السبت 15 مارس 2025
كتاب الرأي

عبد الواحد زيات: ضحايا زلزال الحوز تحت غزارة الأمطار و الثلوج .. هل غابت الإنسانية عن الدولة الاجتماعية؟

عبد الواحد زيات: ضحايا زلزال الحوز تحت غزارة الأمطار و الثلوج .. هل غابت الإنسانية عن الدولة الاجتماعية؟ عبد الواحد زيات
العدل أن يكون ضحايا زلزال الحوز في منازلهم ، لكن الظلم و التراخي و الاستهتار وغياب الإنسانية أبقى العديد من الضحايا في خيام مرقعة مهترئة تحت غزارة الأمطار والصقيع وتساقطات الثلوج والغيس والتكرفيس، هل الدولة الاجتماعية تسمح بهذا الوضع لمواطينيها ؟ المفروض أنهم يحتاجون عناية واهتمام أكبر، هل من المعقول ترك نساء وشيوخ وأطفال صغار  وشباب يعيشون  ظروف البؤساء؟ .
عار عليكم ، عار أن تغيب حتى الرحمة في هذا الشهر  الفضيل .
الحكومة في وضع الصامت ووكالة تنمية الأطلس الكبير في وضع الغائب.
 حتى من لديهم قلوب من حجر لن يتركوا ضحايا زلزال في العراء،  لكن للأسف الحكومة تملك قلب من إسمنت لم تكلف حتى نفسها من أجل إعلان حالة الطوارئ  لتقديم حلول أخرى تخفف عنهم  ظروف التكرفيس التي يعيشونها مع هذا الطقس الذي يتميز بالأمطار الغزيرة و الثلوج  .
وكيف أن  المجلس الحكومي المنعقد اليوم  لم يستحضر وضع  العديد من ضحايا زلزال الحوز وهم في العراء وتحت الأمطار الغزيرة والثلوج والصقيع، لم  تتخذ الحكومة  أي مبادرة مستعجلة من أجل التخفيف من معاناتهم في هذه الظروف حتى خيامهم المهترئة  لازالت يقينا لديهم، أنها بيوتهم التي أضحت بديلا عن  وعود الإعمار المتأخرة جدا و التي تمشي بسرعة السلحفاة .

كان من المفروض أن تحضر الإنسانية و واجب المسؤولية من طرف الحكومة  في هذه الظروف تجاه ضحايا زلزال الحوز  الذين يواجهون مصيرهم  تحت غزارة الأمطار والثلوج وتحت خيام مهترئة، هل تستطيع الحكومة أن تعقد مجلسها الحكومي في العراء وتحت غزارة الأمطار وفي منطقة منكوبة ولو لفترة ساعة فقط، عليهم أن ينتقلوا بخيالهم  ويعيشوا ه‍ذه الأجواء  في سماء ملبذة بالغيوم مصحوبة بزخات مطرية غزيرة ورعد وبرق وثلوج وغياب المأونة و التدفئة وغيرها .

سيصاب أعضاء الحكومة بنزلة برد شديدة وبانهيار عصبي  وتقديم استقالاتهم من المسؤولية .
 إن ترك ضحايا زلزال الحوز في هذه الظروف الصعبة جدا،  هو بمتابة استقالة للحكومة من مسؤوليتها السياسية والدستورية ، وأنها بمتابة حكومة تصريف الأعمال في المدن الكبرى أما في الهوامش والقرى  فهي خارج التغطية وسواء كانوا الناس في العراء أو يعيشون ظروف الغلاء فالحكومة  تنتظر  أن تكون حكومة المونديال وليس حكومة حل المشاكل  لانها تفكر في حجز مقاعد الفرجة في المنصة الشرفية لمشاهدة مباريات نجوم كرة القدم 2030 وليس لسماع ألم ومعاناة ضحايا زلزال الحوز أو غيرهم  وهم في العراء والغيس تحت أقدامهم والمطر والثلوج على رؤوسهم صبرا آل الحوز .