الجمعة 26 إبريل 2024
منبر أنفاس

خالد أخازي: فاجعة “معمل البرانص” بطنجة...لك الله يا وطني...؟

خالد أخازي: فاجعة “معمل البرانص” بطنجة...لك الله يا وطني...؟ خالد أخازي
فعلا .... طنحة أثبتت أن الاستثناء المغربي...قائم..
فالمغربي هو الوحيد الذي يمكن أن يغرق في مقر عمله...
رغم أنه غارق أصلا في الديون والهم والغم...
لكن طنجة الجريحة كشفت عورة الفساد الجديد..
فالمغرب هو الوحيد الذي يمكن أن يوجد فيه معمل سري للنسيج، يشتغل عماله وعاملاته صباحا ومساء بالعشرات في قبو فيلا ... في حي راق... ولا عين ترصده.... من المقدم إلى مفتش الشغل... من مفتش الضرائب إلى رئيس الجماعة من القائد إلى كل العيون المنتشرة هنا وهناك... عذر أقبح من جرم...
لك الله يا وطني...
رحم الله غرقى قبو الرق الأبيض.... رحم الله شهداء الزنازن الجديدة... عبيد الزمن الجديد....
هل سمعتم عبر التاريخ.... من مات غرقا في قبو...؟
فقط يقع هذا في المغرب...
المغرب الذي ينخره الفساد والرشوة...
المغرب الذي لا زال عاجزا على ربط المسؤولية بالحساب... والضرب بقوة على رؤوس الفساد...
المغرب الذي رفض برلمانيوه لحد الساعة تجريم الإثراء غير المشروع...
المغرب الذي يدخله شلة من برلمانيه ليغتنوا ويصيروا أثرياء بلا عناء... المغرب الذي يسمح لبعض المنتخبين أن يحولوا المال العام إلى مال خاص.... المغرب الذي لم يملك الشجاعة بعد لمحاربة الفساد، كأنه قدرا محتوما...
المغرب... الذي مازال يسمح للفاسدين بالترشح....
المغرب الذي مازال الفساد ينخره... حثما قتلاه غرقى على اليابسة... وفي أقبية الفيلات التي تحولت إلى تجمعات للرق الأبيض.... أمام سلطات مشبوهة و منتخبين متورطين... ومؤسسات الدولة الغارقة في الصمت...
كلهم متورطون في الرق الأبيض... في الإبادة الجماعية.... في شهداء الرغيف والعرق.... شهداء الجشع والاستهتار والفساد...
حققنا فعلا الاستثناء يا خونة...
حين سمحتم بكل وقاحة بموت جماعي لعاملات وعمال غرقى في دهاليز معامل تسمونها سرية... كأن طنجة توجد في أدغال الأمازون...
السرية.... هي المافيا الذي تتقاسم الغنيمة وتسمح بامتصاص دم الشعب....
رحم الله غرقى الرق الأبيض....
فقط أيها القتلة.... اصمتوا... فطنجة ليست في أدغال إفريقيا...
الفيلا... التي غدت قبرا جماعيا ليست في عمق السافانا....
اصمتوا... خير لكم وللوطن...