يُنتظر حسب الجدولة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة أن يتقدم ديماستورا بإحاطة لمجلس الأمن في جلسة مغلقة بتاريخ 14 أبريل الجاري وهي الإحاطة التي تأتي تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2756 الصادر في أكتوبر 2024 الذي قدم توصية للمبعوث الأممي بتقديم إحاطة حول تقدم العملية السياسية تنفيذاً لمضامين القرار خاصة على مستوى الإطار الذي وضعه تم وضعه وتحديده لحل وطي الملف.
إحاطة هذه السنة تثير ملاحظات وأسئلة نُجملها في:
- ستافان ديماستورا سيتقدم بإحاطته لمجلس الأمن التي يُفترض أن يستعرض فيها التحرك السياسي الذي قام به في الفترة الفاصلة ما بين أكتوبر 2024 و أبريل 2025، هنا لابد من التأكيد على كون ستافان منذ صدور القرار لم يقم بأي تحرك سياسي جدي قد يساهم فيه و من خلاله في إنعاش العملية السياسية منذ توقفها على إثر استقالة سلفه هانس كولر بعد جولتين من المباحثات في جنيف، مما يجعل من الإحاطة التي سيتقدم بها بمثابة إحاطة "بيضاء" نتيجة الجمود الذي دخل فيه الملف و نتيجة عدم قدرة ستافان على بلورة خطة واقعية تستجيب للمعايير السياسية التي وضعها مجلس الأمن في قراراته التي اعتمدت على مبادرة الحكم الذاتي.
- ستافان ديماستورا سيتقدم بإحاطته والولايات المتحدة الأمريكية عهد ترامب تتجه نحو إيقاف دعمها المالي لبعثات حفظ السلام منها المينورسو، مما يجعل من استمرار البعثة في القيام بمهامها على الصعيد الميداني خاصة على المستوى العسكري/الأمني أمر سيكون محط شك، و تشكيك دوليين و محليين..، مما يفرض التفكير في صيغ أمنية بديلة في حال تعطل المينورسو و عجزها عن القيام بمهامها مع التوجه الحالي نحو خفظ/إنهاء الدعم المالي لها.
- ستافان ديماستورا سيتقدم بإحاطته و فرنسا قد التحقت بالدول الداعمة لمغربية الصحراء و مبادرة الحكم الذاتي لتعزز صفوف الدول الفاعلة تاريخياً في ملف الصحراء التي غيَّرت موقفها من الملف و من نظرتها لحله، خاصة أنها عضو فاعل و دائم بمجلس الأمن و كان لها دور في الفترة الإستعمارية على مستوى افتعال النزاع و على مستوى مختلف تفاصيله المرتبطة بتصفية مرحلة الإستعمار منها أساساً الحدود الموروثة، لذلك فديماستورا لا يمكن أن يقفز على هذا المعطى الجديد الذي خلقته فرنسا بقرارها السياسي الهام و الكبير المُعزز لمحور الدول الداعمة للسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الصحراوية.
- ستافان ديماستورا سيتقدم بإحاطته و مستقبله السياسي/المهني محط سؤال و تساءل خاصة في ظل استمرار عجزه عن القيام بمهامه على مستوى فرض الحل ودفع الدولة الجزائرية إلى الإنخراط في العملية السياسية وفقاً لقرارات مجلس الأمن وتوصياتها بإحياء مسلسل التسوية السياسية على أرضية الحكم الذاتي، عجزه هذا هو بمثابة فشل سياسي في القيام بمهامه، فلا هو حرك الملف في جانبه الإنساني من خلال دفع النظام الجزائري إلى العودة لمسلسل تبادل الزيارات بين الأسر، ولا هو استطاع أن يحييه سياسياً ولا هو دفع بالطرف الآخر إلى الانخراط بجدية في تنفيذ توصيات مجلس الأمن، مما يجعل مستقبله كمبعوث للمنطقة محط سؤال خاصة على مستوى الجدوى من استمراره!
-ستافان ديماستورا سيتقدم بإحاطته والعديد من الأصوات باتت مقتنعة بأن الملف دخل نفقاً مغلقاً، متحكَّماً فيه من طرف ما وصفه العديد من المراقبين الأمريكيين "ببيروقراطية" الأمم المتحدة التي أدخلت الملف في حالة جمود سياسي، وضعية اللاحرب واللاسلم التي يدفع ثمنها سكان ومحتجزي مخيمات تندوف، يدفعون ثمنها من كرامتهم، إنسانيتهم وحقوقهم التي تنتهك يومياً بفِعل الانتهاكات الجسيمة الحقوقية التي تحدث في المنطقة تحت غطاء النظام الجزائري.
إحاطة هذه السنة يجب وضعها في السياق التي حدده الملك، والتفاعل الرسمي الغير الرسمي معها من خلال سياق التحول الذي يريده المغرب بنقل الملف من مستوى التدبير إلى التغيير، تدبير انتهى بانتزاع اعترافات قوية دولية وأممية بمغربية الصحراء ومازالت مستمرة هذه الاعترافات والمواقف الدولية الجديدة "بريطانيا قريباً" وتغيير في معالجة الملف بنقله من وضعيته الحالية الجامدة إلى وضعية تفرض تطبيق مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الأساس الوحيد لحل النزاع!!