عبدالحي السملالي: من خطاب داخلي متسطّح إلى تمثيل دولي مُفرغ: أين النموذج المغربي؟
منذ مدة وأنا أتابع حملة متكاثفة، تتقدّم بجيشٍ عرمرم من المحاضرين، يعتلون المنابر ويخوضون في إمارة المؤمنين بخطابٍ لا يُساءل، ولا يُراكم، ولا يُنتج معرفة. خطابٌ يُحاضر باسم الثوابت، لكنه لا يُعمّقها، ولا يُحاورها، بل يكتفي بما هو متداول، مألوف، ومؤمنٌ بسلطة الشرح لا بواجب التفكر. إنها محاضرات تُعيد إنتاج المألوف، وتُفرغ المؤسسة من رمزيتها المركّبة، فتُحوّلها إلى شعارٍ يُستهلك لا يُفكّك. الأسماء المتصدّرة لهذا الخطاب، في معظمها، نكرات معرفية: لا تراكم لها في المادة، ولا أثر ...
