السبت 23 نوفمبر 2024
خارج الحدود

عادل تشيكيطو: كل اللوم يقع على فرنسا التي سمحت باستغلال أطفال تندوف لتنصيرهم فوق ترابها

عادل تشيكيطو: كل اللوم يقع على فرنسا التي سمحت باستغلال أطفال تندوف لتنصيرهم فوق ترابها عادل تشيكيطو ‬رئيس‭ ‬العصبة‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان
يرى‭ ‬عادل‭ ‬تشيكيطو،‭ ‬رئيس‭ ‬العصبة‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إن‭ ‬برنامج‭ " ‬عطل‭ ‬في‭ ‬سلام‭ " ‬الذي‭ ‬تنظمه‭ ‬البوليساريو‭ ‬مجرد‭ ‬غطاء‭ ‬لاستغلال‭ ‬أطفال‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬خدمة‭ ‬لمساعي‭ ‬دينية‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬غسل‭ ‬دماغ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬بأفكار‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بأصولهم‭ ‬وبديانتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬معطى‭ ‬بارز‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬قيادة‭ ‬عصابة‭ ‬البوليساريو‭ ‬يمكنها‭ ‬التضحية‭ ‬بعقيدة‭ ‬الطفولة‭ ‬البريئة‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالحها‭ ‬الخسيسة،‭ ‬مبديا‭ ‬أسفه‭ ‬لكون‭ ‬هذا‭ ‬الانتهاك‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وهي‭ ‬دولة‭ ‬تدعي‭ ‬التزامها‭ ‬بمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتقديس‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭.‬
 
 
 
كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬التنصير‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البوليساريو‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬عطل‭ ‬في‭ ‬السلام؟
مع‭ ‬الأسف‭ ‬يقع‭ ‬هذا‭ ‬الانتهاك‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬تدعي‭ ‬التزامها‭ ‬بمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتقديس‭ ‬لحقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها،‭ ‬فتحت‭ ‬غطاء‭ ‬"عطل‭ ‬في‭ ‬السلام"،‭ ‬التي‭ ‬تحتضنها‭ ‬منظمة‭ ‬فرنسية‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬أطفال‭ ‬مخيمات‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬تيندوف،‭ ‬لخدمة‭ ‬مساعي‭ ‬دينية‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬غسل‭ ‬دماغ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬بأفكار‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بأصولهم‭ ‬وبديانتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬معطى‭ ‬بارز‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬قيادة‭ ‬عصابة‭ ‬البوليساريو‭ ‬يمكنها‭ ‬ان‭ ‬تلجأ‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬التضحية‭ ‬بعقيدة‭ ‬الطفولة‭ ‬البريئة‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالحها‭ ‬الخسيسة‭.‬
 
لقد‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬غطاء‭ ‬برنامج‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بـ‭ ‬«عطل‭ ‬في‭ ‬السلام»‭ ‬يستخدم‭ ‬كفرصة‭ ‬لأخذ‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬مناطق‭ ‬بعيدة‭ ‬بحجة‭ ‬العطل‭ ‬والترفيه،‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬تعليمهم‭ ‬ديانة‭ ‬أو‭ ‬أيديولوجية‭ ‬معينة،‭ ‬تشمل‭ ‬جهود‭ ‬التنصير،‭ ‬حيث‭ ‬يُستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬ببرامج‭ ‬ودينية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬ديانتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬انتهاكا‭ ‬لحقوقهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الحر‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ديانتهم‭ ‬الأصلية‭.‬
لقد‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬غطاء‭ ‬برنامج‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بـ‭ ‬«عطل‭ ‬في‭ ‬السلام»‭ ‬يستخدم‭ ‬كفرصة‭ ‬لأخذ‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬مناطق‭ ‬بعيدة‭ ‬بحجة‭ ‬العطل‭ ‬والترفيه،‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬تعليمهم‭ ‬ديانة‭ ‬أو‭ ‬أيديولوجية‭ ‬معينة،‭ ‬تشمل‭ ‬جهود‭ ‬التنصير،‭ ‬حيث‭ ‬يُستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬ببرامج‭ ‬ودينية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬ديانتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬انتهاكا‭ ‬لحقوقهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الحر‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ديانتهم‭ ‬الأصلية‭.‬
وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الإشارة‭ ‬التي‭ ‬اشرت‭ ‬اليها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬الجواب‭ ‬فإن‭ ‬اللوم‭ ‬كل‭ ‬اللوم‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عصابة‭ ‬انفصالية‭ ‬قد‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬أرذل‭ ‬الطرق‭ ‬لتعزيز‭ ‬وجودها،‭ ‬وإنما‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬باستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬بتلك‭ ‬الطريقة‭ ‬المفضوحة‭ ‬لمحاولة‭ ‬تنصيرهم‭ ‬وعلى‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬معنية‭ ‬بهذه‭ ‬الخروقات‭ ‬وبالاساس‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬المحتضنة‭ ‬لبرنامج‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬استغلت‭ ‬وضع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬لتوجهك‭ ‬بالأسلوب‭ ‬الذي‭ ‬يتماهى‭ ‬مع‭ ‬خلفيتها‭ ‬الدينية‭.‬
 
استقبلت‭ ‬إحدى‭ ‬الكنائس‭ ‬الفرنسية‭ ‬مؤخرا‭ ‬فوجا‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬تندوف‭ ‬بكنيسة‭ ‬فرنسية‭ ‬حيث‭ ‬حضروا‭ ‬دروسا‭ ‬دينية‭ ‬مسيحية‭ ‬وتم‭ ‬اخضاعهم‭ ‬لطقس‭ ‬التعميد‭ ‬المسيحي؛‭ ‬فماهو‭ ‬المقابل‭ ‬الذي‭ ‬تتقاضاه‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬؟
 
بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬تكرار‭ ‬هذا‭ ‬الطقس‭ ‬سنويا‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬"عطل‭ ‬في‭ ‬السلام"،‭ ‬يمكننا‭ ‬ان‭ ‬نستنتج‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬تبادل‭ ‬للنفوذ‭ ‬أو‭ ‬التأثير،‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬حيث‭ ‬تستخدم‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬الموالية‭ ‬للكنيسة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لنفوذها‭ ‬لدعم‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬مقابل‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بممارسة‭ ‬أنشطتها‭ ‬التنصيرية‭.‬
 
كما‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬سرقة‭ ‬المساعدات‭ ‬وتلقي‭ ‬المنح‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهات‭ ‬مانحة‭ ‬اوربية‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬قيادة‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬خدمة‭ ‬مجانية‭ ‬لأية‭ ‬جهة‭ ‬دون‭ ‬مقابل،‭ ‬ولا‭ ‬تنخرط‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬مبادرة‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬بمقابل‭ ‬يسمن‭ ‬أرصدتها‭ ‬البنكية‭.‬
 
من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬عصابة‭ ‬الرابوني‭ ‬تتلقى‭ ‬دعماً‭ ‬مالياً‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬أو‭ ‬الكنائس‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بهذه‭ ‬الأنشطة،‭ ‬وهذا‭ ‬الدعم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تبرعات‭ ‬أو‭ ‬تمويل‭ ‬لمشاريع‭ ‬معينة،‭ ‬مقابل‭ ‬سكوتها‭ ‬على‭ ‬محاولات‭ ‬تنصير‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أجندات‭ ‬معينة‭ ‬ترغب‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬وتغيير‭ ‬ديانتهم‭ ‬أو‭ ‬ثقافتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭.‬
 
هل‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬شبكات‭ ‬للتنصير‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف؛‭ ‬وماهي‭ ‬أبرز‭ ‬الأطراف‭ ‬المتورطة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬بحق‭ ‬الطفولة ؟
أولاً‭ ‬قبل‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬الجواب‭ ‬عن‭ ‬لب‭ ‬السؤال،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬معطى‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬ان‭ ‬المنظمات‭ ‬التبشيرية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬ما‭ ‬تستغل‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للترويج‭ ‬أفكارها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬مثل‭ ‬الغذاء،‭ ‬الماء،‭ ‬الأدوية،‭ ‬والتعليم،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬مشروطة‭ ‬بحضور‭ ‬جلسات‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬دينية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبرنامج‭ ‬«عطلة‭ ‬في‭ ‬السلام»‭ ‬حيث‭ ‬تبدو‭ ‬ان‭ ‬استقبال‭ ‬الأطفال‭ ‬والاهتمام‭ ‬بعطلتهم‭ ‬كان‭ ‬مشروطا‭ ‬بحضورهم‭ ‬لطقوس‭ ‬الكنيسة،‭ ‬وربما‭ ‬تعميدهم‭.‬
 
‭ ‬كما‭ ‬تستهدف‭ ‬الحملات‭ ‬التبشيرية‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفًا،‭ ‬مثل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬الذين‭ ‬يكونون‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية،‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتقبل‭ ‬الرسائل‭ ‬الدينية‭ ‬الجديدة‭ ‬مقابل‭ ‬المساعدات،‭ ‬وتستغل‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬حالات‭ ‬الأزمات‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬حيث‭ ‬تضعف‭ ‬الهياكل‭ ‬الحكومية‭ ‬وتقل‭ ‬الموارد،‭ ‬إذ‭ ‬تجد‭ ‬الحملات‭ ‬التبشيرية‭ ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للتدخل‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬مقابل‭ ‬نشر‭ ‬أفكارها‭ ‬الدينية…
أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مضمون‭ ‬السؤال،‭ ‬فقد‭ ‬تطرقت‭ ‬تقارير‭ ‬حقوقية‭ ‬دولية‭ ‬إلى‭ ‬أنشطة‭ ‬تنصيرية‭ ‬وجهود‭ ‬التبشير‭ ‬الديني‭ ‬داخل‭ ‬مخيمات‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬حيث‭ ‬تستهدف‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬الفئات‭ ‬الضعيفة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأطفال‭.‬
 
وقد‭ ‬قامت‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬مثل‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬ومجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬بتوثيق‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬القاسية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬العزلة‭ ‬ونقص‭ ‬الرقابة‭ ‬الصارمة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتي‭ ‬تجعل‭ ‬المحتجزين‭ ‬بالمخيم‭ ‬عرضة‭ ‬لأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الاستغلال،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جهود‭ ‬التحول‭ ‬الديني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعات‭ ‬خارجية‭.‬
 
كما‭ ‬أشارت‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شبكات‭ ‬التبشير‭ ‬المسيحية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إذ‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يستغل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المبشرون‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬ونقص‭ ‬الموارد‭ ‬لكسب‭ ‬النفوذ‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬المخيم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأطفال،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التعليم‭ ‬وأشكال‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المساعدة‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتعريفهم‭ ‬بالمسيحية‭ ‬وتعزيزها‭.‬
 
وتزداد‭ ‬المشكلة‭ ‬تعقيدًا‭ ‬بسبب‭ ‬الديناميكيات‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬والكيانات‭ ‬الخارجية،‭ ‬إذ‭ ‬تتغاضى‭ ‬البوليساريو،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬السخط‭ ‬الداخلي‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة،‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬أو‭ ‬تسمح‭ ‬بها‭ ‬ضمنيًا‭ ‬مقابل‭ ‬الموارد‭ ‬والدعم‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬مجموعات‭ ‬التبشير،‭ ‬حيث‭ ‬يخلق‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬سيناريو‭ ‬مقلقًا‭ ‬وتتعرض‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬والهويات‭ ‬الثقافية‭ ‬للمحتجزين‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬الأطفال،‭ ‬للخطر‭.‬
 
إن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وهذه‭ ‬المعطيات‭ ‬تضع‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام‭ ‬وتجعل‭ ‬منها‭ ‬المتهم‭ ‬الرئيسي‭ ‬والمتواطئ‭ ‬الأول،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬فهي‭ ‬تساهم‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬في‭ ‬تقويض‭ ‬جهود‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬المبذولة‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬القضايا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكريسها‭ ‬للغموض‭ ‬القانوني‭ ‬والإداري‭ ‬المحيط‭ ‬بالمخيمات،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المخيمات‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الجزائرية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬قد‭ ‬فوضت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬السيطرة‭ ‬الإدارية،‭ ‬ومنحت‭ ‬الولاية‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬البوليساريو،‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬المساءلة‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الدعوات‭ ‬تتكرر‭ ‬بإلحاح‭ ‬لمراقبة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬لضمان‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المحتجزين‭ ‬ومنع‭ ‬استغلالهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجموعات‭ ‬الخارجية،‭ ‬خاصة‭ ‬الدينية‭ ‬منها‭.‬
 
ما‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الأطفال‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬تندوف‭ ‬(التنصير؛‭ ‬التجنيد‭ ‬،‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الجنسية‭..‬)؟
لمواجهة‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الأطفال‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬تندوف‭ ‬مثل‭ ‬التنصير،‭ ‬التجنيد،‭ ‬والاعتداءات‭ ‬الجنسية،‭ ‬يمكن‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وإدراجها‭ ‬في‭ ‬جداول‭ ‬الأعمال‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬يمكنها‭ ‬استخدام‭ ‬المنابر‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬وفتح‭ ‬تحقيقات‭ ‬بشأنها‭.‬
 
كما‭ ‬على‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬لفضح‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬باستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لنشر‭ ‬قصص‭ ‬الضحايا‭ ‬وجذب‭ ‬انتباه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭.‬