السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

شنقريحة يلجأ إلى إعدام "خزانة أسرار" رئيس أركان الجيش السابق

شنقريحة يلجأ إلى إعدام "خزانة أسرار" رئيس أركان الجيش السابق شنقريحة
في ما يبدو أنه تسوية حسابات بين طرفين متعارضين داخل الجيش الجزائري، قضى مجلس الاستئناف العسكري بالبليدة الجزائرية بإعدام سكرتير أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش السابق، بتهمة "إفشاء معلومات سرية تمسّ بمصلحة الدولة والجيش"، بحسب صحيفة "الوطن" المحلية الناطقة بالفرنسية. 

وكانت النيابة العسكرية أعلنت فور بداية التحقيق أنها وجهت تهمة "الخيانة العظمى" و"الاستحواذ على معلومات ووثائق سرية لغرض تسليمها لأحد عملاء دولة أجنبية" إلى قرميط بونويرة الذي عمل سكرتيرا خاصا لرئيس أركان الجيش السابق أحمد قايد صالح الذي توفي، في ظروف غامضة ما زالت أسرارها لم تكشف بعد، في 23 دجنبر 2020.
وكان بونويرة قد أثار ضجة كبيرة بتأكيده، في تسجيلات سربها من سجنه، على تورط الاستخبارات العسكرية في دعم بالإرهاب والفساد وإثارة الصراع والفتن بين أجنحة الحكم.

وأكّد محمد العربي زيتوت الدّبلوماسي الجزائري السّابق وعضو أمانة حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، في تصريحات إعلامية، أن الصراع بين أجنحة الحكم في الجزائر عاد مجددا في شكل صراع حاد في قيادات الجيش، ليكشف عن نفسه في شكل تسريبات تميط اللثام عن حيثيات الإرهاب والفساد والتصفيات الجسدية التي عرفتها الجزائر في العقود الثلاثة الأخيرة.

وذكر زيتوت أن التسجيلات التي بثها على مدى الأيام الثلاثة الماضية، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، لقرميط بونويرة حقيقية، وتتضمن معلومات خطيرة ونادرة تكشف حقيقة الصراع بين دوائر الحكم في الجزائر.
ووفق زيتوت، فإن بونويرة، الذي اشتغل مع الراحل قايد صالح لـ 15 عاما، تمكن من تسريب التسجيل الصوتي، من داخل حبسه بالسّجن العسكري في مدينة البليدة، بمساعدة جهات أمنية واستخباراتية، وهو مُؤشر قوي على صراع كبير بين مراكز القرار داخل المؤسسة العسكرية.

وأكد زيتوت، أن ما تضمنه التسريب من معلومات يؤكد ما هو موثق لديه منذ عدة سنوات ويمتلك دلائل على صحته. 
وتضمّن اعتراف بونويرة، وفق زيتوت، اتهامات خطيرة لقائد أركان الجيش الحالي الفريق السّعيد شنقريحة وعدد كبير من الضّباط السّامين داخل المؤسسة العسكرية في الجزائر، منها أن "الجماعات الإسلامية كانت مخترقة منذ تكوينها في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتم التحكم فيها بشكل عملي عندما تم إيصال جمال زيتوني لقيادة الجماعة الإسلامية المسلحة في شتنبر 1995 ".

واتهم بونويرة أجهزة أمن الجزائر ومخابراتها بأنها "بدلا من أن تحمي الجزائر، كانت تخترق الجماعات الإسلامية أو تصنعها أو تضع قنابل بنفسها.  بل الأدهة من ذلك أن جنرالات كبارا كانوا يقومون بهذه الأعمال، وعلى رأسهم الفريق التوفيق (ظل مديرا للمخابرات لمدة ربع قرن) وكبار مساعديه مثل الجنرال جبار مهنا والجنرال حسان. وهؤلاء كلهم كان قد سجنهم القائد صالح في ما مضى وعادوا اليوم لهرم السلطة بما فيهم جبار مهنا الذي أنشئت له إدارة عامة داخل المخابرات سميت بـ "الإدارة العامة لمكافحة التخريب".

ومن بين التهم التي وجهها بونويرة الكاتب الخاص للقائد صالح بونويرة، وفق زيتوت، أن حرائق الغابات التي شهدتها الجزائر الصائفة الماضية وأدت إلى موت المئات من الناس حرقا، والتي اتهم فيها المغرب إضافة إلى تنظيمين جزائريين، كانت من تدبير الجنرال حسان والجنرال جبار مهنا..