Sunday 23 November 2025
جالية

إيطاليا: قنصلية المغرب ببولونيا تنظم لقاء تواصليا حول مستجدات القضية الوطنية

إيطاليا: قنصلية المغرب ببولونيا تنظم لقاء تواصليا حول مستجدات القضية الوطنية ياسين بلقاسم رفقةالقنصلة العامة للمغرب ببولونيا
نظمت خديجة نادور، القنصلة العامة للمغرب بمدينة بولونيا الإيطالية، السبت 22 نونبر 2025، لقاء تواصليا احتفاء بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال والخمسين للمسيرة الخضراء، وذلك في إطار التنوير والتعريف والتحسيس بالقضية الوطنية ومستجداتها على مستوى الأمم المتحدة.
عرف اللقاء حضور العديد من أفراد الجالية المغربية بإيطاليا إلى جانب مواطنين إيطاليين مهتمين بالشأن المغربي.
 
وقدم الإعلامي ياسين بلقاسم، المنسق الوطني لشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا الموجهة للشباب المغربي من الجيل الثاني وللرأي العام الإيطالي، مداخلةً وُصفت بالجامعة، استعرض فيها الكرونولوجيا التاريخية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، منذ طرح المغرب سنة 1963 ملف إنهاء الاستعمار الإسباني على أنظار الأمم المتحدة، وصولًا إلى القرار الأممي 2797 الصادر في 31 أكتوبر 2025، والذي اعتمد لأول مرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحل الوحيد للنزاع.
كما استعرض بلقاسم من خلال مداخلته مجموعة من الحقائق التاريخية التي أدت إلى تحرير الصحراء المغربية والتي جاءت كما مايلي :
1. 1963 المغرب يطرح تحرير الصحراء المغربية على أنظار الأمم المتحدة.
2. 1965 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تحت عنوان "مسألة إفني والصحراء الإسبانية"، والذي دعا فيها مدريد إلى إنهاء استعمارها لأراضي سيدي إفني والصحراء المغربية، وبدء مفاوضات مع المغرب.
3. 1969 بعد مفاوضات، تنازلت إسبانيا عن سيدي إفني للمغرب، لكنها رفضت التنازل عن الصحراء.
4. 1975 أصدرت محكمة العدل الدولية رأيها الاستشاري معترفة بأن الصحراء لم تكن أراضي خالية وأن قبائل "الصحراء الغربية" مرتبطة بسلاطين المغرب بموجب روابط البيعة القانونية.
5. 6 نونبر 1975، نظم المغرب المسيرة الخضراء بمشاركة 350 ألف متطوع، وهو عدد يُعادل عدد المغاربة المولودين سنويا في ذلك الوقت.
6. 14 نونبر، وأمام الأمر الواقع وعجزها عن إصدار الأوامر لقواتها بإطلاق النار على متطوعي المسيرة المدنية السلمية العُزّل، وقّعت إسبانيا اتفاقية مع المغرب تنص على انسحابها من الصحراء المغربية.
7. 18 نونبر، صادق البرلمان الإسباني (الكورطيص) على قانون إنهاء الاستعمار في الصحراء.
8. 26 فبراير 1976، أبلغ الممثل الدائم لإسبانيا لدى الأمم المتحدة الأمين العام أن الحكومة الإسبانية تُنهي وجودها في الصحراء نهائيًا وتُخلي مسؤوليتها الدولية.
9. 28 فبراير 1976، رفع العلم الوطني المغربي في سماء مدينة العيون في الصحراء المغربية.
10. 14 غشت 1979، استرجاع وادي الذهب، إعلانا لنهاية الاحتلال والوجود الأجنبي في الصحراء المغربية.
11. 31 أكتوبر 2025، اعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2797 الذي ينص على أن الحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة الوطنية هو الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية.
 
مرحلة الحرب من 1976 إلى 1991
كان المغرب يواجه عسكريا: الجزائر، ليبيا، المعسكر الشرقي، المرتزقة شيوعيو العالم... كانت الهجمات تنطلق من الأراضي الجزائرية على الأقاليم الجنوبية.
من خلال شهادات استقاها شخصيا من عمدة سابق لبلدية في طوسكانة، وأحد أجراء "مهنة بوليزاريو" في إيطاليا، أكدا لي أنهما شاركا إلى جانب شباب الحزب الشيوعي الإيطالي في دعم ما يسمى ب guerriglia صاحاراوي.
انتهت تلك الحرب المفروضة على المغرب بانتصار القوات المسلحة الملكية عسكريا وتشييد جدار الدفاع الذي تسبب في حدوث خسائر فادحة في صفوف المليشيات وداعميهم وأوقف الهجمات المعادية.
من جهة أخرى، أدى انهيار المعسكر الشرقي إلى تراجع الدعم السياسي والعسكري للجزائر والمليشيات، فكان أن فرضت الأمم المتحدة على المليشيات توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، منفصل، معها، بعد توقيعها لنفس الاتفاق مع المغرب، منفصلا طبعا، لتفتح الباب أمام عملية سياسية وفق قرار سنة 1991.
 
أرضية "استفتاء تقرير المصير" انطلاقا من 1991 وإسقاطه سنة 2000.
حدد الاتفاق مهمة المينورسو في مراقبة وقف إطلاق النار، تنظيم تبادل الزيارات بين الأسر، نزع الألغام، العمل على تهيئة الأجواء لتنظيم "استفتاء تقرير المصير".
انخرط المغرب في هذا المسلسل السياسي برعاية أممية، لتفشل الأمم المتحدة في تنظيم الاستفتاء لأسباب واقعية، ديموغرافية، قبلية، وسياسية.
استقالة بيتر فان والسوم المبعوث الأممي وإعلانه عن استحالة تنظيم استفتاء تقرير المصير كانت نقطة إعلان إقبار هذا الطرح. فالسوم في مذكرته الشهيرة أمام مجلس الأمن الدولي في شهر أبريل 2008 أكد: "إن استقلال الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا". للتذكير، استبعدت قرارات مجلس الأمن وتقارير الأمين العام للأمم المتحدة "استفتاء تقرير المصير" منذ سنة 2000.
 
مهمة بعثة المينورسو ستتغير
بقراره الأخير، يكون مجلس الأمن قد ساهم في تغيير ولاية بعثة المينورسو بإسقاط "الاستفتاء". للإشارة فقد سبق للأمم المتحدة وبضغط من المغرب، سحب المكون المدني لهذه البعثة.
المغرب يقدم مبادرة الحكم الذاتي سنة 2007
منذ اعتلائه العرش، نجح جلالة الملك في نقل الملف من مرحلة الدفاع إلى مرحلة المبادرة، بطرح مشروع الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي، وهو ما كرسه قرار مجلس الأمن الأخير الذي أكد وجاهة الطرح المغربي وأشاد بجديته.
وقامت الدبلوماسية الملكية المتزنة على العمل الميداني والتراكم الهادئ، من خلال تنمية الأقاليم الجنوبية، وتوسيع الحضور المغربي في القارة الإفريقية، وبناء شراكات استراتيجية ومتنوعة مع القوى الدولية الكبرى.
 
وانطلاقا من 2007 أصبح مقترح الحكم الذاتي يأخذ مكانته ضمن المسار السياسي للنزاع، ويحصد الاعترافات المتزايدة به دوليا ثم على مستوى الأمم المتحدة. وذلك بفضل العمل الدبلوماسي الذي قام به، شخصيا، الملك محمد السادس.
واكب كل ذلك، توالي الاعترافات الأممية بمغربية الصحراء وتزايد تجسيد حجم التأييد الدولي للمغرب بفتح قنصليات أجنبية بالصحراء، وبعثات دولية بالعيون والداخلة، وتأكيد عدة دول كبرى باعترافها بالحكم الذاتي كمبادرة وحيدة، ليكون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علامة حاسمة في تحول هذا المد الدولي الداعم لمغربية الصحراء سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، لتأتي بعده إسبانيا ثم ألمانيا وفرنسا لتصل إلى 24 دولة الاتحاد الأوروبي داعمة للمبادرة المغربية. وكل هذا تزامن مع عودة المغرب للاتحاد الإفريقي الذي شهد تحييد هذا الإطار القاري من النزاع وانخراطه رسميا في دعم المسار السياسي الأممي، مع دعم إفريقي كبير ومتزايد لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي. وذلك بفضل الزيارات الملكية إلى أزيد من 32 بلد إفريقي.
31أكتوبر 2025، مبادرة الأمم المتحدة للحكم الذاتي كأرضية وحيدة:
بقرار مجلس الأمن 2797 يكون الحكم الذاتي قد تحول من مبادرة مغربية إلى مبادرة أممية، وستكون بذلك وبشكل صريح الأرضية الوحيدة لأي مفاوضات سياسية بين المغرب ومختلف الأطراف على رأسها الطرف الأساسي الجزائر.
المطلوب اليوم من المبعوث الأممي، السيد صطافان دي ميستورا، أن يلزم، الجزائر، الطرف الأساسي في النزاع وفي مسار التسوية السياسية، باحترام مخطط الحكم الذاتي كحل سياسي وحيد وأممي، في إطار السيادة والوحدة المغربيتين.
الملك محمد السادس يقرر جعل 31 أكتوبر من كل سنة عيدا وطنيا تحت إسم "عيد الوحدة
وبذلك فهو أول عيد وطني يتم إعلانه بمبادرة من الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، تكريسا لمفهوم "المغرب غير القابل للتجزئة"، المغرب الموحد في ترابه كما في وحدة مصيره الوطني. المغرب الغني بروافده المتعددة الدينية والثقافية، وتنوع مكوناته الاجتماعية.
وبعض استعراض هذه الحقائق التاريخية، أشار ياسين بلقاسم، الإعلامي، والمنسق الوطني لشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا، عبر مداخلته، إلى أن سنة 2025، تشهد على مرور قرنين من العلاقات المغربية الإيطالية التي لم تعرف أية حادثة مسار، فإن الملاحظ أن موقف ايطاليا لازال محتشما في دعم صريح للمخطط المغربي لحل النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية، وأنها لحد اليوم لم تواكب ركب الأغلبية الساحقة لبلدان الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المتحدث نفسه، أنها مطالبة باستدراك هذا التأخير ودخول صف المجتمع الدولي المؤيد لحقوق المغرب المشروعة لأن المغرب يرى اليوم الشراكات مع الدول بمنظار القضية الوطنية.
وشهد اللقاء أيضا كلمة للقنصلة العامة للمملكة المغربية ببولونيا خديجة نادور ومداخلة مطولة للأستاذ عبد الهادي مزراري عبر فيديو مسجل تطرق فيه لقضيتنا الوطنية ومستجداتها، وقراءة شعرية للأستاذ مونية علالي بالمناسبة.