الجمعة 7 فبراير 2025
مجتمع

من قبره في وزان.. الفقيد عبد السلام الطاهري يضخ دما جديدا في قيم الوطنية والمواطنة والتضامن

من قبره في وزان.. الفقيد عبد السلام الطاهري يضخ دما جديدا في قيم الوطنية والمواطنة والتضامن محمد حمضي والفقيد عبد السلام الطاهري وجانب من أصدقاء الراحل
أثثت وصية القائد الوطني الكبير سي عبد الرحيم بوعبيد " لذلك اخواني، أخواتي، كنت معكم أو قدرت الظروف ألا أكون معكم ...فإننا نشعر جميعا باطمئنان على أن ما أسديناه من أجل الوطن ليس هو الكمال، ولكن الذي أسديناه خرج من صميم الفؤاد، طاهرا، نقيا، يريد خدمة الشعب، والأمة والمصلحة العامة.
ومرة أخرى أشكركم، وأتمنى أن نبقى مدى الحياة على العهد وسنبقى كذلك والسلام عليكم " (أثثت) فضاء دار الأطفال بوزان الذي احتضن حفل تأبين فقيد الحركة الجمعوية بإقليم وزان ، والابن البار للحركة الاتحادية الأصيلة بذات الإقليم ، المشمول بعفو الله ورحمته الأستاذ عبد السلام الطاهري .
من قبره ينجح الفقيد ليلة 13 يناير في تذكير الحضور النوعي الذي حج لتتبع فقرات حفل تأبينه الذي جاء تنظيمه بمبادرة من فرع حركة الطفولة الشعبية، بأن من واجب الجميع أن يظل حافظا للوصية، متشبعا بقيم، الوطنية والمواطنة، والتضامن، والتآزر، والاستمرار في خوض المعارك النضالية المسؤولة المحددة الأهداف، والانتصار لكل ما هو مشرق في المشترك الانساني .... قيم تشكل صمام أمان حماية الوطن، وتقوية لحمة المجتمع .
سيل من الشهادات الصادقة سلطت كشافات من الضوء على مسافة قصيرة من المسيرة النضالية والاجتماعية للفقيد سي عبد السلام الطاهري، الذي مهما كان النبش في تفاصيل حضوره فوق تضاريس الساحة الجمعوية والحزبية والنقابية فلن تتجاوز الظاهر، أما ما خفي من تضحياته فأعظم.
" فقدانك خسارة كبرى، وغيابك مؤلم وموتك فاجعة أحسست بها كما أحس بها الكثيرون...لا تحب الأضواء والجري وراء الشهرة واعتلاء منصات الظهور ...تفضل أن تتحدث عنك أعمالك والتزاماتك، لا أن تتحدث عنها ....الرجل الذي غيبه الموت عنا كان وطنيا تقدميا متمسكا بهويته لكنه يعتبر أنها لا تتعارض مع الحداثة والتقدم...وكما كان المرحوم دائم الحضور في المعارك الوطنية من أجل الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية فإنه ظل حاضرا في المسيرات الكبرى التي نظمت لنصرة قضية فلسطين التي تعرف اليوم ابادة عمياء وطاحنة ووحشية تكاد تكون غير مسبوقة في حروب التاريخ البشري الحديث، كما تعرف ملحمة صمود ومواجهة قل نظيرها في نضالات تاريخ الشعوب" هذا قليل من كثير ما جاء في شهادة الأستاذ محمد الساسي الذي كان آخر لقاء جمعه بالفقيد " لمة قدماء الشبيبة الاتحادية" بمراكش في أكتوبر 2019.
أما رفيقه الأستاذ جمال أغماني الذي نسج مع الفقيد علاقة نضالية نقتطف من شهادته التي تليت في حفل التأبين" ترجع علاقاتي بهذا المناضل الطيب والخلوق، والهادئ الطباع إلى مرحلة انتمائنا المشترك لمدرسة الشبيبة الاتحادية، وكان الفقيد أحد الوجوه الشبابية التي ساهمت في بنائها ... وهي العلاقة التي ظلت ممتدة ولم تنقطع بعد أن غادرنا هذه المدرسة التي لعبت دورا كبيرا في حياتنا وفي تشبعنا بقيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. قيم كان الفقيد من بين من أخلصوا لها طيلة مسار حياته المهنية ونشاطه السياسي والمدني. وعمل دوما على اشاعتها بدون كلل "
شهادة أخرى شدت انتباه الحضور تقدم بها في حق الفقيد الأستاذ الحاج أحمد الزريولي " رئيس المجلس العلمي" الذي عدد مناقب الفقيد المواظب على فعل الخير، الحاضر - بعيدا عن الأضواء - بجانب النساء والأطفال والمسنات والمسنين في أوضاع صعبة ، المواظب على أداء صلاة الفجر ببيت الله حتى في فترات تدهور صحته.
الأستاذة نورة أوطالب اختارت أن تكون شهادتها من قلب المدرسة العمومية، وبالضبط مدرسة الفقيه الرهوني التي كان فضل الفقيد كبيرا في تسميد تربة منبت حديقتها بقيم التسامح والتعايش والانتصار للحق في الاختلاف، والمغرب الذي يسع لكل أبنائه.... حديقة منها تغدت وزميلاتها بالمآت، المنتوج التربوي الذي حفزها على ركوب قطار الانتصار لحقوق فئات من المجتمع الوزاني لا حول ولا قوة لهم.
عبد العالي شيبي صديق المرحوم أبى إلا أن يسجل مشاركته في حفل التأبين من عاصمة الأنوار (باريس) بكلمة عمودها الفقري، استقامة المرحوم ونظافة يديه واستماتته في الدفاع عن المستضعفين بكل المحافل والواجهات التي تواجد بها... شهادة رفيقة درب الراحل التي تابعها الحضور والدموع تنساب كالشلال فوق أخاديدهم/ن، وحدها مقولة لنزار قباني تختزل تفاصيلها " أتدري يا عزيزي نحن إذا تكبر علينا الهواء نموت ولا نتنفسه".
يذكر بأن فريق التحضير لحفل التأبين توصل من الفاعلة الجمعوية رجاء المرجاني وزوجها الأستاذ عبد النبي بنزينة(سيدي قاسم ) ، بشهادة سقطت قراءتها "سهوا" في زحمة وضع اللمسات الأخيرة على فقرات الحفل" كان موتك مفجعا لأننا عهدناك دوما في الصفوف الأمامية متى احتجنا أو احتاج وطنك لك .... سنوات تقاسمنا خلالها أحلامنا، ونجاحاتنا وحتى اخفاقاتنا التي اعتبرناها دروسا في الحياة، دروسا لا تخلو من مرارة لكنها لم تضعف عزيمتنا بل قوتها ..."
ولأن الفقيد خدم اقليمه ووطنه بروح وطنية عالية، فقد أبى المشاركات والمشاركون بحفل التأبين إلى أن يرفعوا ملتمسا لمجلس جماعة وزان، وجماعة سيدي رضوان، والمديرية الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لإطلاق اسمه على مرفق من المرافق التابعة لهم..