إشراف وتقديم: أحمد فردوس
تحيي جريدة “أنفاس بريس” من خلال سلسلة حلقات “ذاكرة رمضان” ذكرى أحداث فارقة وشخصيات عظيمة وُلدت وأخرى رحلت في هذا الشهر المبارك. سنتناول ملوكًا تركوا بصماتهم في تاريخ الحكم، وعلماءً أثروا الفكر والمعرفة، وفقهاء أسسوا مدارس اجتهادية، ومقاومون كان لهم دور كبير في مقاومة الإستعمار وقدموا تضحيات في سبيل حرية الوطن واستقلاله، وأدباء وشعراء رسموا بالكلمات ملامح عصرهم، ورياضيين وفنانين حملوا اسم المغرب والأندلس إلى آفاق جديدة.
من قرطبة إلى فاس، ومن مراكش إلى غرناطة، شهـدت هذه الأرض ولادة عباقـرة ورحيل كبار، وكأن الزمان يختار هذا الشهر الكريم ليكرم فيه عباده، فيجعل لحظات قدومهم إلى الدنيا أو وداعهم لها تتـزامن مع أيـام الرحمة والمغفرة. إن رمضان ليس شهر النسيان، بل هو شهر الوفاء، ومن واجبنا أن نُحيي ذكراهم، وننفض الغبار عن صفحات مشرقة من تاريخنا، وأن نربط الحاضر بالماضي لنستفيد من تجارب الذين عاشوا ورحلوا تحت نور هذا الشهر المبارك.
“ذاكرة رمضان” ليست فقط رحلة عبر التاريخ، بل هي دعوة للتأمل في عمق التجربة المغربية والأندلسية، ولإعادة الإعتبار لمن أسهموا في تشكيل هذا الإرث الثقافي العظيم حتى لا نقع في فخ النسيان، الذي يُقال إننا لا نملك سواه. وهي أيضا سلسلة حلقات توثق لشخصيات مغربية حديثة ولدت وأخرى توفيت في هذا الشهر العظيم خلال هذا القرن، منهم الأحياء والأموات، شخصيات فاعلة ناجحة ومتألقة في مجالها.
ـ إليكم الحلقة 24 من سلسلة حلقات” ذاكرة رمضان”
1 ـ يوم ميلاد اللاعب الدولي بادو الزاكي
ولد اللاعب الدولي بادو الزاكي في يوم 24 من شهر رمضان في العام 1378 هجرية الموافق لـ 2 أبريل 1959 ميلادية، بمدينة سيدي قاسم.
هو حارس مرمى سابق في البطولة الوطنية، وتألق مع المنتخب الوطني، ثم ولج لعالم التدريب كإطار/ مدرب حاليا، ومن المعلوم أن من أبرز المنتخبات والأندية التي دربها بادو الزاكي نذكر فريق الوداد الرياضي، بالإضافة إلى تدريبه للمنتخب المغربي الذي قاده إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية في العام 2004 ميلادية، وتحمل مسؤولية تدريب منتخب السودان ثم تدريب فريق منتخب النيجر.
اشتهر اللاعب الدولي بادو الزاكي كحارس مرمى بتدخلاته الرائعة ومرونته الفائقة، حيث بدأ في إظهار خبراته ومهارته مع نادي الوداد الرياضي البيضاوي، وفي سنة 1979ميلادية أصبح حارسا رسميا للمنتخب الوطني الذي شارك معه في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في العام 1980 ميلادية بنيجيريا وفاز بالميدالية البرونزية.
وقد خاض الحارس الدولي بادو الزاكي أحسن تجربة كانت جد متميزة في تاريخه الرياضي الحافل، مع جيل المنتخب الوطني في العام 1986 ميلادية في كأس العالم.
بادو الزاكي
2 ـ في مثل هذا اليوم كانت وفاة الفنان المبدع بوجمعة حكور "بُوجْمِيعْ"
في مثل هذا اليوم الرمضاني كانت وفاة الفنان المبدع بوجمعة حكور المعروف باسم بُوجْمِيعْ أحد مؤسسي مجموعة ناس الغيوان، وتحديدا في يوم 24 من شهر رمضان في العام 1394 هجرية، الموافق لـ 26 أكتوبر 1974 ميلادية. وقد رأى النور ـ مسقط رأسه ـ في عام 1944 ميلادية، بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء.
كان الفقيد "بُوجْمِيعْ" متعدد المواهب، فهو الفنان المغني، والمسرحي والشاعر/الزجال، فضلا عن تمكنه من الموسيقى والإيقاع، وهو المبدع المتمكن من كل الفنون التراثية المغربية الأصيلة.
في بدايات الستينيات من القرن العشرين أسس الفنان بُوجْمِيعْ بمعية مجموعة من رفاق الدرب من أبناء الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء فرقة رواد الخشبة، وكان من بين أعضائها الفنان عُمَرْ السَّيِّدْ، وقد ألف بوجميع لهذه الفرقة مجموعة من النصوص المسرحية التي أدتها الفرقة المسرحية، مثل مسرحية "المسمار" و "فلسطين" و "الحاجة كنزة "
في هذا السياق سيلتحق المبدع بُوجْمِيعْ بفرقة المسرح البلدي التي كان يشرف عليها الفنان والمخرج المسرحي الطيب الصديقي، حيث شارك بوجميع في أشهر مسرحياتها نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مسرحية "الحراز" و "سيدي ياسين في الطريق" و "عبد الرحمان المجذوب".
يعتبر الراحل بُوجْمِيعْ من الأعضاء الأساسيين الذين أسسوا مجموعة ناس الغيوان في عام 1970 ميلادية، إلى جانب المرحوم الفنان العربي باطما، وعمر السيد، ومولاي عبد العزيز الطاهري، ويعلا علال، ورغم مرور الزمان لا يمكن ذكر إسم مجموعة ناس الغيوان دون استحضار أسم المرحوم بُوجْمِيعْ.
المبدع بوجمعة