فؤاد عبد العالي: ليس المطر من قتلهم: آسفي تحاكم الإهمال
كان يومُ الأحد جرحًا مفتوحًا في ذاكرة مدينة آسفي، حاضرة المحيط التي طالما واجهت البحر بصبرٍ وكبرياء. لم تكن العاصفة مجرد حدثٍ عابر، بل صفعةً قاسية أيقظت الألم المؤجل. سيولٌ جارفة اندفعت بلا رحمة، حملت معها الخوف، واقتلعت البشر والحجر، وخلّفت خسائر في الأرواح والأموال، كأنها تُعيد كتابة مأساةٍ كان يمكن تفاديها لو أُصغي لصوت المدينة وهي تُهمل بصمت. آسفي لم تُفاجَأ بالعاصفة؛ الذي فاجأها هو استمرار الإهمال. عقودٌ من التهميش ...
