السبت 23 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: "الصحراء الغربية " في خطاب ماكرون..

خالد أخازي: "الصحراء الغربية " في خطاب ماكرون.. خالد أخازي
أخذ الكثيرون جهلا على ماكرون استعماله لمفهوم جغرافي لا أقل ولا أكثر... مفهوم الصحراء الغربية 
استعمال ماكرون لمصطلح الصحراء الغربية، ثم تأكيده على السيادة المغربية والحكم الذاتي... قد يبدو للبعض أن فيه تجاوزا لغويا يؤسس لرؤية سياسية مهتزة أو ملتوية...
لكن الرئيس ماكرون كان ذكيا... 
وكان يدقق المفهوم قبل تأطير اعتراف مؤكد... وفق لغة الأمم المتحدة 
فالأصل هو تعريف المعين باسمه الأممي...
ثم تتبيث السيادة المغربية عليه...
لو قال: سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية 
لو قال الصحراء المغربية...
لظل المفهوم معوما.... وغير دقيق...
والاعتراف يدبج بدقة الجراح الذي يجري عملية جراحية على الدماغ
كل عبارة لها دلالة وسياق...
لا محل للغة العواطف الجياشة..
فللمغرب صحارى شرقا وغربا وجنوبا...
والرئيس ماكرون يريد اعترافا دقيقا... بجهاز مفاهيمي دولي أممي
فهو رجل دولة... ولغته جيوسياسية
يختار العبارات بدقة... وفق مرجعيات سياسية وقانونية ودولية وأممية...
عرف ثم اعترف...
حدد ثم اعترف..
لقد حدد أولا  عن أي صحراء نتحدث... وفق الأدبيات الأممية 
هي الصحراء الغربية... وليكن.. 
مصطلح أممي لا أقل ولا أكثر...
وحين عين الجغرافيا وأطرها أمميا...
اعترف بسيادة المغرب عليها بلغة خارج الزمان....
إذاً... اعتراف ماكرون بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية هو اعتراف دقيق وموجه للعالم وللأمم  المتحدة..
هو اعتراف يعين المعين... 
هو  يسمي الجغرافيا... ثم السيادة..
هو اعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية.... 
لا ضرر ولا عيب في لغته...
فتعيين المسمى محدد أساس  مهم في اللغة الديبلوماسية....
وبالتالي... فالتحديد الجغرافي وفق اللغة الأممية... يخدم الاعتراف ويمنحه مصداقية أممية وقانونية...
فهذا الاعتراف سيكون على طاولة الأمم المتحدة...
والأمم المتحدة لها جهازها المفاهيمي...
بتعيين ماكرون الصحراء المغربية بمصطلحها الأممي.... هو تحديد ديبلوماسي....قاطع وحاسم...
لأن الاعتراف وثيقة...
والوثيقة لها مرجعية تؤطرها...
هو تحديد سياسي له قوة التعيين على الأرض والتحديد على الخريطة والتأطير اللغوي الدقيق..ضمن وثائق الأمم المتحدة...
نعم....ماكرون أكد على سيادة المغرب على الصحراء الغربية...
فهي غربية جغرافيا وأمميا... ومغربية سيادةً وتاريخيا وواقعا...
لم يخطئ الرجل....
لقد كان دقيقا... كان يدبج وثيقة...
لأن خطابه للعالم... 
للأمم المتحدة...
وهذا يتطلب لغة أخرى غير لغة الوجدان...
هي غربية لكنها مغربية... 
فلا تظلموا رجلا... كان ينسج وثيقة شفاها...