اشتكى الناس كثيرًا عبر وسائل الإعلام والتواصل من تصرفات أولاد الفشوش خلال ليالي الرباط. تبدأ عملية إزعاج سكان العمارات والمنازل، الموجودة في شوارع المهدي بن بركة والنخيل وعبد الرحيم بوعبيد، والشوارع المحاذية للمستشفيات، بعد الواحدة ليلاً وقد تستمر إلى الرابعة صباحًا. شباب يقودون سيارات فاخرة بجنون، وغير مبالين بأي خطر، يقومون بدورات حول ملتقيات الشوارع. تصدر العجلات أصواتًا مزعجة يصعب معها النوم، مما يسبب إزعاجًا للأطفال والمسنين والمرضى في منازلهم أو غرفهم في المستشفيات. ويظل ولد الفشوش المجرم سيد القيادة المتهورة، حيث تتحول الألعاب البهلوانية الإجرامية إلى حوادث تزهق الأرواح أو تسبب عاهات مستديمة، وتتحول هذه الأفعال إلى أرقام أسبوعية لحوادث خطيرة داخل المدارات الحضرية. ورغم بعض الحملات الأمنية، تظل هذه الظاهرة الهمجية حاضرة.
تتطلب هذه الظاهرة تثبيت كاميرات على مستوى التقاطعات بين الشوارع للتعرف على أرقام السيارات المشاركة في إزعاج الآخرين والإضرار بسكينة الأسر خلال الليل. سبق أن اتصلت بمداومة الأمن وكانت التدخلات فعّالة في حينها، لكن الأمر يتطلب متابعة مستمرة وسحب رخص القيادة والاحتفاظ بالسيارات لفترات طويلة في المحاجز العمومية، بالإضافة إلى تطبيق غرامات كبيرة على مرتكبي هذه الأفعال الهمجية. يتطلب هذا التدخل من مؤسسة "نارسا" الموكل إليها تدبير قضايا السلامة الطرقية، كما يتطلب إيجاد حلول لتضييق مجال المرور في التقاطعات خلال الليل. بالأمس، استيقظ العديد من السكان القاطنين عند تقاطع شارع المهدي بن بركة مع شارعي النخيل والعرعار، ويتمنى هؤلاء أن تعود السكينة إليهم في الليالي القادمة.