الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

عبد الكريم برشيد متصوف احتفالي باحث عن تأصيل المسرح العربي

عبد الكريم برشيد متصوف احتفالي باحث عن تأصيل المسرح العربي عبد الكريم برشيد
يعتبر الدكتور عبد الكريم برشيد أحد أعلام المسرح المغربي، حيث ضحى بحياته وجعلها قربان في سبيل التأسيس لمفاهيم جديدة في المسرح ووضع فلسفته الخاصة التي نظر لها في مختلف ندواته الفكرية هو أحد الوجوه المشرقة في تاريخ المسرح المغربي "نظرية المسرح الاحتفالي" القائم على الاحتفال وعلى ثلاثة أعمدة كبيرة، أهمها مدنية المدينة وحيوية الحياة, الذي يعتمد أساسا على الموروث الشعبي للحضارة المغربية المحيطة بنا و من ثم الحضارة العربية.
فمثلا نجد عند عبد الكريم برشيد في أغلب عناوينه أنه يمزج ما بين الهوية العربية والتراث المغربي، فمثلا نجد عنوان "ابن الرومي في مدن الصفيح" فابن الرومي أحد رجالات الأدب العربي ومدن الصفيح هي حقبة هامة في تاريخ المغرب وأصبحت حاليا ترتبط بكل ما هو مهمش، فعنوان ينبني على التناقض.
فماذا لو أتى ابن الرومي وسكن في مدن الصفيح واستوطن عالمنا الممتلئ بالتراتبية والذاتية والنزعة الفردانية.
شكل المسرح الاحتفالي على مدى أربعة عقود إحدى أبرز المحطات الكبيرة، فهدف عبد الكريم بر شيد وراء عنائه و الممارسات الإرهابية على المستوى الفكري التي مورست عليه، هذا كله فقط من أجل تأصيل المسرح المغربي الذي أعتقد من وجهة نظري أنه نجح على كافة الأصعدة.
أولا، لأنه ظل يدافع عن فكرته حتى انتشرت في المشرق والمغرب العربي والشرط الأوسط، فكل العالم العربي يعرف عبد الكريم برشيد في الشارع العام و في المقاهي، فهو ذلك الرجل الذي يعيش النجومية خارج بلده, في حين الوطن الذي اختاره لم يهتم به حتى صنع فكره وناضل من أجل استمراره عبد الكريم برشيد المتصوف الاحتفالي.