الاثنين 20 مايو 2024
سياسة

إدريس لشكر: «منطقة الأمان» لا تعني الولاية الرابعة !

 
 
إدريس لشكر:  «منطقة الأمان» لا تعني الولاية الرابعة ! إدريس لشكر
ينتظر‭ ‬حشد‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬الاتحاديين‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭  ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬(12)‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تنقطع‭ ‬سلسلة‭ ‬الولايات‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬حازها‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬السابقة‭ ‬للحزب،‭ ‬ودفع‭ ‬بأشد‭ ‬منافسيه‭ ‬ضراوة‭ ‬وأكثرهم‭ ‬تجذرا‭ ‬إلى‭ ‬تجميد‭ ‬العضوية‭ ‬أو‭ ‬مغادرة‭ ‬الحزب‭.‬
فإلى‭ ‬حدود‭ ‬الساعة،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬يواصل‭ ‬هيمنته‭ ‬"الرئاسية"‭ ‬المطلقة‭ ‬على‭ ‬الحزب؛‭ ‬وهي‭ ‬الهيمنة‭ ‬التي‭ ‬كرستها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬نهائي‭ ‬«الولاية‭ ‬الثالثة»‭.‬
لقد‭ ‬أصبح‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر،‭ ‬وهو‭ ‬يكمل‭ ‬عامه‭ ‬71،‭ ‬هو‭ ‬الحزب‭ ‬والناطق‭ ‬باسمه‭ ‬والقائم‭ ‬بأعماله‭ ‬ومرجعه‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬المطروحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بفعل‭ ‬السلطات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬له‭ ‬المؤتمر‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬للحزب‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬لشكر،‭ ‬خلال‭ ‬قيادته‭ ‬للحزب،‭ ‬تعرض‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬وخاض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬الاتحادي،‭ ‬فإنه‭ ‬ظل‭ ‬صامدا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العواصف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستبد‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬والسبب‭ ‬يعود‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬ملاحظون،‭ ‬إلى‭ ‬قدرته‭ ‬الكبيرة‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬التنظيم،‭ ‬وعلى‭ ‬إتقانه‭ ‬لفن‭ ‬المناورة،‭ ‬وعمله‭ ‬الدؤوب‭ ‬على‭ ‬تحييد‭ ‬المعارضين‭ ‬المزعجين‭ ‬من‭ ‬طريقه‭. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يمتثل‭ ‬للدعاوى‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرفعها‭ ‬منافسوه‭ ‬لحمله‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الزعامة،‭ ‬ولم‭ ‬يمتثل‭ ‬لقوة‭ ‬الهزائم‭ ‬والنكسات‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالحزب‭ ‬أثناء‭ ‬تحمله‭ ‬مسؤولية‭ ‬القيادة،‭ ‬ولم‭ ‬يخضع‭ ‬لمنطق‭ ‬الأرقام،‭ ‬ولا‭ ‬للإكراه‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬الديمقراطية‭. ‬بل‭ ‬لقد‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الهزائم‭ ‬إلى‭ ‬انتصارات،‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تمكنه،‭ ‬رغم‭  ‬النكسة‭ ‬التي‭ ‬مُني‭ ‬بها‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬تشريعيات‭ ‬2016،‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كتلة‭ ‬نيابية‭ ‬«قيل‭ ‬إنها‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬حليفه‭ ‬آنذاك‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش»،‭ ‬بل‭ ‬انتزع‭ ‬حقيبة‭ ‬واحدة‭ ‬آلت‭ ‬إلى‭ ‬الوزير‭ ‬محمد‭ ‬بنعبد‭ ‬القادر،‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬العثماني‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬معارضيه‭ ‬اتهموه‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الحقيبة‭ ‬«ثمن»‭ ‬لبيع‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬مزاد‭ ‬الأحزاب‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬لشكر‭ ‬أثبت،‭ ‬حتى‭ ‬وهو‭ ‬يمنح‭ ‬للحزب‭ ‬«هوية»‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يُعرف‭ ‬بها‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬بوعبيد‭ ‬وعبد‭ ‬الرحمن‭ ‬اليوسفي،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬زمن‭ ‬محمد‭ ‬اليازغي‭ ‬وعبد‭ ‬الواحد‭ ‬الراضي،‭  ‬أنه‭ ‬قارئ‭ ‬جيد‭ ‬للتحولات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الحقل‭ ‬الحزبي،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬«النضالية»‭ ‬عرفت‭ ‬ضمورا‭ ‬ملحوظا،‭ ‬كما‭ ‬«الأذرع»،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬القوة‭ ‬الضاربة‭ ‬في‭ ‬الحزب،‭ ‬تفككت،‭ ‬مما‭ ‬فرض‭ ‬عليه،‭ ‬وضدا‭ ‬على‭ ‬إرادات‭ ‬«المبدئيين»‭ ‬وأصحاب‭ ‬«الشرعية‭ ‬التاريخية»،‭ ‬تهريب‭ ‬الحزب‭ ‬إلى‭ ‬«منطقة‭ ‬الأمان»‭ ‬بخلفية‭ ‬براغماتية‭ ‬تتقلص‭ ‬فيها‭ ‬«الإيديولوجيا»‭ ‬لصالح‭ ‬«المشاركة‭ ‬السياسية»‭ ‬بالشروط‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬نظام‭ ‬الاقتراع‭ ‬وإكراهاته‭ ‬المالية‭ ‬واللوجستيكية،‭ ‬وأيضا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقبلية‭.  ‬ولهذا،‭ ‬فحينما‭ ‬يقول‭ ‬منتقدوه‭ ‬إنه‭ ‬خان‭ ‬الحزب،‭ ‬يرد‭ ‬عليهم‭ ‬بأنه‭ ‬أنقذ‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬الانقراض،‭ ‬حيث‭ ‬قاد‭ ‬ترتيبات‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬تمكن‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬من‭ ‬حيازة‭ ‬3‭ ‬حقائب‭ ‬وزارية‭ ‬ورئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬«الحبيب‭ ‬المالكي»‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬سعد‭ ‬الدين‭ ‬العثماني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬،‭ ‬كما‭ ‬تمكن‭ ‬احتلال‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬تشريعية‭ ‬2021،‭ ‬بـ‭ ‬34‭ ‬مقعداً،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬14‭ ‬مقعداً‭.‬
لقد‭ ‬خاض‭ ‬ٱدريس‭ ‬لشكر‭ ‬معارك‭ ‬شرسة‭ ‬مع‭ ‬خصومه‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الظفر‭ ‬بمنصب‭ ‬الكتابة‭ ‬الأولى،‭ ‬فهل‭ ‬سيفرض‭ ‬عليه‭ ‬الشرط‭ ‬البيولوجي‭ ‬أن‭ ‬يتوارى‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬فاسحا‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬وجوه‭ ‬جديدة؟
المؤشرات‭ ‬الحالية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬باب‭ ‬مقر‭ ‬زنقة‭ ‬العرعار‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المقربين‭ ‬منه‭ ‬يدركون‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يغادر‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬«أمّن»‭ ‬نفسه‭ ‬ومنع‭ ‬انسلال‭ ‬«الأغراب»‭ ‬إلى‭ ‬قيادته‭..‬