الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: علم فلسطين واستفزاز صهاينة فرنسا 

إدريس الأندلسي: علم فلسطين واستفزاز صهاينة فرنسا  إدريس الأندلسي
جهل وعنصرية القناة الفرنسية "إسرائيل 24".
رفع المغاربة لعلم فلسطين وسيرفعونه إلى الأبد  وفي كل المناسبات. تلفزيون صهاينة فرنسا يستفز مشاعر المغاربة و يتكلم بلغة غارقة في الوحل العنصري. لماذا رفع الفريق الوطني علم فلسطين بعد انتصاره. هكذا نطق صحافيان من تلفزيون يصفق ويتغنى باغتيال الحرية والصحافة  وحقوق الإنسان  ويدوس عنوة على كل المبادئ المعلنة في كل المواثيق  والاتفاقيات الدولية  والتي تهم الإنسانية جمعاء. 

بدأ الهجوم على المغرب ورموزه من طرف من لا يعرفون ما هو العهد وما هو الحق وما هي العدالة. انطلق أحدهم وكأنه يتكلم بإسم دولة فرنسا والحاكم الذي يقرر في عدد التأشيرات  و وجود المغاربة بفرنسا  وبدأ  "يخسر" الكلام  وملامح البلادة  والعنصرية تنفجر من قبح خلقه وخلقه. مغاربة فرنسا متجدرون في تاريخها قبل أن يدخلها الصهاينة. مغاربة شاركوا بعشرات الآلاف في الدفاع عن فرنسا في كافة حروبها المصيرية وهذا ما يتجاهله مفسدو الإعلام في قناة "إسرائيل 24" الصهيونية. آلاف المغاربة ضحوا بحياتهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية وواجهوا النازية.. وبدل أن يذكر التافهون في هذه القناة آلاف شهداء الدفاع عن فرنسا وعن اليهود أمام جرائم سلطة هتلر، انبروا بغباء  لذكر عدد سجناء الحق العام المغاربة بفرنسا وكأنهم فرنسيو العرق " النظيف" بالمفهوم الهتليري للكلمة. وسعى أصحاب هذه القناة الصهيونية إلى اعتبار أنفسهم أوصياء على قصرالاليزي وعلى الحكومة الفرنسية حتى على أحزابها وبرلمانها. 

الخزي لأمثالكم ممن يعيشون بزهو على إيقاع قتل الفلسطينيين ويريدون من المغاربة أن لا يناصروا إخوانهم في الدم والعرق والأصل. تكلم أحد أغبياء قناة " إسرائيل 24" وكأنهم أوصياء على كل شعب فرنسا المتنوع والذي لا يمكن أن يسكت على فظاعات الاحتلال وجرائمه، وقال بكثير من الخبث والصلافة أن المغرب يجب أن يقدم اعتذارا، من أعلى سلطانه، على حمل العلم الفلسطيني من طرف الفريق الوطني بعد مباراته أمام إسبانيا. فلتنتظروا كثيرا ودهرا لأن فلسطين تسكن قلوب المغاربة كما يسكنها حب اليهود المغاربة الذين يعتبرون جزءا لا يتجزأ من الشخصية  والهوية المغربية. 
لوح صهاينة قناة " إسرائيل 24" بالتزامات اتفاقيات ابراهام أو إبراهيم . نعم وقع المغرب على هذه الاتفاقيات  ولكن المبدأ الأول والأساسي كان هو السلام المبني على دولتين وحق الشعب الفلسطيني في عاصمته بالقدس الشرقية. الصهاينة يقترفون أبشع الجرائم  ويريدون أن يقبل المغاربة مجازرهم  و جرائمهم. نريد السلام الذي يضمن العيش الكريم  للجميع  وليس قهر شعب والاستيلاء على أرضه  وقتل شبابه  وتحويل الضفة الغربية وغزة إلى سجن كبير.  
شخصيا أتمنى بكثير من الاقتناع أن أزور فلسطين وإسرائيل  حين يتم إحقاق الحق  و رجوع الأراضي المحتلة من طرف مستوطنين إلى أصحابها. أريد أن يعم السلم والسلام بين "أبناء إبراهيم" دون حيف وظلم وتعسف وتقتيل.  إبراهيم الخليل رفض الظلم وقاوم الظلامية  ولا يمكن أن نشوه ما حمله من رسائل  إلى  الإنسانية في مجال العدل  وتوقير ما خلق الله.  لكل هذا  وفي إنتظار إحقاق الحق  وإنصاف شعب فلسطين، لن أتوقف عن رفع علم فلسطين وأن أنادي كل لاعبي المغاربة وأي  مغربي لرفعه خلال كل إنتصار رياضي أو نجاح اقتصادي  أو تفوق علمي أو تعبير فني إنساني. 

لن يعتذر للصهاينة إلا الخونة أما المغاربة الأحرار فلن يعبرون عن أي حقد إتجاه من يحترم حق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي الوجود والعيش الكريم وفي وطن مكتمل الأركان وعاصمته القدس الشرقية. والسؤال الكبير يهم سطوة العنصرية الصهيونية وتلك التي تعادي كل ما هو أجنبي في فرنسا المشتل التاريخي لحقوق الإنسان.