كثيرة هي الأخبار المتضاربة، التي غزت الساحة الإعلامية، ونظيرتها التواصلية، بخصوص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي لم يظهر له أثر على إثر فضيحة حافلة النقل التي غرقت في أوحال مجاري الصرف الصحي، التي يسمّيها الجزائريون "واد الحرّاش"، مع الاعتذار للوديان والأودية؛
ولم يظهر عند ظهور حِرَاكات صغرى في بعض المدن الجزائرية ربما جاءت لتُنذِرَ بحِراكات أكبر في مستقبل جزائري مظلم وبلا آفاق!!
ولم يظهر السي عبد المجيد ومؤتمر "تيكاد-9" الياباني الإفريقي منعقدٌ وباصمٌ على سقوط آخر مدوٍّ للأطروحة الجزائرية الانفصالية، بعد أن أعاد وزير الخارجية الياباني، على مسامع العالَم، تأكيد التزام حكومته "بعدم الاعتراف بأي كيان غير عضو في المنتظم الدولي"، إشارة إلى النكِرات الذين أقحمهم الوفد الجزائري، جريا على عادته، ضمن أعضائه لمجرد التقاط "صور سيلفي" مع بعض مندوبي الدول الإفريقية المدجنة، مثل جنوب إفريقيا وتنزانيا وتونس و"نصف ليبيا"!!
ولم يظهر السي عبد المجيد أثناء تَوالي شطحات السفيرة الأمريكية بالجزائر العاصمة، وإصابتها بدوخة جعلتها تردد كلاماً مبهَماً ويكاد يكون بلا معنى، هو أقرب إلى الطرح الجزائري منه إلى الطروحات الواضحة والصريحة للبيت الأبيض ودولته العميقة!!
بعض الأخبار والتحليلات ذهب إلى أن السي مجيدو يوجد بألمانيا قصد مواصلة علاجات لم تكتمل، لساقه المصابة بعاهة يبدو أنها مستديمة، بدليل ظهور طائرة جزائرية، ربما هي طائرة الرئاسة، في أحد المطارات الألمانية واستمرارها هناك إلى غاية هذه الأثناء؛
وبعض ثانٍ اكتفى بالقول إن الرجل فقد صوابه، وهذا ما بدا واضحا من خلال آخر خرجة إعلامية ارتكبها داخل الموراديا، وأطلق فيها تصريحات لا تقول أي شيء، غير الكذب الزائد، و"التلفة" المزمنة؛
بينما ذهب بعض ثالث إلى أن الرجل فر بجلده بعد أن أصبح معلَّقاً بين سندان دسائس الفريق أوّل غير السعيد شنقريحة، ومِطرقة الحِراك الشعبي، الذي أصبح انفجاره وارداً أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن الشارع الجزائري بدأ ينتقد بشدة وبحرقة إنفاق ملايير الدولارات على مرتزقة إبراهيم الرخيص والأربعين حرامي المحيطين به، بينما الشعب لا يجد ما يأكله، ولا ما يشربه، ولا ما يتداوى به من أمراضه وآفاته المتفاقمة... وبينما الدولة كدولة، لا تمتلك بنيات أساسية لائقة بعملاق غازي ونفطي مثل "الجزائر/القارة"، ولا مستشفيات قادرة على تقديم أدنى حدود الإسعاف، حتى في صيغته الأوّلية والاستعجالية!!
بل إنّ وسائل التواصل، الجزائرية نفسها، بدأت تبث فيديوهات يصرخ فيها مواطنون محرومون وهم يشيرون بصراحة غير معهودة إلى البوليساريو، وإلى ما يُنفَق على البوليساريو، مِن مقدَّرات لا يجد المواطنون أنفسُهم أيَّ وسيلة للولوج إليها، كما تفعل كل شعوب العالم بمقدراتها الطبيعية والمالية!!
بيد أنّ هناك خبراً يبزّ كل الأخبار سالفة الإشارة، بثه أحد المؤثرين الجادّين والمعقولين، لولا أنه لا يستقيم عقلاً ومنطقاً، مفاده "أن السي عبد المجيد شَكّل ضحيةَ عمليةِ تصفيةٍ سياسيةٍ قام بها غير السعيد شنقريحة، ترمي في آن واحد، إلى التخلص من الرئيس تبون وفتح المجال لعقد صلح مع المغرب"!!
الذي لا يستقيم في هذا الخبر، ويجعله يبدو مقلوباً عن آخره، هو أن الذي يعادي المغرب أكثر من أي مخلوق آخر على ظهر هذا الكوكب هو الفريق أوّل شنقريحة بالذات!!
فهو الذي جعل من ملف النزاع المفتعل حول صحرائنا "قضية شخصية" بينه وبين كل المغاربة، تماما كما فعل الراحل بوخروبة، الذي كرّس لذلك وأثبته بطرده 350 ألف مغربية ومغربي في صبيحة يوم عيد الأضحى، قبل خمسين سنة بالتمام والكمال؛
وهو الذي، أقصد شنقريحة، أطلق على المغرب وصف "العدو الكلاسيكي" بما يجعله عدوّا على الدوام؛
وهو الذي درج على تهديدنا ليلَ نهارَ بالحرب المعلَنة والمباشرة والتي لم يمنعه من إشعالها إلا ضغط دول عظمى لها مصالح بالمنطقة ستضرّ بها تلك الحرب إن اندلعت بالفعل؛
وهو الذي يطلق على مدننا الجنوبية شرذمات ميليشياته المدرّبَة والمسلَّحة والمموَّنة والمموَّلة على يده الملطخة بدماء مواطنيه؛
وكذلك فهو الذي اعتاد على اعتقال أو قتل أو تعذيب أو نفي كل مَن سولت له نفسه من الجزائريين، عسكريين ومدنيين، أن ينتقدوا، أو حتى أن يشيروا بأصبعهم إلى سلوكاته المَرَضية تجاه كل ما هو مغربي، إلى درجة صار العالَم معها مُوقِناً بأن النزاع هو في أساسه امتداد للمسار "البوخروبي"، المتجسد والمتشخِّص حاضراً في شنقريحة بجلده وشحمه!!
في هذه الدوامة، يظل المسكين عبد المجيد تبون، في قوقعة هذا الغمار، مجرد دمية تائهة بين "نَعَم" و"لا"، وبين "الإيجاب" و"السلب"، رغم تصريحه ذات سَكْرَةٍ بأن العلاقة مع المغرب وصلت إلى الباب المسدود، وإلى نقطة اللاعودة، بينما نجده في تصريحات أخرى يبدو كما لو استفاق ضميره، إن كان لديه ضمير، ليُغدق على المغاربة عبارات الأخوة والمودة، وإنْ كانت تخرج من فمه ناشِزةَ وغيرَ متلائمةٍ مع نظراته التائهة، ولكن أيضاً، الماكرة، مما يدل على أن الرجل لا يملك حرية الاختيار، وبأن حركاته محسوبة عليه من لدن الحاكم الفعلي وزبانيته العساكر العجزة... و"الكاس يدور"!!
نهايته... السي عبد المجيد يختفي الآن لسبب أو لآخر، أو ينسحب من ساحة الفعل السياسي إلى أجل مسمى، أو غير مسمى... وإنّ في وسع أي امرئ أن يحلل ويؤوّل ويتوقع أي شيء عن أي بلد او نظام، ما عدا الجزائر ونظامها غير المتّزن ولا المستجيب لأي شرط أو معيار من شروط ومعايير يمكن أن تجعل منه موضوعا للدراسة والبحث والتحليل، وبالتالي للتوقع والاستباق والاستنتاج، لأن ليل ذلك البلد ليس كنهارِه، ولأن يمينَه ليس كيَسارِه، بل هو بلد أو نظام سريالي لو كان "بابلو بيكاسو" حياً لوثّقه في لوحة تشكيلية من لوحاته السريالية الخالدةِ، جاعلاً عينيه أسفل ذقنه، وقدميه في محل أذنيه، ودماغَه في منطقة بطنه الصغرى تحت سرّته... لأن هذا بالذات هو حال ذلك البلد ما دام يحكمه ذلك النظام...
ولله في خلقه شؤونٌ وحِكَم!!!
ولم يظهر عند ظهور حِرَاكات صغرى في بعض المدن الجزائرية ربما جاءت لتُنذِرَ بحِراكات أكبر في مستقبل جزائري مظلم وبلا آفاق!!
ولم يظهر السي عبد المجيد ومؤتمر "تيكاد-9" الياباني الإفريقي منعقدٌ وباصمٌ على سقوط آخر مدوٍّ للأطروحة الجزائرية الانفصالية، بعد أن أعاد وزير الخارجية الياباني، على مسامع العالَم، تأكيد التزام حكومته "بعدم الاعتراف بأي كيان غير عضو في المنتظم الدولي"، إشارة إلى النكِرات الذين أقحمهم الوفد الجزائري، جريا على عادته، ضمن أعضائه لمجرد التقاط "صور سيلفي" مع بعض مندوبي الدول الإفريقية المدجنة، مثل جنوب إفريقيا وتنزانيا وتونس و"نصف ليبيا"!!
ولم يظهر السي عبد المجيد أثناء تَوالي شطحات السفيرة الأمريكية بالجزائر العاصمة، وإصابتها بدوخة جعلتها تردد كلاماً مبهَماً ويكاد يكون بلا معنى، هو أقرب إلى الطرح الجزائري منه إلى الطروحات الواضحة والصريحة للبيت الأبيض ودولته العميقة!!
بعض الأخبار والتحليلات ذهب إلى أن السي مجيدو يوجد بألمانيا قصد مواصلة علاجات لم تكتمل، لساقه المصابة بعاهة يبدو أنها مستديمة، بدليل ظهور طائرة جزائرية، ربما هي طائرة الرئاسة، في أحد المطارات الألمانية واستمرارها هناك إلى غاية هذه الأثناء؛
وبعض ثانٍ اكتفى بالقول إن الرجل فقد صوابه، وهذا ما بدا واضحا من خلال آخر خرجة إعلامية ارتكبها داخل الموراديا، وأطلق فيها تصريحات لا تقول أي شيء، غير الكذب الزائد، و"التلفة" المزمنة؛
بينما ذهب بعض ثالث إلى أن الرجل فر بجلده بعد أن أصبح معلَّقاً بين سندان دسائس الفريق أوّل غير السعيد شنقريحة، ومِطرقة الحِراك الشعبي، الذي أصبح انفجاره وارداً أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن الشارع الجزائري بدأ ينتقد بشدة وبحرقة إنفاق ملايير الدولارات على مرتزقة إبراهيم الرخيص والأربعين حرامي المحيطين به، بينما الشعب لا يجد ما يأكله، ولا ما يشربه، ولا ما يتداوى به من أمراضه وآفاته المتفاقمة... وبينما الدولة كدولة، لا تمتلك بنيات أساسية لائقة بعملاق غازي ونفطي مثل "الجزائر/القارة"، ولا مستشفيات قادرة على تقديم أدنى حدود الإسعاف، حتى في صيغته الأوّلية والاستعجالية!!
بل إنّ وسائل التواصل، الجزائرية نفسها، بدأت تبث فيديوهات يصرخ فيها مواطنون محرومون وهم يشيرون بصراحة غير معهودة إلى البوليساريو، وإلى ما يُنفَق على البوليساريو، مِن مقدَّرات لا يجد المواطنون أنفسُهم أيَّ وسيلة للولوج إليها، كما تفعل كل شعوب العالم بمقدراتها الطبيعية والمالية!!
بيد أنّ هناك خبراً يبزّ كل الأخبار سالفة الإشارة، بثه أحد المؤثرين الجادّين والمعقولين، لولا أنه لا يستقيم عقلاً ومنطقاً، مفاده "أن السي عبد المجيد شَكّل ضحيةَ عمليةِ تصفيةٍ سياسيةٍ قام بها غير السعيد شنقريحة، ترمي في آن واحد، إلى التخلص من الرئيس تبون وفتح المجال لعقد صلح مع المغرب"!!
الذي لا يستقيم في هذا الخبر، ويجعله يبدو مقلوباً عن آخره، هو أن الذي يعادي المغرب أكثر من أي مخلوق آخر على ظهر هذا الكوكب هو الفريق أوّل شنقريحة بالذات!!
فهو الذي جعل من ملف النزاع المفتعل حول صحرائنا "قضية شخصية" بينه وبين كل المغاربة، تماما كما فعل الراحل بوخروبة، الذي كرّس لذلك وأثبته بطرده 350 ألف مغربية ومغربي في صبيحة يوم عيد الأضحى، قبل خمسين سنة بالتمام والكمال؛
وهو الذي، أقصد شنقريحة، أطلق على المغرب وصف "العدو الكلاسيكي" بما يجعله عدوّا على الدوام؛
وهو الذي درج على تهديدنا ليلَ نهارَ بالحرب المعلَنة والمباشرة والتي لم يمنعه من إشعالها إلا ضغط دول عظمى لها مصالح بالمنطقة ستضرّ بها تلك الحرب إن اندلعت بالفعل؛
وهو الذي يطلق على مدننا الجنوبية شرذمات ميليشياته المدرّبَة والمسلَّحة والمموَّنة والمموَّلة على يده الملطخة بدماء مواطنيه؛
وكذلك فهو الذي اعتاد على اعتقال أو قتل أو تعذيب أو نفي كل مَن سولت له نفسه من الجزائريين، عسكريين ومدنيين، أن ينتقدوا، أو حتى أن يشيروا بأصبعهم إلى سلوكاته المَرَضية تجاه كل ما هو مغربي، إلى درجة صار العالَم معها مُوقِناً بأن النزاع هو في أساسه امتداد للمسار "البوخروبي"، المتجسد والمتشخِّص حاضراً في شنقريحة بجلده وشحمه!!
في هذه الدوامة، يظل المسكين عبد المجيد تبون، في قوقعة هذا الغمار، مجرد دمية تائهة بين "نَعَم" و"لا"، وبين "الإيجاب" و"السلب"، رغم تصريحه ذات سَكْرَةٍ بأن العلاقة مع المغرب وصلت إلى الباب المسدود، وإلى نقطة اللاعودة، بينما نجده في تصريحات أخرى يبدو كما لو استفاق ضميره، إن كان لديه ضمير، ليُغدق على المغاربة عبارات الأخوة والمودة، وإنْ كانت تخرج من فمه ناشِزةَ وغيرَ متلائمةٍ مع نظراته التائهة، ولكن أيضاً، الماكرة، مما يدل على أن الرجل لا يملك حرية الاختيار، وبأن حركاته محسوبة عليه من لدن الحاكم الفعلي وزبانيته العساكر العجزة... و"الكاس يدور"!!
نهايته... السي عبد المجيد يختفي الآن لسبب أو لآخر، أو ينسحب من ساحة الفعل السياسي إلى أجل مسمى، أو غير مسمى... وإنّ في وسع أي امرئ أن يحلل ويؤوّل ويتوقع أي شيء عن أي بلد او نظام، ما عدا الجزائر ونظامها غير المتّزن ولا المستجيب لأي شرط أو معيار من شروط ومعايير يمكن أن تجعل منه موضوعا للدراسة والبحث والتحليل، وبالتالي للتوقع والاستباق والاستنتاج، لأن ليل ذلك البلد ليس كنهارِه، ولأن يمينَه ليس كيَسارِه، بل هو بلد أو نظام سريالي لو كان "بابلو بيكاسو" حياً لوثّقه في لوحة تشكيلية من لوحاته السريالية الخالدةِ، جاعلاً عينيه أسفل ذقنه، وقدميه في محل أذنيه، ودماغَه في منطقة بطنه الصغرى تحت سرّته... لأن هذا بالذات هو حال ذلك البلد ما دام يحكمه ذلك النظام...
ولله في خلقه شؤونٌ وحِكَم!!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي
