فؤاد عبد الهادي: حين يُصبح الوعي تهمة في زمن اختلال المعايير..!!!
إياك أن تصبح غرامشيا في مجتمع أضحى فيه الإعوجاج معيارًا للاستقامة، حيث يُحتفى بالخضوع أكثر مما يُحتفى بالمقاومة، ويُكافأ الصمت حين يكون الكلام خطرًا، وتُهمَّش الأسئلة الحارقة لأنها تُحرّك ما يُراد له أن يظل ساكنًا. كيف لغرامشي أن يُفهم في زمن يتم فيه تطويع المثقف ليغدو بوقًا لأجندات ضيقة لا ضميرًا حيا للأمة؟ كيف تُستوعب نداءاته للتحالف مع الطبقات المهمشة في مجتمعات تحتقر المهمشين وتنظر إليهم كأعباء لا كمصادر للمعرفة والمساهمة في البناء؟. ...