظيم الولوج والتوجيه داخل المؤسسات الصحية ببلادنا وتعزيز أقسام المستعجلات بالموارد الكافية وتأهيلها لتكون في مستوى انتظارات المواطنات والمواطنين ومن ضمنهم العاملين في القطاع كمزاولين أو مرتفقين بدورهم.
وهذا صلب الإحتجاجات الحالية التي عمت عدة مناطق وجوهر الملفات المطلبية للعاملين في القطاع على عهد الوزير الحالي (والوزير الذي قبله والوزراء الذين قبلهم) لهذا القطاع الحيوي الذي يحتاج إلى المزيد من الإهتمام والموارد البشرية والمالية والطرق المبتكرة للتنظيم، والتوعية أيضا، لهدم الهوة بين المجهودات والخدمات الكبيرة التي يتم تقديمها على مدار الساعة من طرف القطاع من خلال العاملين فيه والنواقص المتراكمة والإرتباك الذي يحيط بها.
كل التضامن مع الأخ حسن..
مع متمنياتنا له بالشفاء العاجل وأن يتجاوز قطاع الصحة أزمته البنيوية في القريب العاجل.
مع متمنياتنا له بالشفاء العاجل وأن يتجاوز قطاع الصحة أزمته البنيوية في القريب العاجل.
رحال لحسيني، نقابي بقطاع الصحة
المجموعة الجهوية للجامعة الوطنية للصحة UMT لبني ملال خنيفرة