إشراف وتقديم: أحمد فردوس
تحيي جريدة “أنفاس بريس” من خلال سلسلة حلقات “ذاكرة رمضان” ذكرى أحداث فارقة وشخصيات عظيمة وُلدت وأخرى رحلت في هذا الشهر المبارك. سنتناول ملوكًا تركوا بصماتهم في تاريخ الحكم، وعلماءً أثروا الفكر والمعرفة، وفقهاء أسسوا مدارس اجتهادية، ومقاومون كان لهم دور كبير في مقاومة الإستعمار وقدموا تضحيات في سبيل حرية الوطن واستقلاله، وأدباء وشعراء رسموا بالكلمات ملامح عصرهم، ورياضيين وفنانين حملوا اسم المغرب والأندلس إلى آفاق جديدة.
من قرطبة إلى فاس، ومن مراكش إلى غرناطة، شهـدت هذه الأرض ولادة عباقـرة ورحيل كبار، وكأن الزمان يختار هذا الشهر الكريم ليكرم فيه عباده، فيجعل لحظات قدومهم إلى الدنيا أو وداعهم لها تتـزامن مع أيـام الرحمة والمغفرة. إن رمضان ليس شهر النسيان، بل هو شهر الوفاء، ومن واجبنا أن نُحيي ذكراهم، وننفض الغبار عن صفحات مشرقة من تاريخنا، وأن نربط الحاضر بالماضي لنستفيد من تجارب الذين عاشوا ورحلوا تحت نور هذا الشهر المبارك.
“ذاكرة رمضان” ليست فقط رحلة عبر التاريخ، بل هي دعوة للتأمل في عمق التجربة المغربية والأندلسية، ولإعادة الإعتبار لمن أسهموا في تشكيل هذا الإرث الثقافي العظيم حتى لا نقع في فخ النسيان، الذي يُقال إننا لا نملك سواه. وهي أيضا سلسلة حلقات توثق لشخصيات مغربية حديثة ولدت وأخرى توفيت في هذا الشهر العظيم خلال هذا القرن، منهم الأحياء والأموات، شخصيات فاعلة ناجحة ومتألقة في مجالها.
ـ إليكم الحلقة 16 من سلسلة حلقات” ذاكرة رمضان”
1 ـ في مثل هذا اليوم كانت وفاة العلامة محمد بن جعفر الكتاني
توفي العلامة محمد بن جعفر الكتاني يوم الأحد 16 رمضان من العام 1345 هجرية، الموافق لعام 1927 ميلادية، مؤرخ محدث، مكثر من التصنيف. مولده ووفاته بفاس.
رحل الفقيه محمد بن جعفر الكتاني إلى الحجاز مرتين، وهاجر بأهله إلى المدينة في العام 1332 هجرية، وأقام بها إلى حدود سنة 1338 هجرية، وانتقل إلى دمشق فسكنها إلى حدود العام 1345 هجرية، حيث كانت سنة عودته إلى المغرب، وتفرغ لإلقاء دروس في جامع القرويين بفاس في شرح مسند الإمام أحمد، ووُصف مجلسه بأنه قلّ أن شاهد جامع القرويين مشهدا أكبر ولا أجمع منه.
ويعد الآخذون عنه بالآلاف من علماء المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والحجاز والشام والعراق والهند وتركيا؛ قام بنهضة علمية كبرى بالحرمين الشريفين، ودرّس مختلف الكتب العلمية، وتعمّق في دراسة المذاهب الأربعة وغيرها دراسة تحقيق وتوسّع.
له مصنفات وتآليف عديدة أشهرها “سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس في من أقبر من الصلحاء والعلماء بفاس” و “نظم المتناثر في الحديث المتواتر” و “الأزهار العطرة الأنفاس بذكر قطب المغرب وتاج مدينة فاس” ثم “الرحلة السامية للإسكندرية والحجاز والبلاد الشامية “
2 ـ يوم وفاة الفقيه علي بن أحمد الرسموكي
توفي الشيخ علي بن أحمد الرسموكي يوم الأحد 16 رمضان من العام 1345 هجرية، الموافق للعام 1927 ميلادية، الشيخ علي الرسموكي هو رجل دين وفقيه في المذهب المالكي من منطقة سوس، عاش خلال القرن الحادي عشر الهجري له مؤلفات في الفقه والنحو والحساب أهمها شرح ابن ميمون وشرح السنوسي الكبرى والصغرى، وشرح حدود الأبدي في النحو، وكشف الغطاء للسالك، كتاب النحو وكتاب الطب.
3 ـ يوم ولادة إدريس البصري
ولد إدريس البصري وزير الداخلية الأسبق بمدينة سطات في يوم 16 رمضان من العام 1357 هجرية الموافق لـ 8 نوفمبر سنة 1938 ميلادية.
هو رجل سلطة عرف بنفوذه القوي، ولقب بصاحب “أم الوزارات”، حيث شغل منصب وزير الداخلية في الفترة ما بين سنة 1979 إلى سنة 1999، وقد أصبح إدريس البصري حينئذ اليد اليمنى للملك للحسن الثاني والرجل الثاني في النظام منذ بداية فترة الثمانينات إلى نهاية التسعينات .
تم إعفاء إدريس البصري من منصب وزير الداخلية سنة 1999 بعد وفاة المغفور له الملك الحسن الثاني، واعتلاء الملك محمد السادس العرش. وعلى الرغم من الجدل الكبير الذي أحاط به بسبب سياساته، يبقى إدريس البصري شخصية تاريخية بارزة ومثيرة للجدل في المشهد السياسي المغربي، حيث جمع بين الكفاءة الإدارية والنفوذ السلطوي المطلق، ما جعله رمزًا لفترة غنية بالصراعات والأحداث والتحديات.
إدريس البصري
4 ـ في مثل هذا اليوم كانت ولادة الكاتب والناقد سعيد يقطين
ولد الكاتب والناقد سعيد يقطين بمدينة الدار البيضاء يوم 16 رمضان 1374 هجرية الموافق لـ 08 ماي 1955 ميلادية،
سعيد يقطين ناقد وباحث مغربي، وقد عرف باهتماماته البحثية والأكاديمية في مجال السرديات العربية ونحت مفاهيمها وتتبع مكوناتها في النصوص العربية القديمة والحديثة. صدرت له عشرات المؤلفات النقدية من أبرزها كتاب: الفكر الأدبي العربي: البنيات والأنساق الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب 2016.
يشار إلى أن الأديب والناقد الباحث سعيد يقطين كان قد شغل عدة مهام ضمن مكونات هيئات ومنظمات ثقافية وفكرية وأدبية سواء على المستوى الوطني أو العربي.
سعيد يقطين
5 ـ يوم ولادة الشيخ رشيد بن عبد السلام نافع الصنهاجي
الدكتور رشيد بن عبد السلام نافع الصنهاجي، عالم دين مغربي، كانت ولادته في يوم 16 رمضان من العام 1382 هجرية الموافق لـ 23 فبراير 1961 ميلادية، نشأ بمسجد قصبة الأوداية والمسجد الأعظم بالرباط، وتعلم القرآن بالكتَّاب التابع له، ثم تابع دراسته الابتدائية والثانوية بمدارس محمد الخامس بالرباط.
للشيخ رشيد بن عبد السلام نافع الصنهاجي رسائل علمية نذكر منها “يوسف بن تاشفين ودعوته وكتاب المرسل الخفي وحجيته”، هذا وكان عضوا برابطة علماء المغرب وخطيب مسجد الوحدة بالحي الصناعي بالرباط. له دروس علمية طيلة الأسبوع في مساجد مدينة الرباط عن طريق المجلس العلمي المحلي بالرباط.
عبد السلام نافع الصنهاجي