حلم أي ممثلة مغربية التتويج بأفضل دور نسائي بالمهرجان الوطني للفيلم الذي ينظم سنويا بطنجة.. في الحقيقة هو تتويج رمزي ومعنوي بـ"أوسكار" سينمائي محلي/مغربي. في فيلم "خربوشة" للمخرج حميد الزوغي وضعت الممثلة هدى صدقي فوق رأسها "تاج" أفضل ممثلة، ونقشت اسمها على سبورة "ملكات" المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
كانت تنتظر أن تفتح لها الجائزة "الأبواب المغلقة"، ويرتفع اسمها في "بورصة" السينما، لكن فيلم "خربوشة" كان "طالع شؤم" وكأنه حفر قبرها.
كانت تنتظر أن تفتح لها الجائزة "الأبواب المغلقة"، ويرتفع اسمها في "بورصة" السينما، لكن فيلم "خربوشة" كان "طالع شؤم" وكأنه حفر قبرها.
قافلة المغرب السينمائي تسير بالمقلوب وضد التيار، و"كاستينغ" الأفلام يبنى على "المزاج" و"الزبونية" و"الكاشي" وما خفي كان أعظم، لذا لا نستغرب من رؤية وجوه غريبة في معظم الملصقات السينمائية.
هدى صدقي تكبر في كل دور، تنضج من شخصية إلى أخرى، إلا أن شخصية "خربوشة" تظل الشخصية التي قدمت فيها أوراق اعتمادها في السينما، حين أخرج حميد الزوغي طاقاتها المدفونة، وأشعل المناطق المعتمة بداخلها. ولو سألت هدى صدقي عن "خربوشة" ربما تفر من عينيها الدموع من فرط تأثرها بهذه الشخصية الملحمية التي كانت تقاوم الاستبداد والظلم والاستعمار بفن "العيطة". تحمل هدى صدق بعض ملامح "خربوشة" في الإصرار والتحدي والعناد والمقاومة.
قبل عشرين سنة لم يكن هناك "فايسبوك" ولا "أنستغرام" ولا "يوتوب"، كان من الصعب أن تثير إليك الأنظار، وتشهر مواهبك. عليك أن تحفر بأظافرك تراب النفق المظلم الذي كنت تعيش فيه. كي تصطاد ممثلة دورا في فيلم تلفزيوني أو سينمائي عليها أن تتظاهر وتلعب في البداية دور "الفريسة" في مملكة السينما التي يسيطر عليها "الذئاب"، قبل القيام بترويض "الذئاب".. الشهرة كانت لها مقابل وثمن باهظ. لكن هدى صدقي، ابنة حي بوركَون التي تسكن في بيت محافظ كانت لا تستعجل الشهرة، ولا تتسوّل الأدوار الأولى التي لا تشترط الموهبة، بدليل أنّ حميد الزوغي برؤيته الثاقبة وضع يديه على معدن "نفيس" واكتشف في هدى صدقي ما لم يكتشفه الآخرون، وحين منحها بطولة مطلقة في فيلمه التوثيقي "خربوشة"، ولم تخن ثقته.
هدى صدقي تكبر في كل دور، تنضج من شخصية إلى أخرى، إلا أن شخصية "خربوشة" تظل الشخصية التي قدمت فيها أوراق اعتمادها في السينما، حين أخرج حميد الزوغي طاقاتها المدفونة، وأشعل المناطق المعتمة بداخلها. ولو سألت هدى صدقي عن "خربوشة" ربما تفر من عينيها الدموع من فرط تأثرها بهذه الشخصية الملحمية التي كانت تقاوم الاستبداد والظلم والاستعمار بفن "العيطة". تحمل هدى صدق بعض ملامح "خربوشة" في الإصرار والتحدي والعناد والمقاومة.
قبل عشرين سنة لم يكن هناك "فايسبوك" ولا "أنستغرام" ولا "يوتوب"، كان من الصعب أن تثير إليك الأنظار، وتشهر مواهبك. عليك أن تحفر بأظافرك تراب النفق المظلم الذي كنت تعيش فيه. كي تصطاد ممثلة دورا في فيلم تلفزيوني أو سينمائي عليها أن تتظاهر وتلعب في البداية دور "الفريسة" في مملكة السينما التي يسيطر عليها "الذئاب"، قبل القيام بترويض "الذئاب".. الشهرة كانت لها مقابل وثمن باهظ. لكن هدى صدقي، ابنة حي بوركَون التي تسكن في بيت محافظ كانت لا تستعجل الشهرة، ولا تتسوّل الأدوار الأولى التي لا تشترط الموهبة، بدليل أنّ حميد الزوغي برؤيته الثاقبة وضع يديه على معدن "نفيس" واكتشف في هدى صدقي ما لم يكتشفه الآخرون، وحين منحها بطولة مطلقة في فيلمه التوثيقي "خربوشة"، ولم تخن ثقته.
عناوين كثيرة ظهرت فيها هدى صدقي.. أفلام تلفزيونية وسينمائية، لكنها لم تستخرج منها ذلك "الصّفاء" وتلك "الطّهرانية" والملامح الطفولية البريئة التي تعكسها سحنة هدى صدقي وأداؤها الصاق. الممثلة التي لا تكون "كريمة" و"سخية" في التعبير عن أحاسيس الشخصيات التي تجسدها ممثلة فاشلة، وهدى صدقي من الممثلات التي تصادق شخصياتهن وتقع في أسرهنّ.
واقع السينما والتلفزيون اختلف اليوم، وصناعة النجوم أصبحت تتحكّم فيها منصات التواصل والاجتماعي، وتسلق سلالم الشهرة أصبحت قصيرة للغاية، والعروض متنوعة، لذا سرعان ما تنطفئ شعلة هذه النجوم، بخلاف الممثلات من جيل هدى صدقي، كلما يكبرن في العمر يزددن بهاء.
هدى صدقي اليوم ليست نجمة "تلفزيون" فقط، بل هي أيضا نجمة "يوتوب" من خلال قناة الطبخ التي أنشأتها، منحتها لها الشهرة الواسعة التي افتقدتها في السينما والتلفزيون. "النافذة" التي فتحتها في اليوتوب، استغلت فيها هدى صدقي تلك "النوّاة" الطيّبة التي تسكن في شخصيتها وزرعتها في قلوب الآخرين.. وفي وقت زمني وجيز أصبحت نجمة "شاشة" تخاطب المغاربة بدون تكلّف، من "نبع" صافٍ يجري في قلبها، وابتسامة صادقة، وبوجه خارج مساحيق السينما والتلفزيون.
الحياة تنصف أخيرا هدى صدقي التي صادقت "الحظ" بعد سنوات من الجحود!!
واقع السينما والتلفزيون اختلف اليوم، وصناعة النجوم أصبحت تتحكّم فيها منصات التواصل والاجتماعي، وتسلق سلالم الشهرة أصبحت قصيرة للغاية، والعروض متنوعة، لذا سرعان ما تنطفئ شعلة هذه النجوم، بخلاف الممثلات من جيل هدى صدقي، كلما يكبرن في العمر يزددن بهاء.
هدى صدقي اليوم ليست نجمة "تلفزيون" فقط، بل هي أيضا نجمة "يوتوب" من خلال قناة الطبخ التي أنشأتها، منحتها لها الشهرة الواسعة التي افتقدتها في السينما والتلفزيون. "النافذة" التي فتحتها في اليوتوب، استغلت فيها هدى صدقي تلك "النوّاة" الطيّبة التي تسكن في شخصيتها وزرعتها في قلوب الآخرين.. وفي وقت زمني وجيز أصبحت نجمة "شاشة" تخاطب المغاربة بدون تكلّف، من "نبع" صافٍ يجري في قلبها، وابتسامة صادقة، وبوجه خارج مساحيق السينما والتلفزيون.
الحياة تنصف أخيرا هدى صدقي التي صادقت "الحظ" بعد سنوات من الجحود!!