Sunday 2 November 2025
Advertisement
كتاب الرأي

وحيد مبارك: القطاعات.. شرايين لتغذية الحزب وتطويره تنظيميا.. الاتحاد الاشتراكي نموذجا

وحيد مبارك: القطاعات.. شرايين لتغذية الحزب وتطويره تنظيميا.. الاتحاد الاشتراكي نموذجا وحيد مبارك
شكّلت محطة انعقاد المؤتمر الوطني 12 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لحظة للوقوف على حجم النجاح التنظيمي الذي عرفه الحزب طيلة السنوات الأخيرة، الذي لم تقف تفاصيله وحدوده عند تجديد الكتابات الإقليمية أو عقد مؤتمرات إقليمية لتأسيس عدد منها، وفقا للخارطة التنظيمية الجديدة التي اعتمدها الحزب، بل تعدّى الأمر ذلك ليرى الجميع وبجلاء كيف أن دينامية البناء التنظيمي التي شملت عددا من القطاعات كان لها أثرها الإيجابي على مسيرة الحزب، وكيف أنها ساهمت في ضخّ دماء شابة جديدة في شرايين الجسم الحزبي.
من بين هذه القطاعات، على سبيل المثال لا الحصر، نجد قطاع الصحة الاتحادي، الذي كان حضوره لافتا ومهما في المؤتمر الوطني للحزب الأخير المنعقد ببوزنيقة، الذي شكّل فرصة لتعزيز الصلة بفاعلين صحيين، ساهموا وبكل قوة في إبراز مواقف الحزب في عدد من القضايا وخلال مجموعة من المحطات، ومن بينها لقاءات جهوية شرّحت أعطاب الصحة وكشفت عن طبيعة الرؤية الاتحادية لهذا القطاع الحيوي بأبعاده الاجتماعية المتعددة.
في المؤتمر 12 جلس اتحاديو وفيدراليو الصحة جنبا إلى جنب، ولاحظ الجميع كيف أن أجيالا من الجنسين كانت حاضرة لدعم وإنجاح هذه اللحظة التنظيمية الوطنية، ولتؤكد على استمرار مسيرة الحزب ورسالته وقيمه، وبالتالي استمرار الخلف الذي وجد الأرضية المناسبة لاحتضانه ولتكوينه سياسيا بعدما نضج نقابيا.هذا الحضور بتلك القوّة كمّا وكيفا لم يكن مجرد صدفة عابرة، فقد تم التأسيس لهذه اللحظة بعمل كبير منذ ما قبل سنة 2023، الموعد الذي عرف عقد وتنظيم مؤتمر وطني لقطاع الصحة الاتحادي الذي ترأسه الكاتب الأول ذ ادريس لشكر في أكتوبر من نفس السنة، والذي عرف نقاشا سياسيا عميقا وتحليلا رصينا، أعقبه تشكيل سكرتارية وطنية، لينطلق العمل ميدانيا وفي كل الواجهات، من أجل قطاع صحي حزبي قوي ومنتج، حاضر في قلب النقاشات الصحية، فاعل في المعارك النضالية المختلفة، مشارك في الدينامية التنظيمية التي سرعان ما ظهرت ملامحها في تطوان، وفي فاس، وفي الحي المحمدي بالدارالبيضاء، وغيرها من الأقاليم الحزبية، التي احتضنت جموعا عاما لتشكيل قطاعات إقليمية ومحلية للصحة الاتحادية.
هذا العمل بذلك النفس القوي والمستوى العالي من النضج الذي عرفه قطاع الصحة الاتحادي، والذي عرفته قطاعات أخرى، التي تعتبرها بأجمعها روافدا تغذي شرايين الحزب وتعمل على تطويره تنظيميا، من الشبيبة إلى النساء، مرورا بقطاعات المحاماة، والتعليم العالي، والمهندسين، والجماعات الترابية، والمهنيين من مختلف المواقع وغيرها، الحاملة لمشروع الحزب والمصرّفة لمواقفه وهي تدافع عن القضايا التي ترافع لأجلها من أجل المغرب والمغاربة، يعكس التزاما حزبيا قويا تبنّته وقادته القيادة السياسية، وتحدّيا كبيرا خاضته، لكي تعمل على رصّ صفوف الحزب وتقوية دعائمه التنظيمية وتمضي به إلى محطة المؤتمر 12 وهو يتمتع بالصحة النضالية والعافية الحزبية، وهو ما انعكس إيجابا على فعاليات هذا المؤتمر الذي كان لحظة قوية تابعها الفاعلون السياسيون من كل المواقع، من المغرب وحتى من خارجه، ومعهم عدد مهم من المواطنين المهتمين بالشأن الحزبي والسياسي، الذي جدّد ثقته في الكاتب الأول ديمقراطيا وانتخبه لولاية جديدة، هذا الانتخاب الذي يعكس تشبث الاتحاديين والاتحاديات بكاتبهم الأول الذي يرون بأنه كان ولا يزال الأجدر بقيادة الحزب.