السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

جمعية تواصل وأسئلة الطفولة المغربية بين الواجبات والحقوق

جمعية تواصل وأسئلة الطفولة المغربية بين الواجبات والحقوق المشاركون في الأمسية الرقمية
نظمت جمعية تواصل للثقافة والتربية والتكوين أيت اورير، أمسية رقمية كان موضوعها "الطفولة المغربية... ورهانات الحماية"، وقد شارك فيها كل من الطفلة البرلمانية سابقا والمهتمة بالدراسات الاقتصادية والحقوقية هبة الزاويت، ورئيس منتدى تانسيفت الجهوي للتربية على حقوق الطفل عبد الحميد لبيلتة، الأستاذ منير الشرقي باحث وفاعل جمعوي وحقوقي مهتم بقضايا الطفولة والشباب والسياسات العمومية، ثم الأستاذ عبد الرحيم سيوي فاعل حقوقي عضو المرصد المغربي للسجون والجمعية المغربية لحقوق الانسان، حيث أدار النقاش عضو جمعية تواصل عبد الكريم حيدة فاعل جمعوي وحقوقي.
الأمسية الثقافية افتتحت بمجموعة من التساؤلات التي طرحتها الأستاذة هبة انطلاقا من ممارستها السابقة كطفلة برلمانية ومما رصدته من خروقات قانونية لحقوق الطفل في المجتمع المغربي، هذه الأسئلة التي اعتبرت أرضية للمداخلات والنقاش.
المداخلات أقرت بوجود ترسانة من القوانين الوطنية تتلاءم والمعايير الدولية وتخدم الطفل المغربي ووجود اتفاقيات دولية وقع عليها المغرب، لكن المفارقة هي في تنزيل القوانين على مستوى الواقع.
في سياق متصل تدارس المشاركون وضعية الطفل المغربي اجتماعيا واقتصاديا وتربويا و أكدوا على أن فئة قليلة من الأطفال تتمتع بحقوقها بينما أغلب الأطفال وخصوصا في المناطق المهمشة لا تحظى بأي رعاية أو عناية، وأن الدعم المقدم لهؤلاء منعدم أو هزيل.
و أضاء المتدخلون بالأرقام وضعية الطفل المغربي، حيث يعيش عدد كبير من الأطفال الذين هم داخل السجون مع الكبار، في حين كان من المفروض أن يكونوا داخل مراكز حماية الطفولة أو مع أسرهم من أجل إعادة التأهيل أو في إطار مراجعة التدابير.
و أشار المشاركون إلى أن عدد أطفال المغرب يمثل ثلث الساكنة وهم المستقبل الحقيقي لأي نمو اقتصادي أو ازدهار للبلاد، غير أن عدد المنقطعين عن الدراسة بعد التعليم الابتدائي عدد ليس بالهين. يخرج الطفل من عالم التعليم واللعب إلى الاستغلال في المهن أو يكون عرضة للتشرد ويفتح أمامهم باب المجهول ويعرضهم للانحراف وتعاطي المخدرات وتكوين عصابات والاعتداء الجنسي، كما يضعنا كذلك أمام زواج القاصرات في المغرب حيث تسجل كل سنة أكثر من عشرين ألف من هذا النوع من الزواج دون إغفال الأم الطفلة العازبة.
و ألح المشاركون على انخراط الجميع لحل قضية الطفولة بالمغرب وذلك برسم استراتيجية واضحة المعالم والأهداف تسخر لها جميع الإمكانيات لإقلاع حقيقي يعيد بناء طريق النمو بشكل صحيح ليصبح المغرب مغرب الجميع أطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا.
و اعتبر المشاركون على أن موضوع الطفل موضوعا شائكا ومتشعب الجوانب وأن دراسة وضعيته تستلزم ندوات ولقاءات مباشرة مع الأطفال وذلك في إطار حملة وطنية منظمة، كما يجب أن لا يقتصر دور المجتمع المدني على تنشيط الطفولة بالشكل التقليدي بل عليه أن يترافع من أجل ترسيخ الحقوق الوطنية والدولية للطفل وأن يساهم جديا في تشكيل الوعي الحقوق لدى الأطفال.
ودعت الجمعية في هذا اللقاء إلى وضع دليل حقوقي للطفل المغربي وأرقام هاتفية خضراء من أجل حماية الطفولة المغربية مع المطالبة بمدونة خاصة بالطفل.