الثلاثاء 18 فبراير 2025
منبر أنفاس

سعيد عاتيق: نحن  وكأس العالم.. أي علاقة ؟

سعيد عاتيق: نحن  وكأس العالم.. أي علاقة ؟ سعيد عاتيق
صرحت وزارة التجهيز والماء أن  المدن القريبة من المدن المستضيفة لها نصيب من الإستفادة حيث ستُستخدم لتداريب المنتخبات المشاركة في المونديال."  هذا هو حظ هوامش المدن الكبرى التي ستحظى بشرف العرس الكروي العالمي ، إنه الحظ العاثر مادام شق الطرقات وتسريع وثيرة المنجزات وإنجاز كثير من المنشآت هي فقط لسواد عيون الموندياليين أما نحن عااا خرج فينا البلااان ، هذا هو روح المغزى وجوهر هكذا تصريحات وغيرها من الخرجات الرسمية وغير الرسمية من جيوش المطبلين وحيثما انحرفت البوصلة الرسمية تجدهم يتماهون بتوازن كبير . أن يظفر بلدنا بشرف تنظيم كأس العالم لغاية في الأهمية وقد يكون مؤشرا قويا  ومتينا أن المغرب دولة رائدة ولها من المؤهلات ما يشفع لها بمقارعة كل الدول العظمى ولها من الإمكانيات المادية والبشرية والعلمية ليصدح عامة الشعب عاليا في مسامع المعمور "الكتاف تقادات" وتتبوأ مؤسساتنا ومسؤولوها مربع العظماء وتقارع من كنا ننظر إليهم بالأمس القريب وكأنهم في برج عالي وبعيد مجاورتهم وكانت أسواق كل منافساتهم حكر عليهم وحرام علينا . ألم نردد في ربوع قطر أن "المستحيل ليس مغربيا " وهو كذلك ، مادام بلدنا سيكون قبلة لقرابة 8 ملايير من بني البشر في 2030 وهو من اليوم قبلة لكبريات المؤسسات والمنظمات الرياضية والمالية ، لكن هل نختزل هذا الحدث العالمي فقط في مجرد نزالات كروية و بس ؟ هل هذه الحركية الدؤوبة غير العادية هي فقط من أجل جلدة منفوخة بالهواء وحكم وجماهير وتصفيق وصفير وغيرها من les accessoires الكروية ؟ هل هذه المشاريع والمنجزات دوافعها  مبرراتها أهدافها تبقى فرصة محضة وحقيقية للإقلاع والتنمية وتسلق المراتب العلا ومزاحمة الدول الكبرى حينئذ نقول لقد أحسنا المغامرة وكان الظن في محله لأننا أغتنمنا الفرصة الذهبية التي حفزتنا كدولة لإستدراك  مافات من الزمن المهدور للملمة كل الأعطاب وتدارك الخيبات وكان العوض خيرا على البلاد والعباد . أكيد أن الجاحدين السوداويين العدميين من يبخسون هذه المغامرة الكبيرة للدولة المغربية في تنظيم جزء من بطولة كأس العالم ونحن نرى بأم أعيننا " قلب شقلب " على أكثر من مستوى وفي أكثر من جغرافيا ، لكن هل فعلا تصيدنا فرصة كأس العالم لبناء الدولة أم فقط لتلميع الصورة و بس ؟ هل تصيدنا شرف كأس العالم لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة أم فقط لسواد عيون الأصدقاء والتشفي في الأعداء؟ وبين هذا الطرح وذاك سنبقى منقسمون بين المتفائلين ، وكثير من هؤلاء المتفائلين إنما هم قبيلة الصفاقجيا والمطبلين والمزغردين لكل ما هو آت من الفوق  ، no comment مادام القرار رسميا وفوقيا، وهناك المتشائمون العدميون وهم ضد كل ماهو منزل ولا يؤمنون بما أوحى.  وهنا يكون دور الدولة وكل المؤسسات المعنية بتنظيم هذه الفيجطة الكروية أن  تلعب دور صاحب العرس والفيجطة بااااش يسد كل الأفواه سواء من ضفة أهل اليمين المطيع أو ضفة الشمال الساخط والمتشائم . على المواطن المغربي أن يكون في صلب هذه الدينامية الكبرى التي تشهدها كثير من المدن الحاضنة لبعض من مباريات كأس هذا العالم المجنون الذي لم يفز بعد بشرف الصعود للبوديوم ليوشح بقلادة العالم الجميل ، دول العالم ولأكثر من قرن من الزمن جلبوا السخط والعار لهذا العالم بالحروب والمجاعات وكل توابل التاحراميات المستمدة من مصانع الشيطان ... إن الاستعدادات لكأس العالم وقبل 6 سنوات عن 2030 أفرز آلاما لكثير من الأسر والعوائل من حيث هدم مساكنهم على حين غرة وفي عز الفصل البارد ووسط الموسم الدراسي كما ساهم في طلوع مؤشر البطالة بإزاحة آلاف الشباب من الشوارع والساحات بمنعهم من كسب قوتهم اليومي بدعوى محاربة الباعة الجائلين ...فأي كأس عالم هذا ؟ إنها فرصة لوضع رؤية شمولية وعميقة لإنتهاز كل فرص النماء والتأهيل ، إنها فرصة لكسب رهان مابعد 2030 بتكريس مبدأ الدولة الإجتماعية الحقيقية وتبيث دعائم دولة المؤسسات والحريات وتوفير شروط العيش الكريم واحترام كافة الحقوق . إنها فرصة للمغرب بدفع  عالم مابعد 2030 بضرورة تعديل اليافطة والعنوان ليصير :"كأس العالم الإنساني".
سعيد عاتيق/ فاعل حقوقي