يرى عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان إن برنامج " عطل في سلام " الذي تنظمه البوليساريو مجرد غطاء لاستغلال أطفال مخيمات تندوف خدمة لمساعي دينية الغرض منها غسل دماغ هؤلاء الأطفال بأفكار لا علاقة لها بأصولهم وبديانتهم، وهو ما يؤكد على معطى بارز يتجلى في كون قيادة عصابة البوليساريو يمكنها التضحية بعقيدة الطفولة البريئة خدمة لمصالحها الخسيسة، مبديا أسفه لكون هذا الانتهاك يقع في فرنسا، وهي دولة تدعي التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وتقديس حقوق الأطفال، خاصة تلك المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل.
كيف تقرأ استغلال الأطفال في التنصير من طرف البوليساريو تحت غطاء عطل في السلام؟
مع الأسف يقع هذا الانتهاك في دولة تدعي التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وتقديس لحقوق الأطفال خاصة تلك المنصوص عليها، فتحت غطاء "عطل في السلام"، التي تحتضنها منظمة فرنسية يتم استغلال أطفال مخيمات المحتجزين في تيندوف، لخدمة مساعي دينية الغرض منها غسل دماغ هؤلاء الأطفال بأفكار لا علاقة لها بأصولهم وبديانتهم، وهو ما يؤكد على معطى بارز يتجلى في كون قيادة عصابة البوليساريو يمكنها ان تلجأ حتى إلى التضحية بعقيدة الطفولة البريئة خدمة لمصالحها الخسيسة.
لقد تبين أن غطاء برنامج ما سمي بـ «عطل في السلام» يستخدم كفرصة لأخذ أطفال المخيمات إلى دول أخرى أو مناطق بعيدة بحجة العطل والترفيه، ولكن يتم استغلال هذا الوقت في تعليمهم ديانة أو أيديولوجية معينة، تشمل جهود التنصير، حيث يُستهدف الأطفال ببرامج ودينية تهدف إلى تحويل ديانتهم، وهو ما يمكن اعتباره انتهاكا لحقوقهم، بما في ذلك حقهم في التعليم الحر وحقهم في الحفاظ على ديانتهم الأصلية.
لقد تبين أن غطاء برنامج ما سمي بـ «عطل في السلام» يستخدم كفرصة لأخذ أطفال المخيمات إلى دول أخرى أو مناطق بعيدة بحجة العطل والترفيه، ولكن يتم استغلال هذا الوقت في تعليمهم ديانة أو أيديولوجية معينة، تشمل جهود التنصير، حيث يُستهدف الأطفال ببرامج ودينية تهدف إلى تحويل ديانتهم، وهو ما يمكن اعتباره انتهاكا لحقوقهم، بما في ذلك حقهم في التعليم الحر وحقهم في الحفاظ على ديانتهم الأصلية.
وبالرجوع إلى الإشارة التي اشرت اليها في بداية هذا الجواب فإن اللوم كل اللوم لا يقع على عصابة انفصالية قد تلجأ إلى أرذل الطرق لتعزيز وجودها، وإنما يقع على السلطات الفرنسية التي تسمح باستغلال الأطفال بتلك الطريقة المفضوحة لمحاولة تنصيرهم وعلى المنظمات الحقوقية الفرنسية التي يبدو أنها غير معنية بهذه الخروقات وبالاساس على تلك المنظمة المحتضنة لبرنامج العطلة الصيفية التي استغلت وضع هؤلاء الأطفال لتوجهك بالأسلوب الذي يتماهى مع خلفيتها الدينية.
استقبلت إحدى الكنائس الفرنسية مؤخرا فوجا من أطفال تندوف بكنيسة فرنسية حيث حضروا دروسا دينية مسيحية وتم اخضاعهم لطقس التعميد المسيحي؛ فماهو المقابل الذي تتقاضاه البوليساريو من أجل ذلك ؟
بالنظر إلى المعطيات التي تؤكد تكرار هذا الطقس سنويا ضمن برنامج "عطل في السلام"، يمكننا ان نستنتج ان هناك تبادل للنفوذ أو التأثير، بين الطرفين، حيث تستخدم بعض الأطراف الموالية للكنيسة الفرنسية لنفوذها لدعم جبهة البوليساريو في المحافل الدولية، مقابل السماح لها بممارسة أنشطتها التنصيرية.
كما أن وقائع سرقة المساعدات وتلقي المنح والدعم من قبل جهات مانحة اوربية تؤكد ان قيادة جبهة البوليساريو لا تقدم خدمة مجانية لأية جهة دون مقابل، ولا تنخرط في اية مبادرة دون ان تكون تلك المبادرة بمقابل يسمن أرصدتها البنكية.
من المؤكد أن عصابة الرابوني تتلقى دعماً مالياً من المنظمات أو الكنائس التي تقوم بهذه الأنشطة، وهذا الدعم يمكن أن يكون في شكل تبرعات أو تمويل لمشاريع معينة، مقابل سكوتها على محاولات تنصير الأطفال، وتنفيذ أجندات معينة ترغب بعض الأطراف في تنفيذها من خلال التأثير على الأطفال وتغيير ديانتهم أو ثقافتهم، وهذا يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجيات طويلة الأمد لتحقيق أهداف محددة.
هل يمكن الحديث عن وجود شبكات للتنصير في مخيمات تندوف؛ وماهي أبرز الأطراف المتورطة في هذه الجريمة بحق الطفولة ؟
أولاً قبل الخوض في الجواب عن لب السؤال، لابد من التأكيد على معطى في غاية الأهمية، يتجلى في كون ان المنظمات التبشيرية في الغالب ما تستغل الأزمات الإنسانية للترويج أفكارها من خلال تقديم المساعدات مثل الغذاء، الماء، الأدوية، والتعليم، وغالبًا ما تكون هذه المساعدات مشروطة بحضور جلسات تعليمية أو دينية، وهو ما يبدو واضحا بالنسبة لبرنامج «عطلة في السلام» حيث تبدو ان استقبال الأطفال والاهتمام بعطلتهم كان مشروطا بحضورهم لطقوس الكنيسة، وربما تعميدهم.
كما تستهدف الحملات التبشيرية الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأطفال والنساء، الذين يكونون في أمس الحاجة إلى الدعم والرعاية، مما يجعلهم أكثر عرضة لتقبل الرسائل الدينية الجديدة مقابل المساعدات، وتستغل هذه المنظمات بشكل جلي حالات الأزمات والنزاعات المسلحة، حيث تضعف الهياكل الحكومية وتقل الموارد، إذ تجد الحملات التبشيرية الفرصة سانحة للتدخل وتقديم الدعم مقابل نشر أفكارها الدينية…
أما بخصوص مضمون السؤال، فقد تطرقت تقارير حقوقية دولية إلى أنشطة تنصيرية وجهود التبشير الديني داخل مخيمات المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث تستهدف هذه الأنشطة في كثير من الأحيان الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأطفال.
وقد قامت منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش، ومجموعة الأزمات الدولية بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والظروف المعيشية القاسية في هذه المخيمات، من قبيل العزلة ونقص الرقابة الصارمة على حقوق الإنسان، والتي تجعل المحتجزين بالمخيم عرضة لأشكال مختلفة من الاستغلال، بما في ذلك جهود التحول الديني من قبل مجموعات خارجية.
كما أشارت بعض التقارير إلى أن شبكات التبشير المسيحية تعمل في هذه المخيمات تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية، إذ غالبًا ما يستغل هؤلاء المبشرون الظروف المعيشية الصعبة ونقص الموارد لكسب النفوذ على سكان المخيم، بما في ذلك الأطفال، من خلال تقديم التعليم وأشكال أخرى من المساعدة كوسيلة لتعريفهم بالمسيحية وتعزيزها.
وتزداد المشكلة تعقيدًا بسبب الديناميكيات السياسية بين جبهة البوليساريو والكيانات الخارجية، إذ تتغاضى البوليساريو، التي تعاني من السخط الداخلي بين الأجيال الشابة، عن هذه الأنشطة أو تسمح بها ضمنيًا مقابل الموارد والدعم الذي تقدمه مجموعات التبشير، حيث يخلق هذا الوضع سيناريو مقلقًا وتتعرض الحقوق الأساسية والهويات الثقافية للمحتجزين ، خاصة الأطفال، للخطر.
إن هذا الوضع وهذه المعطيات تضع السلطات الجزائرية في قفص الاتهام وتجعل منها المتهم الرئيسي والمتواطئ الأول، في هذه الجريمة، فهي تساهم عن قصد في تقويض جهود المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية المبذولة لمعالجة هذه القضايا، من خلال تكريسها للغموض القانوني والإداري المحيط بالمخيمات، فعلى الرغم من أن المخيمات تقع على الأراضي الجزائرية، إلا أن الحكومة الجزائرية قد فوضت إلى حد كبير السيطرة الإدارية، ومنحت الولاية العسكرية إلى البوليساريو، التي تفتقر إلى المساءلة الكاملة في النظام الدولي، وهو ما يجعل الدعوات تتكرر بإلحاح لمراقبة حقوق الإنسان، بشكل أكثر صرامة لضمان حماية حقوق المحتجزين ومنع استغلالهم من قبل المجموعات الخارجية، خاصة الدينية منها.
ما هو المطلوب من الدبلوماسية المغربية لمواجهة هذه الجرائم بحق الأطفال المحتجزين في تندوف (التنصير؛ التجنيد ، الاعتداءات الجنسية..)؟
لمواجهة الجرائم بحق الأطفال المحتجزين في تندوف مثل التنصير، التجنيد، والاعتداءات الجنسية، يمكن للدبلوماسية المغربية العمل مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية لزيادة الوعي حول هذه الجرائم وإدراجها في جداول الأعمال الهيئات الدولية، كما يمكنها استخدام المنابر الدولية مثل الأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان، ولجنة حقوق الطفل لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات، وفتح تحقيقات بشأنها.
كما على الديبلوماسية المغربية أن تستثمر في الحملات الإعلامية لفضح الجرائم التي يتعرض لها الأطفال في مخيمات تندوف، باستخدام وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية لنشر قصص الضحايا وجذب انتباه الرأي العام العالمي.