محمد أنور الشرقاوي: عندما تختبئ المقاومة المسلحة في ظلال الأغطية
في سنوات الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، كانت المقاومة، العميقة والصامتة في آن واحد، تتشكل في ظلال الأزقة الضيقة للمدن المغربية. كان عمي الشرقي، ذلك الكائن الخفي بين ظلال الدروب والأزقة، مكلفًا بتهريب الأسلحة من طنجة، تلك المدينة التي كانت في آن واحد ملجأ وحدودًا، إلى أراضي سلا والرباط ومدن أخرى. كانت الأسلحة تسافر، موضوعة على ظهور الحمير المتعبة، كأسرار يتوجب إخفاءها ولكنها، مع كل خطوة، كانت تعلن عن الثورة القادمة. كانت تتسلل ...