ورد في رسالة سليمانية (نسبة إلى السلطان مولاي سليمان)، إلى أهل فاس تصنيف ثلاثي للعمال: منهم من يأكل ويوكل (بكسر الكاف)؛ ومنهم من يأكل ولا يوكل؛ ومنهم بالخصوص، كبعض عمال العمالات اليوم، من يأكل وحده ويمنع «الرعايا» من أبسط حق، ألا وهو الحق في الترفيه، ولا ينتصر للمظلومين من أطفال ويصطف بجانب قضاياهم.
الدليل على ذلك أن أكثر من ثلث من سكان المغرب هم مجرد أطفال، إذ تمثل الفئة العمرية أقل من 15 سنة ما مجموعه 35 % من سكان البلاد. ورغم هذه القوة العددية فإن الأطفال لا يتمتعون بأي فضاء للعب رفقة ذويهم من الأمهات والآباء.
فأقرب فضاء للأطفال بالنسبة لساكنة مدينة الداخلة مثلا يبعد بـ 1600 كلم، وهذا الفضاء «القريب» منهم يوجد قرب مقر عمالة الحي الحسني بالبيضاء (Loupiland)، أو فضاء دار بوعزة بإقليم النواصر الموجود قرب واد مرزك. إذ من مدينة الداخلة إلى البيضاء (وهي المسافة التي تعادل نصف مساحة المغرب)، لا نصادف أي منتزه للأطفال سواء ببوجدور أو العيون أو أكادير أو مراكش أو آسفي أو الجديدة أو سطات، اللهم بعض الفضاءات الصغرى ذات الجاذبية الضعيفة.
وإذا قلبنا الآية سنجد أن أقرب فضاء للأطفال بالنسبة لساكنة وجدة يبعد بـ 800 كلم، وهو فضاء «ماجيك بارك» على ضفة أبي رقراق بسلا، علما أن 33 % من العملة الصعبة نحصل عليها بفضل أبناء المنطقة الشرقية الموجودين بالمهجر! ومع ذلك لم نرد لهم ولو جزءا يسيرا من الديون، ببناء حديقة للأطفال ملائمة قريبة من وجدة أو الناضور أو تاوريرت أو تازة أو فاس أو مكناس !
الإجحاف الذي يطال ساكنة 80 عمالة وإقليم (من أصل 83 عمالة وإقليم بالمغرب)، لا يعني أن أطفال البيضاء وسلا والرباط يرفلون في النعيم، بحكم أن الفضاءات الموجودة بالبيضاء وسلا لا تتوفر على المواصفات الكونية لحدائق الألعاب، لكنها تبقى بمثابة «جنة عدن» لساكنة العاصمتين الإدارية والاقتصادية، خاصة بعدما أعدم مهندسو الحكومات السابقة الحدائق السبع التي كان يسيرها الحاج أنوار بالدار البيضاء بدعوى أنه كان «صديق إدريس البصري"، فسحبت آنذاك من الحاج أنوار الرخصة وأغلقت فضاءات السندباد وياسمينة وعين السبع ولارميطاج وإفريقيا، وفككوا اللعب وحكموا على الآباء والأمهات والأطفال بالإعدام.
والأفظع من ذلك أن الأحياء الكبرى بمدننا والأقطاب الحضرية الضخمة التي تشيد هنا وهناك، لا تتضمن أي فضاء مخصص للأطفال، بسبب إهمال الولاة والعمال والرؤساء الذين يرخصون لهذه المشاريع، أو ربما لكونهم «زوافرية» ( غير متزوجين وليس لهم أبناء)، لا يعرفون ما معنى أن يكون المرء أما أو أبا يفيض بهجة، وهو يرى ابنه أو ابنته يتمتع بحق الترفيه في فضاءات آدمية.
الدليل على ذلك أن أكثر من ثلث من سكان المغرب هم مجرد أطفال، إذ تمثل الفئة العمرية أقل من 15 سنة ما مجموعه 35 % من سكان البلاد. ورغم هذه القوة العددية فإن الأطفال لا يتمتعون بأي فضاء للعب رفقة ذويهم من الأمهات والآباء.
فأقرب فضاء للأطفال بالنسبة لساكنة مدينة الداخلة مثلا يبعد بـ 1600 كلم، وهذا الفضاء «القريب» منهم يوجد قرب مقر عمالة الحي الحسني بالبيضاء (Loupiland)، أو فضاء دار بوعزة بإقليم النواصر الموجود قرب واد مرزك. إذ من مدينة الداخلة إلى البيضاء (وهي المسافة التي تعادل نصف مساحة المغرب)، لا نصادف أي منتزه للأطفال سواء ببوجدور أو العيون أو أكادير أو مراكش أو آسفي أو الجديدة أو سطات، اللهم بعض الفضاءات الصغرى ذات الجاذبية الضعيفة.
وإذا قلبنا الآية سنجد أن أقرب فضاء للأطفال بالنسبة لساكنة وجدة يبعد بـ 800 كلم، وهو فضاء «ماجيك بارك» على ضفة أبي رقراق بسلا، علما أن 33 % من العملة الصعبة نحصل عليها بفضل أبناء المنطقة الشرقية الموجودين بالمهجر! ومع ذلك لم نرد لهم ولو جزءا يسيرا من الديون، ببناء حديقة للأطفال ملائمة قريبة من وجدة أو الناضور أو تاوريرت أو تازة أو فاس أو مكناس !
الإجحاف الذي يطال ساكنة 80 عمالة وإقليم (من أصل 83 عمالة وإقليم بالمغرب)، لا يعني أن أطفال البيضاء وسلا والرباط يرفلون في النعيم، بحكم أن الفضاءات الموجودة بالبيضاء وسلا لا تتوفر على المواصفات الكونية لحدائق الألعاب، لكنها تبقى بمثابة «جنة عدن» لساكنة العاصمتين الإدارية والاقتصادية، خاصة بعدما أعدم مهندسو الحكومات السابقة الحدائق السبع التي كان يسيرها الحاج أنوار بالدار البيضاء بدعوى أنه كان «صديق إدريس البصري"، فسحبت آنذاك من الحاج أنوار الرخصة وأغلقت فضاءات السندباد وياسمينة وعين السبع ولارميطاج وإفريقيا، وفككوا اللعب وحكموا على الآباء والأمهات والأطفال بالإعدام.
والأفظع من ذلك أن الأحياء الكبرى بمدننا والأقطاب الحضرية الضخمة التي تشيد هنا وهناك، لا تتضمن أي فضاء مخصص للأطفال، بسبب إهمال الولاة والعمال والرؤساء الذين يرخصون لهذه المشاريع، أو ربما لكونهم «زوافرية» ( غير متزوجين وليس لهم أبناء)، لا يعرفون ما معنى أن يكون المرء أما أو أبا يفيض بهجة، وهو يرى ابنه أو ابنته يتمتع بحق الترفيه في فضاءات آدمية.