تعرف واحات إقليم زاكورة جرائم بشعة في حق البيئة باقتلاع مئات أشجار النخيل ونقلها بواسطة الشاحنات لتزيين شوارع مدن الوسط والشمال، وكل هذا على مرأى ومسمع السلطات الأقليمية التي لا تحرك ساكنا ولا تبرح دور المتفرج على فصول ومشاهد هذه المأساة التي تدمع العين وتدمي القلب.
وهكذا تتحالف من جهة التغيرات المناخية وما ينتج عنها من جفاف وتصحر والأيادي الآثمة التي تنضب ثروة الإقليم المائية على ندرتها، في زراعة دخيلة -البطيخ الأحمر- لم يمنع القرار العاملي من اتساع مساحتها وكذلك أيادي الغدر التي تواصل اقتلاع أعداد كبيرة من أشجار النخيل من جهة ثانية، وعجز وصمت السلطات ينضاف إليهما لا مبالاة المنتخبين ومكونات المجتمع المدني، من جهة ثالثة لإعدام واحات إقليم زاكورة كموروث ايكولوجي حيوي وتخريب وظائفه البيئية والعمرانية والاجتماعية والحكم بإفراغ الإقليم من ساكنته، وإلقائها في مجاهل هجرة قسرية لتغذية أحزمة بؤس مدن الاستقبال.
إنها صورة قاتمة لمصير هذا الإقليم ترك لقمة سائغة للعبث بحاضره ورهن مستقبله، بينما يقف الجميع سلطات ومنتخبين ومجتمع مدني عاجزين عن وضع حد لهذه المأساة التي تهدد وجود منطقة بعد النيل طعنا من روحها ووجدانها.