الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

عبد المجيد بنهاشم: التحكيم بات كابوسا مزعجا

عبد المجيد بنهاشم: التحكيم بات  كابوسا مزعجا الصحافي عبد المجيد بنهاشم
أصبح‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬البطولة‭ ‬المغربية‭ ‬الاحترافية‭  ‬كابوسا‭ ‬مزعجا،‭ ‬يقض‭ ‬مضاجع‭ ‬المسؤولين‭ ‬بسبب‭ ‬تراكم‭ ‬الأخطاء،‭ ‬للسيل‭ ‬الجارف‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الاحتجاجات؛‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬اللاعبين،‭ ‬أو‭ ‬الأطقم‭ ‬الفنية،‭ ‬أو‭ ‬الإداريين،‭ ‬بواسطة‭ ‬بلاغات‭ ‬التنديد‭ ‬والاحتجاج،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشتت‭ ‬تركيز‭ ‬لاعبينا،‭ ‬ليحولوا‭ ‬النزال‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬الخصم،‭ ‬إلى‭ ‬معركة‭ ‬مع‭ ‬الحكم،‭ ‬يحتجون‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أبسط‭ ‬قرار،‭ ‬مع‭ ‬دخولهم‭ ‬دوامة‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والاعتراض‭.‬

فظاهرة‭ ‬الاعتراض‭ ‬المتكرر‭ ‬على‭ ‬قضاة‭ ‬الملاعب‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المغربي،‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬المتوالية‭ ‬على‭ ‬الصافرة،‭  ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬الحكم‭ ‬خلال‭ ‬المباريات،‭ ‬الفريق‭ ‬هو‭ ‬الخاسر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬اعتراضات‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬الصافرة،‭ ‬لأن‭ ‬العقوبات‭ ‬المتوقعة‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬تبدأ‭ ‬بالتنبيه‭ ‬أو‭ ‬الإنذار‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬الطرد،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الفريق‭ ‬للعب‭ ‬ناقص‭ ‬العدد،‭ ‬ويهدد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬المباراة‭.‬

فالجدل‭ ‬التحكيمي‭ ‬لمباريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬صراع‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬ورغم‭ ‬إدراج‭ ‬تحديثات‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬نفعا،‭ ‬فما‭ ‬زال‭ ‬الحكم‭ ‬بين‭ ‬موقفين؛‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وفي‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين‭ ‬يظل‭ ‬الحكم‭ ‬صامتًا‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬لأنه‭ ‬“قاضٍ“،‭ ‬لا‭ ‬ينطق‭ ‬إلا‭ ‬بالحُكم،‭ ‬ولا‭ ‬يعلق‭ ‬عليه،‭ ‬فأسبابه‭ ‬لنفسه‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬وصلات‭ ‬النقد،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬حفظ‭ ‬الحكم‭ ‬لحقوقه،‭ ‬وكيف‭ ‬تحافظ‭ ‬الأندية‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬على‭ ‬حقوقها،‭ ‬فذلك‭ ‬بيت‭ ‬القصيد،‭ ‬لأن‭ ‬حتى‭ ‬عقوبات‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬شبيهة‭ ‬بقرارات‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة؛‭ ‬إدانة‭ ‬أو‭ ‬عقوبات‭ ‬صامتة،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬تحكيم‭ ‬احترافي‭.  ‬والأكيد‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬تشهد‭ ‬ظاهرة‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤل،‭ ‬إذ‭ ‬كيف‭ ‬لحكام‭ ‬هواة‭ ‬أن‭ ‬يقرروا‭ ‬ويحكموا‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬للمحترفين؟.
أما‭ ‬حكاية‭ ‬حكام‭ ‬“الفار“‭ ‬فتلك‭ ‬قصة‭ ‬أخرى‭ ‬وسيناريو‭ ‬آخر‭.‬