لو كنت مكان أبو بكر البغدادي لكونت فريقا لكرة القدم.. واستعملته في إقامة الخلافة،بدون الحاجة إلى كل هذا القتال، وإلى كل هؤلاء المسلحين حولي. ولربما كنت تنازلت لدى ماريا أو ميسي، (ولماذا لا... كلوزه؟) عن القيادة العسكرية في الميادين.
يكفيني أن أتابع ما يجري، بالفعل، في الملاعب، لكي أقتنع، بألا مجال للشك في أن كل اللاعبين يحلمون، أيضا، بالفردوس وبالجنة.. وأنهم داعشيون حتى النخاع!
هناك تشابهات، منها وعلى رأسها، أن السيد البغدادي في.. حالة شرود تاريخية، وهو يلعب خارج الوقت القانوني للخلافة. ومنها أن الفرق، تكاد تكون بعدد الفرق السبعين التي ترد في أحاديث منسوبة إلى النبي عليه السلام من طرف سادة الأصولية والتطرف لتبرير القتل والجهاد في حق الآخرين.
وحدها فرقة ستكون ناجية من النار: وهي في البرازيل صاحبة الكأس وفي الشرق الاوسط صاحبة.. البأس!
في هذا العالم المنقسم إلى فوسطاطين: فسطاط ميسي وفسطاط داعش، تتبادل البرازيل والشرق الأوسط صدارة القداسة، في صناعة الحدث: عندما يذهب اللاعبون إلى المستودعات، تقفز أخبار الخلافة الإسلامية إلى الواجهة، وعندما ينام المقاتلون القادمون من بلاد الإسلام المترامية.. الأشلاء، يخرج اللاعبون إلى مسارح الفرحة في ساوبولو وفي برازيليا.
البرازيل، أيضا، تشكيلة ذهبية لفردوس لاتيني، فيه ما لا عين رأت ولا خطر على بال أعرابي. والبرازيل، أيضا، مسرح لقتال استراتيجي، حيث الجسد واللغة الحربية أثاث يومي للخيال السارح أمام الشاشات أو في الملاعب: هجوم، وهجوم مضاد، دفاع، واختراق، إصابة.. وخطة للفوز.
تماما كما لو أننا نلتقط البث المباشر لراديو البيبيسي من.. تكريت: هجوم، هجوم مضاد، دفاع، اختراق، إصابة.. وخطة للفوز.
الفرق ربما، أننا لا نرى المدرب في الدولة الإسلامية، التي تحولت إلى الخلافة.
فالبغدادي، هو المدرب، وهو النجم، كما يحدث عندما يكون قادة العقيدة مضمخين بذواتهم إلى حد الانتحار: المدرب هو النجم، والحال أنه في كل دول المونديال الأخرى، النجم رهان المدرب..
كما في حروب الخلافة: في المونديال مال، وعقيدة ومجانين يسكت قلبهم كلما مالت الريح بعيدا عن الفؤاد.
وكما في حروب المونديال: في الخلافة مال، وعقيدة، ومجانين يسكت قلبهم كلما مالت الريح بعيدا عن الفؤاد.
وعن القبلة.
وكما في حروب المونديال، الدين شعبي،
كما في التطرف الجديد.
والحكمة تقول: أينما وجدت شعبكم، فسر معه:
إذا دخل الملعب،
وإذا دخل .. الفلوجة!
وعندما نرى الجنون والتعصب الذي يبزغ من المونديال، لا يمكن أن نتفاجأ من العصبية والجنون اللذين تفرزهما الخلافة.
مونديال آخر يدور في العراق،
وفي سوريا، البلدان اللذان لم يجدا الطريق إلى ساو بولو، وجدوها إلى .. الجحيم!