Trump s stunning return to power.
هكذا عنونت صحيفة النيويورك تايمز صبيحة يوم الأربعاء 6 نونبر2024، خبر الفوز الكبير لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 5 نونبر 2024، والتي تمكن فيها من إنجاز مكسب حاسم في كل الولايات المتأرجحة (بنسالفانيا، ميشغن، ويسكونسن ونورث كارولاينا).
هكذا عنونت صحيفة النيويورك تايمز صبيحة يوم الأربعاء 6 نونبر2024، خبر الفوز الكبير لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 5 نونبر 2024، والتي تمكن فيها من إنجاز مكسب حاسم في كل الولايات المتأرجحة (بنسالفانيا، ميشغن، ويسكونسن ونورث كارولاينا).
النتيجة: 292 له مقابل 224 لمنافسته كامالا هاريس، من أصوات المجمع الانتخابية (لحد الان )، قطعت الشك باليقين في موضوع فوزه الكاسح، وتخطي كل توقعات مؤسسات استمزاج الراي العام، التي أخطأت التقدير والحساب والتوقع مرة أخرى وبينت أن ال pollsters المستطلعين سقطوا مرة أخرى في المحظور، وخلطوا بين رغباتهم وما ينطق به الواقع.
هامش مريح تعززه نتائج انتخابات اعضاء من مجلس الشيوخ ومجلس النواب التي جاءت لصالح الجمهوريين، ما سيعطي لإدارة ترامب خلال هذه الولاية الثانية مجالا واسعا لتنفيذ السياسات والبرامج المقررة، إن على المستوى الداخلي أو على مستوى السياسة الخارجية.
لقد بدا ترامب منشرحا وفي كامل الثقة وهو يلقي خطاب الفوز محاطا بعائلته والمقربين في جو استعراضي حافل، مذكرا بالأساسيات والثوابت التي شكلت النواة الصلبة في شعارات حملته الانتخابية ( دعم الاقتصاد بخفض الضرائب، رفض سياسة الانفتاح التجاري.الهجرة.الخ... ).
لنترك مؤقتا القضايا الساخنة للعلاقات الدولية ومواقف ترامب بخصوص الأزمات الكبرى القائمة حاليا ( أوكرانيا والعدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان،ومستقبل الحلف الاطلسي والعلاقات مع الصين، وغيرها من القضايا المطروحة على مكتبه الان، ولنترك أيضا مؤقتا اختيارات ترامب في المجال الاقتصادي.
ولنطرح السؤال حول السر في هذا النجاح الكاسح لترامب في كسب أصوات الطبقات الشعبية (ما يسمى هناك في اللغة الإعلامية ب ال working people .الذي تمكن من أن ينجز اختراقا واسعا داخلها. محطما بذلك تلك الصورة النمطية التي تبرز الحزب الجمهوري كممثل للرأسمال الكبير والمركبات الصناعية الكبرى، فيما تظهر الحزب الديموقراطي كممثل للطبقات الشعبية والمتوسطة والأقليات.
يبدو أن ترامب حطم هذه الثنائية وهذه الصورة النمطية، مقدما نفسه كمدافع عن الطبقات الدنيا في كل ولايات العمق الأمريكي، وتمكن من أن يفهم الهواجس والمخاوف والمعاناة التي تعبر عنها تلك الطبقات التي وجدت نفسها في موقع الضحية للعولمة والانفتاح التجاري بلا حدود.
لقد تمكن خطاب ترامب أن يجدصدى وتجاوبا كبيرا داخل تلك الأوساط، فيما بدا واضحا لنفس هذه الطبقات أن أقطاب الحزب الديموقراطي ابتعد عنهم كلية وأصبح حزب الشرائح العليا للطبقات الوسطى المعولمة ،حزب الأطر الثرية والنخب التي استفادت في كبريات المدن والمراكز من العولمة وتداعياتها المالية والاجتماعية.
لا يكفي إذن ولا يفيد في شيء استحضار تهمة الشعبوية في تفسير خطاب ترامب الموجه لهذه الطبقات الشعبية.كما يفعل الديموقراطيون هناك..
والمؤكد أن هذا الفوز يطرح أسئلة مطلقة، ليس فقط على الحزب الديموقراطي (الذي نسي قواعده الاجتماعية )، ولكنه يطرح أيضا أسئلة مقلقة على كل الأحزاب والقوى السياسية التي بنت هويتها الاجتماعية على الارتباط بالطبقات الشعبية ثم انفصلت عنها في المشاغل والاهتمامات واتجهت اتجاهات أخرى بدت لتلك الطبقات الشعبية مع مرور الوقت مناقضة لمصاحها الموضوعية.