تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان، الجامعة الربيعية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، تحت شعار "المغرب أرض الثقافات"، وذلك من 10 إلى 14 أبريل 2018 بمدينة بني ملال.
وتندرج هذه المبادرة في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى تطوير وتنويع العرض الثقافي الموجه لفائدة مغاربة العالم، وذلك استجابة لاحتياجاتهم وانتظاراتهم، وخاصة الأجيال الصاعدة. وعلى غرار الجامعة الشتوية، التي تم تنظيمها في دجنبر 2017، تحت شعار "العيش المشترك"، تهدف الجامعة الربيعية إلى الحفاظ على الهوية الوطنية للأجيال الجديدة من أبناء مغاربة العالم، وتقوية روابطهم ببلدهم الأصل، والمساهمة في الحفاظ على وشائجهم الإنسانية وكذا مساعدتهم على الاندماج ببلدان الاستقبال.
وإلى جانب هذه الأهداف، ستكون هذه الدّورة الربيعية مناسبة لإبراز مدى تنوع وغنى التراث المغربي، وخاصة ما تزخر به جهة بني ملال - خنيفرة، التي تم اختيارها لاستضافة النسخة الأولى من هذه الجامعة. وتحتل هذه الجهة مكانة مهمة في الاقتصاد المغربي، حيث تمكنت بفضل ما تتمتع به من ثروات وإمكانات ومؤهلات فلاحية وموارد مائية هامّة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي المتميز، من تطوير نموذج فلاحي اقتصادي يحتذى به.
وستعرف الجامعة الربيعية مشاركة مائة من الشباب المغاربة المقيمين بمختلف دول العالم، المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، مع حضور طلبة مغاربة يتابعون دراستهم العليا بجامعة السلطان مولاي سليمان، وذلك لتعزيز التبادل الثقافي وتقاسم التجارب والخبرات.
وخلال هذه الجامعة الربيعية، الممتدة على مدى خمسة أيام، كل هؤلاء الشباب مدعوون للانخراط والمشاركة في ندوات وورشات يؤطرها أساتذة وباحثون وخبراء مغاربة، فضلا عن الزيارات الميدانية التي تروم إبراز الموروث اللامادي للجهة. ومن أهم المحاور التي سيتم التطرق إليها: تطور العلوم في تاريخ المغرب؛ التراث اللامادي المغربي؛ الوحدة الترابية للمملكة؛ العيش المشترك؛ الشباب المغربي والهوية الوطنية؛ التاريخ والثقافة المغربية.
ستُمكن هذه الجامعة الربيعية الشباب المغاربة المقيمين بالخارج من التعرف على غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، بالإضافة إلى تكوين فكرة واضحة حول منظومة القيم المغربية التي تثمن التسامح واحترام الآخر. كما أن مختلف الآراء والأفكار التي سيتم تداولها وتبادلها، خلال برامج وأنشطة هذه الجامعة، بين شباب مغاربة العالم ونظرائهم بالمغرب من جهة، ومختلف المتدخلين من جهة أخرى، سيكون لها وقع إيجابي عليهم وستساهم في تنمية ثقافتهم وارتباطهم ببلدهم المغرب.