الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: أيها المواطنون أيتها المواطنات ألا ترون أن الفساد يلاحق الوطن !؟

صافي الدين البدالي: أيها المواطنون أيتها المواطنات ألا ترون أن الفساد يلاحق الوطن !؟ صافي الدين البدالي
أيها المواطنون أيتها المواطنات، إن الفساد عم البلاد برا وبحرا. ألا ترون أنه ذهب بخيرات البلاد من ذهب وفضة وزنك ونحاس وفوسفاط وأسماك، ولم يبق للشعب إلا الرماد؟
ألا ترون أنه قتل مدرستكم العمومية التي كانت نقطة ضوء مشرقة في مجتمع يسوده ظلام الأمية والجهل، وكانت هي المنار الذي يهتدي به أبناء الوطن إلى سبل العلم والمعرفة والثقافة والإبداع الفني، والانخراط في السلك الدولي للعلوم والبحث العلمي وفي الإختراع والإكتشافات العلمية وفي العلم الرياضي؟
ألا ترون أن الفساد قتلها حتى أصبحت جسدا بدون روح ؟! ولم تعد تنتج إلا الأمية والغش والاتكالية والتطرف والانحراف الأخلاقي، والتمرد على القيم الاجتماعية النبيلة للمجتمع؟
ألا ترون أن الفساد في القطاعين العام والخاص من بين أكثر المشاكل التي لا يزال يعاني منها المغرب منذ عقود من الزمن، والتي لم ينجح دستور 2011 في وضع حد لها؟
ألا ترون بأن الفساد أفسد القطاع الصحي؟! وحوله إلى مجال للمتاجرة في الأرواح وفي الرضع وفي الأدوات الاستشفائية للدولة والنموذج من فاس، حتى أصبح المغاربة مكرهين يقصدون المصحات الخصوصية، التي هي الأخرى تتاجر في المرضى في غياب أية مراقبة ولامحاسبة؟.
ألا ترون بأن الفساد امتد من الفساد المالي والإداري إلى الفساد السياسي والأخلاقي، وما ملف "إسكوبار الصحراء" غير بعيد، أبطاله برلمانيون وومسؤولون حزبيون يتاجرون في المخدرات، و يمارسون التزوير والتحايل والنصب والاحتيال و الاستيلاء على ملك الغير ليراكموا ثروات من مئات الملايير..
ألا ترون بأن الفساد أصبحت له شبكات تتاجر في اللحوم البشرية وتنشر ظاهرة الفساد المخلة بقيم المجتمع المغربي؟
ألا ترون بأن المفسدين أصبحوا يملؤون مقاعد البرلمان والحكومة ويفعلون ما يريدون لأنفسهم، وليس ما يريد الوطن وأنهم يستفيدون من الريع السياسي والمالي و يحققون مكاسب مالية غير مشروعة ؟
ألا ترون بأن الفساد هو إرهاب حقيقي يصيب المجتمعات في اقتصادها و كرامتها وفي تقدمها، وما من مجتمع عم فيه الفساد إلا وأصابته التهلكة؟
ألا ترون بأن الفساد هو العمود الفقري للرشوة حتى تعم في كل مناحي الحياة الإدارية والاقتصادية والاجتماعية، ويتولد عنها الغش والتزوير والنصب والاحتيال، ويتحول المجتمع إلى مجتمع دون ثقة ولا صدق ولا مصداقية؟
إن الفساد ونهب المال العام والإثراء غير المشروع والإفلات من العقاب من مداخل التخلف، ومدخل لتقوية دولة الاستبداد بدل دولة الحق والقانون..