إشراف وتقديم: أحمد فردوس

تحيي جريدة “أنفاس بريس” من خلال سلسلة حلقات “ذاكرة رمضان” ذكرى أحداث فارقة وشخصيات عظيمة وُلدت وأخرى رحلت في هذا الشهر المبارك. سنتناول ملوكًا تركوا بصماتهم في تاريخ الحكم، وعلماءً أثروا الفكر والمعرفة، وفقهاء أسسوا مدارس اجتهادية، ومقاومون كان لهم دور كبير في مقاومة الإستعمار وقدموا تضحيات في سبيل حرية الوطن واستقلاله، وأدباء وشعراء رسموا بالكلمات ملامح عصرهم، ورياضيين وفنانين حملوا اسم المغرب والأندلس إلى آفاق جديدة.

من قرطبة إلى فاس، ومن مراكش إلى غرناطة، شهـدت هذه الأرض ولادة عباقـرة ورحيل كبار، وكأن الزمان يختار هذا الشهر الكريم ليكرم فيه عباده، فيجعل لحظات قدومهم إلى الدنيا أو وداعهم لها تتـزامن مع أيـام الرحمة والمغفرة. إن رمضان ليس شهر النسيان، بل هو شهر الوفاء، ومن واجبنا أن نُحيي ذكراهم، وننفض الغبار عن صفحات مشرقة من تاريخنا، وأن نربط الحاضر بالماضي لنستفيد من تجارب الذين عاشوا ورحلوا تحت نور هذا الشهر المبارك.

“ذاكرة رمضان” ليست فقط رحلة عبر التاريخ، بل هي دعوة للتأمل في عمق التجربة المغربية والأندلسية، ولإعادة الإعتبار لمن أسهموا في تشكيل هذا الإرث الثقافي العظيم حتى لا نقع في فخ النسيان، الذي يُقال إننا لا نملك سواه. وهي أيضا سلسلة حلقات توثق لشخصيات مغربية حديثة ولدت وأخرى توفيت في هذا الشهر العظيم خلال هذا القرن، منهم الأحياء والأموات، شخصيات فاعلة ناجحة ومتألقة في مجالها.

ـ إليكم الحلقة 15 من سلسلة حلقات” ذاكرة رمضان”

1 ـ في مثل هذا اليوم كانت وفاة الصحفي محمد عزاوي

توفي الإعلامي الرياضي محمد عزاوي، يوم 15 رمضان من العام 1444 هجرية، الموافق لـ 6 أبريل 2023 ميلادية، أحد الوجوه البارزة في مجال الصحافة الرياضية بالمغرب عن عمر يناهز 69 عاما .

بصم الصحافي الراحل محمد عزاوي على مسار متميز في العمل الإذاعي الرياضي، حيث يعد من الرعيل الأول في المشهد الإعلامي الرياضي في المغرب، بعد أن كرّس مسيرته المهنية للنهوض بالصحافة الرياضية، وفي هذا السياق فقد قام لسنوات عديدة بتنشيط برنامج “الأحد الرياضي” المتخصص في أخبار الرياضة والبطولة الوطنية لكرة القدم على أمواج الإذاعة الوطنية.

محمد العزاوي لم يمارس العمل الصحفي من فراغ، بل سبقه تكوين أكاديمي بالمعهد العالي للصحافة الذي التحق به سنة 1976 بالرباط. أما الممارسة المهنية، فقد بدأها في إطار قسم الأخبار بالإذاعة الوطنية، ثم اشتغل بعدها صحافيا في القسم الرياضي بالإذاعة الوطنية بالرباط، وبعد وفاة نور الدين أكديره تم تعيين محمد العزاوي على رئاسة المصلحة الرياضة، وقد ختم الرجل مساره المهني بتعيينه مديرا مركزيا على الإنتاج والبرمجة بالإذاعة الوطنية.

ومن المعلوم أن الفقيد كان قد التحق بالمعهد العالي للصحافة سنة 1976، حيث درس الإعلام السمعي البصري والصحافة المكتوبة وبعد حصوله على دبلوم في الصحافة، سجل بداياته في قسم الأخبار بالإذاعة والتلفزة المغربية، حيث قضى كل حياته المهنية. وفي سنة 1983، انتقل الراحل إلى مسقط رأسه حيث التحق بإذاعة فاس الجهوية كمراسل رياضي للإذاعة والتلفزة المغربية، مما شكل له فرصة للارتقاء والتطور، قبل أن يعود مجددا إلى الرباط ليلتحق بقسم الرياضة برئاسة نور الدين كديرة الذي سيخلفه سنة 1992 بعد وفاة هذا الأخير، ويصبح بذلك مسؤولا عن هذا القسم الذي عمل على توسيعه وتطوير أدائه

 

الصحافي الراحل محمد عزاوي.

2 ـ يوم وفاة الشيخ طلحة أبي سعيد بن مدين المغربي

توفي الشيخ طلحة المغربي يوم الخميس 15 رمضان من العام عام 631 هجرية الموافق لعام 1234 ميلادية، عن عمر يناهز 67 سنة.

هو طلحة أبي سعيد بن مدين التِلِمسانِي، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن السابع الهجري، حَلَّ بمدينة كفر الشّيخ في مصر قادما إليها من المغرب في العام 600 هجرية.

الشيخ سيدي طلحة المغربي، هو أحد الأولياء الصالحين المغاربة، الذي سميت محافظة كفر الشيخ في مصر على اسمه. يعد الشيخ سيدي طلحة المغربي، من أشهر الأولياء المغاربة في مصر، ولا يقل شهرة عن خاله الشيخ سيدي البدوي، حيث يقام الاحتفال بمولده في خريف كل عام في مدينة كفر الشيخ بمصر.

أقام له أهل القرية ضريحاً حمل اسمه وعرفت من يومها هذه القرية باسم كفر الشيخ طلحة (كلمة كفر تعني: القرية)، وقد اهتم بهذه القرية الملك فؤاد الأول وحول اسمها من كفر الشيخ إلى الفؤاديّة وذلك كان في عام 1949 ميلادية، ومع قيام ثورة 23 يوليوز أعيد تسمية القرية باسمها الأول ولكن مع حذف كلمة طلحة اختصاراً للإطالة ومازالت حتى الآن معروفة باسم كفر الشيخ.

توفي الشيخ طلحة يوم الخميس الموافق 15 رمضان عام 631هـ/1234م عن عمر 67 سنة، ودفن بنفس المصلي حيث ضريحه الحالي في مدينة كفر الشيخ بمصر .

يُعد الشيخ سيدي طلحة المغربي، أحد عُلماء أهل السُنة والجماعة ومن أعلام التصوف السُنى فى القرن السابع الهجرى، وقد قدم إلى مدينة كفر الشيخ فى مصر من المغرب عام 600 هجرية الموافق للعام 1203ميلادية، والتى سُميت بذلك نسبة إليه، وكان تقياً ورعاً عرف الناس فضله فعملوا على إنشاء مسجده الذى كان فى البداية زاوية ومُصلى صغيراً، وقد تم بناء وتوسيع المسجد عبر التاريخ

 

 

 

 

.

مسجد وضريح الشيخ طلحة المغربي