الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

في الذكرى الأولى للسترات الصفراء.. البوليس الفرنسي يكشر عن أنيابه لردع المتظاهرين

في الذكرى الأولى للسترات الصفراء.. البوليس الفرنسي يكشر عن أنيابه لردع المتظاهرين أصحاب السترات الصفراء تحت رحمة هروات البوليس

العنف والمواجهات مع الشرطة الفرنسية بالعاصمة باريس هو أهم ما ميز الذكرى الأولى لاحتجاجات السترات الصفراء المناهضة للحكومة، والتي تميزت بعدد من المواجهات في بعض أحياء العاصمة، والتي انتهت برشق الشرطة بالحجارة، إشعال النار، والعنف المتبادل بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب، وهو ما انتهى بعشرات الاعتقالات وسط المتظاهرين. مما جعل العديد من التساؤلات تطرح حول مآل هذه الحركة الاجتماعية، بعد سنة من التظاهر رغم تراجع الزخم في عدد المشاركين وتقديم الحكومة لحزمة من الإجراءات كلفتها العشرات من المليارات.

 

فخلال يوم السبت 16 نونبر 2019، بدأت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين مند الصباح، كان أهمها ببلاص دي إيطالي جنوب باريس، حيث قام المتظاهرون الذين كان بعضهم يرتدي ملابس سوداء ويغطون وجوههم، برشق الشرطة بما يجدونه أمامهم ويستعملون المتارس، وأضرموا النار في حاويات القمامة؛ وردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين، وتم اعتقال العشرات منهم. وتحولت الساحة إلى ساحة حرب حقيقية في الصباح، وغطى الدخان كل الفضاء المحيط بالساحة، وعمت الفوضى المكان. وتم اعتقال 33 شخصا إلى حدود الساعة العاشرة والنصف، حسب مصدر من الشرطة، التي منعت التظاهرة (كانت مقررة في الساعة الثانية بعد الظهر).

 

كما اندلعت اشتباكات في أماكن أخرى بباريس بمحطة بورت دو شانبرييه، حيث تجمع المتظاهرون للسير في اتجاه محطة أوسترليتز، ومنعهم الشرطة من ذلك، مما أدى إلى اشتباكات، كما تمكنت الشرطة من منع محاولة توقيف الطريق المحوري حول باريس قام بها بعض المتظاهرون، وهو طريق أساسي لكل من يريد الدخول إلى العاصمة. وتم منع تظاهرة أخرى كان مرخصا لها في ساحة لاباستيي في قلب العاصمة.

 

وحسب الداخلية الفرنسية فقد شارك في هذه الذكرى الأولى لسترات الصفراء حوالي 28 ألف شخص في مختلف التظاهرات التي عرفتها فرنسا، من بينهم 5000 آلاف في العاصمة باريس.

 

واعتبر مصدر من الشرطة أن الأشخاص الذين كانوا في الساحة ليسوا أفرادا يدافعون عن قضية، بل أشخاصا يهدفون إلى التخريب، والقيام باعتداءات ممنهجة ضد أفراد الامن ورجال الإطفاء.

 

وفي المساء تم الإعلان عن توقيف 147 شخص في باريس، وتم وضع 123 شخص رهن الحجز الاحتياطي، حسب النيابة العامة. كما قامت السلطات بباريس بمنع الولوج أو التظاهر بجادة الشونزيليزيه أحد أكبر الشوارع التجارية بباريس، كما تم إغلاق العديد من محطات المترو والقطار الجهوي السريع.

 

وحسب الأرقام التي تم الإعلان عليها، والتي لم تتجاوز 30 ألف مشارك، فإن تظاهرة السترات الصفراء فقدت من زخمها، حيث كانت التظاهرات قبل سنة تجمع حوالي 300 ألف شخص. ويعزو العديد من المتتبعين هذا التراجع إلى العنف الذي طبع العديد من هذه التظاهرات التي استمرت سنة تقريبا، تم تنظيم 53 تظاهرة بالعاصمة في كل يوم سبت وفي العديد من المدن الفرنسية.

 

وانطلقت التظاهرات قبل سنة في منتصف شهر نوفمبر الماضي سنة 2018، بسبب الزيادة في أسعار الوقود وارتفاع تكلفة الحياة بفرنسا، للتحول إلى تظاهرات ضد الرئيس الفرنسي إيمانييل ماكرون وضد سياسته الإصلاحية التي وعد بها أثناء الانتخابات الرئاسية، كما كانت ترفع هذه التظاهرات شعارات مناوئة له وتتهمه برئيس "الأغنياء". ودعا الرئيس الفرنسي إلى حوار وطني لتجاوز هذه الأزمة الاجتماعية. وحاول التجاوب مع عدد من مطالب السترات الصفراء، حول تجميد الضرائب على المحروقات والرفع من الحد الأدني للأجر، وهي مطالب كلفت الدولة الفرنسية عدة مليارات. وتجاوزت مطالبها ما هو اجتماعي نحو ما هو سياسي وحول التمثيلية في المؤسسات وتفعيل بند الاستفتاء الشعبي على الطريقة السويسرية، حيث يمكن للمواطنين المطالبة بتغيير أو إحداث قانون في حالة توفر عدد معين من التوقيعات، وهو إصلاح يتطلب تعديلا في الدستور الفرنسي.

 

وتنتظر الرئيس وحكومته سنة اجتماعية جد ساخنة، بعد أن أعلنت العديد من القطاعات النقابية، خاصة في مجال النقل، عن إضرابات عمالية في الأيام المقبلة.