المغاربة وهم يتابعون على مواقع التواصل الاجتماعية الفيديوهات الخاصة بكواليس رحلة الوفد المغربي المرافق لبعثة المنتخب الوطني إلى الكوت ديفوار، ما قبل أن تطير طائرات الجماهير المساندة لأسود الأطلس وطائرة البعثة الخاصة للمنتخب الوطني وعودتها إلى المغرب، أثار انتباههم "ضيف" غريب بالطائرة الخاصة بـأعضاء الفريق الوطني. والمثير أكثر أن "الضيف" كان مرفوقا بـ"حاشية" من المقربين إليه احتلوا جميعهم مقاعد الدرجة الأولى بلا حشمة ولا حياء، اضطر معها رئيس الجامعة الملكية ومرافقوه من المكتب الجامعي إلى الجلوس في المقاعد الخلفية، نزولا عند رغبة الضيف "الثقيل" الظل الذي حشر نفسه وحاشيته في الصفوف الأمامية لطائرة بعثة المنتخب الوطني بناء على ادعائه كذبا أنه يملك تعليمات من "الفوق" بـ"احتلال" الطائرة ول "للي دوا يرعف".
الضيف ما هو بمدلك المنتخب الوطني ولا طباخه ولا حامل الأمتعة ولا المدرب ولا عضو بالجامعة الملكية لكرة القدم ولا يملك أي صفة تخوله التمتع بهذه "الحظوة" سوى صفة "زعيم حزب" الجرار ورئيس جهة طنجة. وهي صفة وامتياز يتساوى معه فيها جميع زعماء الأحزاب المغربية ورؤساء الجهات، فكان الأولى أن يكون جميع زعماء الأحزاب ورؤساء الجهات ووفودهم ضمن طائرة بعثة المنتخب الوطني، ولم لا، كأنهم سينازلون منتخب ساحل العاج؟
من أعطى كل هذه "السنطيحة" لإلياس العماري لـ"يتبورد" على الجميع وعلى رأسهم فوزي لقجع الذي لم يمارس اختصاصاته ويطرد إلياس العماري من طائرة المنتخب الوطني، وحتى على والي الرباط الذي قبل رأسه لدى استقباله لطائرة بعثة المنتخب الوطني بعد عودتها من أبيدجان، كأنه يقبل رأس "بويا عمر"، أين ذهبت هيبة الدولة والوالي يمرمدها في التراب؟
ورغم التعليمات الصارمة التي أعطاها فوزي لقجع كي تظل طائرة بعثة المنتخب الوطني في رحلة الإياب خاصة بأفراد طاقم التقني والطبي والجامعي، فقد برهن إلياس العماري على أنه "سوبرمان"، ويمشي فوق التعليمات، ويتحرك بالبطاقة الكاذبة التي يرفعها في وجوه جميع المسؤولين "أنا عندي تعليمات من الفوق".. وهي البطاقة التي استغلها كي تفتح له بعض الخزائن، وتنحني أمامه رقاب بعض ذوي النفوس الضعيفة.
إلياس العماري، الذي أخرج نفسه كالشعرة من العجين من فضيحة التمرد والعصيان والانتفاضات التي عاشتها الحسيمة على مدى شهور بتقديم استقالته من حزب الأصالة والمعاصرة واختفى عن الأضواء، تراجع عن الاستقالة وعاد لقيادة حزب "التراكتور" بعد أن مرت عاصفة الحسيمة ولم تقطع رأسه، واستغل مباراة المنتخب الوطني ضد ساحل العاج ليعلن على عودته من جديد إلى دائرة الأضواء. ومن حق المغاربة اليوم أن يكشف لهم إليلس العماري عن اسم "الجني" الذي يسخره حتى تشرع له كل الأبواب، وينحني له والي الرباط بتلك الصورة المهينة لكرامة الدولة اولا قبل كرامته الشخصية. ومن حق المغاربة أن يعرفوا نوع القرابة الحقيقية بين إلياس العماري وفوزي لقجع حتى يغمض رئيس الجامعة عينيه عن احتلال زعيم "التراكتور" لطائرة بعثة المنتخب الوطني.
فمن يدري غدا قد يتوجه إلياس العماري إلى المحافظة العقارية ويأمر المحافظ العام بأن يحفظ باسم إلياس 3500 هكتار مدعيا كذبا أن: "الفوق قالوا ليه" !
من يدري أن إلياس العماري قد يقطع جهة طنجة بالمنشار و"الشاليمو" و"يدير ليها الروايض" ويبيعها في أوربا وإذا أوقفته الديوانة يجيبهم مدعيا كذبا أن: " الفوق قالوا ليه" !
من يدري أن إلياس العماري غدا قد يأمر بحبس مفتشي الداخلية وقضاة جطو إذا جاؤوا لمراقبة تدبيره لمالية الجهة وللحزب بالمبررالكاذب أن: "الفوق قالوا ليه"!
