ميثاقنا

تفاعلا مع حاجيات القارئ المغربي الذي يطمح إلى أن يستمتع بالمعلومة الجديدة في أقرب وقت، وإلى أن يرى مبدأ صحافة القرب حقيقة ملموسة، ها هي "أنفاس بريس"، سندنا الإلكتروني الجديد،  تتواصل معكم يوميا كترجمة أخرى لعملنا الذي دشناه منذ أصدرنا أسبوعية "البيضاوي" في ماي 2002، والتي تحولت إلى "الوطن الآن" في شتنبر 2006. هذا العمل نواصله اليوم بقناعة متجددة في خدمة القراء، على خط الأداء الإعلامي القائم على مصداقية الخبر وعمقه وبعده الميداني.

 

إننا في "أنفاس بريس"، كما كنا وسنظل في "الوطن الآن"، مهنيون بالدرجة الأولى، أي أن لا انحياز لنا سوى للحقيقة مهما كانت جارحة، ولا اصطفاف لنا سوى باتجاه ما يشبع حاجة قراءنا في الإطلاع على تفاصيل المشهد الوطني ضمن الحلف الذي اخترناه لأنفسنا، نصرة لاختيار الديمقراطية والتقدم والانفتاح الذي نريده لبلادنا، دون أن يعني ذلك هوية منغلقة، بل هي هوية المغرب المتسامح، المعتز بعراقته التاريخية والحضارية، وبخصوصيته التي تفخر برصيدها التاريخي دون الدخول في خصومة مع موروث المغاربة، لكن مع استحضار الحاجة إلى التناغم مع مقتضيات العصرنة والتحديث، وذلك في تفاعل مع مستجدات المحيط الإقليمي والدولي.

 

وإيمانا منا بأن المهنية لا تعني الحياد البارد تجاه قضايا مواطنينا وقضايا الشأن العام، لذلك نحن ملتزمون، في الخط المبدئي لعملنا الصحفي، بالانتصار إلى الحقيقة عبر تنوير القراء، والدفاع عن قضايا الحريات، ودمقرطة المجتمع وترسيخ دولة المؤسسات، وترشيد حقل السياسة ببلادنا، جنبا إلى جنب مع كل مكونات النسيج السياسي والثقافي والجمعوي الذي يتوق إلى تحديث المغرب، والرقي بكل طموحاته نحو مغرب جديد وقوي ومتطور. وضمن نفس السياق ملتزمون بأن نظل أوفياء لهذا الخط المبدئي، متجاوبين مع الخاصية الإلكترونية لـ "أنفاس بريس" التي تقتضي منا تزويد القراء على رأس كل ساعة بما يستجد في المغرب والعالم، دون أن يعني ذلك الاستسهال والتهافت والابتذال والسوقية. ووفق ذلك ننتظر من قرائنا أن يشكلوا هيئة التحرير الثانية التي تسند عملنا بجهدها التفاعلي، بمدنا بالخبر المكتوب وبالصور وبالفيديو، وبمناقشة أدائنا. وهذا هو مضمون التعاقد المتجدد بيننا باتجاه أداء إعلامي مواطن، لا ولاء له سوى للضمير المهني، ولأخلاقيات المهنة، وللحاجة القصوى في المغرب لإعلام يتمثل قيم التعدد والتنوع والاختلاف، ويحترم ذكاء القارئ، ويخدم الجهد المنشود الذي يبذله المغاربة من أجل الديمقراطية والحداثة.