السبت 20 إبريل 2024
في الصميم

المغرب بين وزراء الفعالية ووزراء "الستريبتيز الإعلامي"!

المغرب بين وزراء الفعالية ووزراء "الستريبتيز الإعلامي"! عبد الرحيم أريري

أن تكون سياسيا.. معناه أن تكون حاملا لمشروع وتعبئ المجتمع حول الفكرة وتتصارع داخل المجتمع في إطار تدافع مدني واضح: تعرف برؤيتك وتنسف رؤية خصومك وتساهم في ترشيد النقاش العمومي حول قضايا البلاد.

 

أن تكون سياسيا ليس معناه أن تكون قريبا من مدفأة السلطة أو تحمل ديبلومات من الجامعات المغربية أو الجابونية او الميريكانية أو الطاليانية. فالديبلوم محمود، بل ومطلوب في تقلد وظيفة ما (قطاع أو قطاع خاص)، أما الاستوزار، فليس وظيفة، بل منصة لتحقيق إقلاع أمة. ولهذا لا يكفي إشهار "كارطونة" جامعية لقيادة وزارة أو الاستجابة لانتظارات المغاربة.

 

فالمغاربة، ومنذ الاستقلال، لهم سوابق مع 33 حكومة، معظم وزرائها تم التسويق لهم بأنهم حاملو ديبلومات من أرقى الجامعات والمعاهد، وتم تبرير استوزارهم بكونهم خريجو جامعة شلوفنهايمن بيكسدادن ومعهد لاكسفاكس بيزوطايمن وكلية سمرقدانوشفيطا؛ ومع ذلك لم يسبق للمغرب إطلاقا أن نزل عن رتبة 110 في سلم التنمية البشرية في العالم، بل بالعكس لم تفتأ أوضاع المغاربة تزداد بؤسا وتدهورا، بدليل أن إسقاط "أصحاب الديبلومات والمقربين من مدفأة السلطة" وصبغهم بألوان حزبية، تسببوا في انزلاق المغرب نحو الرتبة 126 عالميا و"غرقوا الشقف والجوانط" للمغرب والمغاربة!

 

هذا رأيي في "حكومة الكفاءات".. وموعدنا في سنة 2026، لنقف على: هل هؤلاء الوزراء سيحسنون مستوى المغرب ويرفعون ناتجه الداخلي الخام ويخلقون الثروة ويعمموا الرفاهية لتشمل الأغلبية الساحقة من المغاربة، ويفلحون في تحقيق الإنصاف المجالي، أم سيتدحرج المغرب إلى الرتبة 136 أو 146 عالميا في سلم التنمية البشرية؟؟؟

 

هذا هو مقياسي في تقييم كفاءة هذا الوزير أو ذاك، وهذا هو مقياسي في الحكم على كفاءة حكومة ووزرائها، وما تبقى من إشهار للديبلومات والشواهد لتبرير "غنيمة الاستوزار"، يبقى في تقديري مجرد "ستريبتيز إعلامي"؛ لأن المغاربة يريدون وزراء لهم أرجل عالقة في أوحال المجتمع ليتمكنوا من انتشال المغرب من "الغيس" ومن الفقر ومن الجهل.