يبرز معرض الفن المعاصر الفلسطيني بباريس خمسة فنانين شباب من فلسطين وهم: لاريسا صنصور،خالد جرار،شادي الزقزوق، بشير مخول ونداء بدوان. وكان المحور الأساسي للإعمال الفنية المعروضة هو احتلال الأراضي الفلسطينية والعيش تحث الاحتلال الإسرائيلي، المعاناة تحت الحصار، الصراع ضد الاحتلال من أجل الحرية، ومواجهة الاستيطان وكذلك الأمل في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة كباقي شعوب العالم. ووضع حد لهذا الاحتلال الغاشم الذي يتمادى في الاستيطان أمام لا مبالاة العالم.
ونجد هذه الأعمال على مدى شهر كامل (من 18 فبراير الى 20 مارس) بمعهد العالم العربي بباريس من خلال تظاهرة متنوعة تشرف الإبداع الفلسطيني المعاصر في مختلف أشكاله: معرض للفن المعاصر، مهرجان السينما الفلسطينية، ويوم حول قطاع غزة بشعار "غزة الثقافية والعلمية بشكل طريف".
هؤلاء الفنانون الفلسطينيون من خلال أعمالهم المعروضة بمعهد العالم العربي تعكس أعمالهم حالات الظلم وكل أشكال التعذيب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي. إذ تمت هذه الأعمال الفنية بمساندة معهد العالم العربي والبعثة الفلسطينية بباريس. كما يضم المعرض أعمال فيديو منها مقطع بعنوان "متسللون " يصور معاناة الفلسطينيين مع جدار العزل العنصري ومع الطرق المستحدثة لعبوره والتحايل عليه، ويضم المعرض أيضا اعمال أخرى حول الجدار العازل وهذا الشرخ الذي يحدثه بين الفلسطينيين وبين الأسرة الواحدة. الإسمنت الذي يتشكل منه هذا الجدار حاضر أيضا في هذا المعرض بقوة.
الفنان خالد جرار الذي يعيش في رام الله والذي اشتهر برسم طوابع دولة فلسطين حضر المعرض بعمل بعنوان " شرخ في الجدار" وقام ببناء جدار كبير وفيه شرخ يمثل خارطة فلسطين.
ويحتوي هذا المعرض عدة أشكال من التعبير سواء الصور أو الفيديو وأشكال مختلفة من أجل التعبير عن معاناو الاحتلال، مع أخذ المسافة اللازمة وباستعمال السخرية كوسيلة فعالة للتعبير عن واقع جد مؤلم. وكان الجدار العازل الذي بناه الاحتلال حاضر بقوة من خلال هذه الأعمال خاصة أنه عقد حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال وهو ما عكسته مختلف الأعمال المعروضة.
ويبقى هدف هذا التظاهرة هو"تقديم الفن الفلسطيني في مختلف جوانبه،وهو هو ما سعى له المعهد ، حسب ما صرح رئيسه على هامش هذه التظاهرة.
وبموازاة هذه التظاهرة الفنية الفلسطينية، عقد رئيس معهد العالم العربي جاك لونغ لقاءا حول مشروع المتحف الوطني الفلسطيني للفن المعاصر، وسيقوم المعهد بجمع وتخزين الاعمال الفنية التي منحها العديد من الفنانين بل سوف يتم عرضها أيضا بالمعهد حسب مصادر من نفس المؤسسة.
وحسب نفس المصدر، فإن هذه المبادرة لإقامة متحف وطني فلسطيني كان وراءها الشاعر والمؤرخ الفلسطيني الياس صنبر، سفير فلسطين لدى اليونيسكو بباريس، والذي وقع مع جاك لونغ شراكة حول الموضوع مند أكتوبر2015.