Monday 5 May 2025
فن وثقافة

القاص الجزائري عبد الرزاق بوكبة: القصة المغاربية نائمة... رحم الله من أيقظها

القاص الجزائري عبد الرزاق بوكبة: القصة المغاربية نائمة... رحم الله من أيقظها

على هامش ملتقى القصة بمراكش استقت " أنفاس بريس " شهادة القاص الجزائري والكاتب المبدع الأستاذ عبد الرزاق بوكبة حول الدورة السابعة لملتقى القصة القصيرة في محور "أسئلة القصة القصيرة الراهنة" بصفته ضيفا مشاركا ومتتبعا وفاعلا في ملتقى الشعلة الثقافي والفكري، نقدم للقراء شهادته وتصريحه لـ " أنفاس بريس":

"لم تعد هناك ملتقيات وازنة وكافية لتشرّب عطش الفن القصصي في الوطن العربي، بالمقارنة مع فنَّي الشعر والرواية، وهذا واحد من تجليات يتمه. من هنا يملك ملتقى القصة القصيرة في مراكش الذي تشرف عليه جمعية الشعلة للتربية والثقافة، فرصة لأن يفرض نفسَه منبرًا يجمع التجارب والوجوه على اختلاف جهاتها وتوجهاتها الجمالية.

إن مراكش بصفتها فضاءً للحكاية، من خلال تجربة ساحة جامع الفناء، تملك القدرة على الذهاب بفن القصة إلى مقام يعانق فيه التجريبُ روائحَ وتوابلَ وأصواتَ الحكاية، في تبادل جمالي للأنساغ بينهما، حيث يطهر التجريب، بصفته وعيًا عميقًا بالأنساق السردية الجديدة الحكاية من شفويتها، وتمنح له الحكاية روحًا خاصة تجعله تجريبًا وظيفيًا، وعليه فإن نزول الملتقى إلى هذا الفضاء، بات من الرهانات التي يجب أن يخوضها.

لقد نزلت رفقة القاص أنيس الرافعي إلى أسواق المدينة، ليس بحثًا عن حكايات، بل عن تقنيات سردية، فوجدناها عند الخياطين والعرّافات وسائقي العربات ومدربي النسور والقرود، وهي تقنيات من شأنها أن تخلص القصة من رتابتها، وتفتحها على أقاليمَ أصيلة وعذراء في الوقت نفسه. قلتُ لشخوص قصصي القادمين: استفيدوا من طريقة الخياط في لمّ الخيوط من غير أن تتداخل فيضيع النسيج، ومن طريقة العرافة في اقتناص الدرهم/ المعنى من سائح عابر يدفع من أجل الوهم، فهل القصة إلا وهم تقدمه اللغة؟

هنا.. أسارع إلى إبداء سروري العميق بالبعد المغاربي الذي قررت جمعية الشعلة أن تمنحه للملتقى في دورته القادمة، ذلك أن القصة القصيرة في المغرب العربي والأمازيغي الكبير تشترك في خصائص كثيرة، بالنظر إلى الهواجس وردود الأفعال المتشابهة، في الأقطار المغاربية، خاصة تونس والجزائر والمغرب، لكنها بقيت معزولة عن بعضها، مما حرم فنانيها من تبادل الأنساغ، وجعل بعضهم يستقي من المشرق والفضاء الغربي أكثر مما يستقي من الفضاء المغاربي، خارج الجرعة المسموح بها من المثاقفة، فخسر بعض ملامحه السردية".