الأحد 19 مايو 2024
فن وثقافة

الشاعرة بلخيرية: جئت من تونس إلى وطني لأبصم عروبتي في رحاب اليوسفية

 
 
الشاعرة بلخيرية: جئت من تونس إلى وطني لأبصم عروبتي في رحاب اليوسفية

على هامش الدورة السادسة للعرس الفني "ملتقى الإبداع" الذي دأبت جمعية رحاب على تنظيمه بشراكة مع عمالة اليوسفية والمجمع الشريف للفوسفاط، والذي يضم خيرة المبدعين والشعراء من داخل المغرب وخارجه. وقبل افتتاح الدورة التي ستحتفي بكل من الشاعر المتميز السي أحمد لمسيح والهرم إدريس بلعطار والمتألقة نهاد بنعكيدة، التقت "أنفاس بريس" بنجمة أمسية الإفتتاح القادمة من تونس الخضراء الشاعرة والفنانة التشكيلية نجاة بلخيرية، رئيسة جمعية أصالة وفنون بتونس، والتي عبرت عن امتنانها وعشقها لوطنها الثاني المغرب ولمبدعيه وفنانيه، كااشفة عن حوار جميل دار بينها وبين الجمركي الذي فتش أوراقها وجواز سفرها قائلة  لقد أوقفني موظف الجمارك بالمطار وضبط في أوراقي ثم سألني.. إلى أين الوجهة سيدتي؟ فقلت إلى جمعية رحاب بمدينة اليوسفية، وأنا جئت من وطني إلى وطني، فقال الجمركي أبصمي سيدتي، فقلت نعم أبصم على أنني عربية تونسية مغربية"، وهي التي قالت تحت وابل من التصفيق "أكتب بحروف الأبجدية اسم وطني وحريتي"، ليأتيها الرد من منشط فقرات الإفتتاح الأستاذ والأديب أحمد دحمون قائلا "الشعر كما نعلم هو هذا السفر بلا جواز وبلا تأشيرة حدود لنتقاسم به وحوله كل المعاني السامية في حضرة جلاله"، واصفا صاحبة ديوان "سنفونية الأيام" الشاعرة التونسية البهية بالزهرة البرية المتوحشة العطر، والتي جمعت بين التشكيل بالألوان القزحية والكلمات الراقية دون أن تترك كرسي العمل الجمعوي شاغرا لشغب المتآمرين.

وخلال حوارنا معها قالت الشاعرة نجاة بلخيرية لـ"أنفاس بريس" أنها جد معتزة بحضورها في هذا العرس الثقافي الجميل تحت سقف قاعة الفوسفاطيين والفوسفاطيات بمدينة لها تاريخ عريق في النضال ضد المستعمر، معتبرة اللحظة نقطة ضوء في سماء الإبداع والتواصل بين الشعبين الشقيقين التونسي والمغربي، مؤكدة على أن الحقل الثقافي ركيزة قوية لمجابهة كل أشكال التطرف والإرهاب الدموي الذي تعاني منه شعوب المنطقة العربية والمغاربية رافعة لواء التحدي بمختلف الأجناس الأدبية شعرا ومسرحا وثقافة في وجه الحصار.

ولم يفت شاعرة تونس أن تستحضر كيف استطاع الشعب التونسي أن يتحدى كل العمليات الإرهابية الأخيرة بما فيها تفجير حافلة الأمن الرئاسي خلال أيام قرطاج السينمائية، حيث أكدت على استمرار العطاء الإبداعي والثقافي الذي هو صمام أمان الشعوب المتطلعة للانعتاق من براثن الجهل وتحقيق الحرية والتغيير نحو عدالة اجتماعية.

وربطت الشاعرة في تصريحها لـ"أنفاس بريس" بين التكامل الاقتصادي والأدبي، مشبهة التقارب بينهما كتدخل الطبيب الإنساني ووصفة دواءه الصحية لمقاومة الأوبئة والأمراض الفتاكة، هكذا تعتبر نجاة أن كل الأجناس الأدبية هي ثراء وإضافة نوعية في ترسيخ صرح الاقتصاد السليم والقويم الذي يعطي للإنسان قيمته الحقيقية، مؤكدة على أن هذا النهج هو خطة عمل اليوم بين الشعوب  العربية ونخبها ومثقفيها ومبدعيها وفعالياتها العاملة في هيئات ومنظمات المجتمع المدني كشريك أساسي. وأضافت بلخيرية أن كل تونس اليوم رغم ظروف حالة الطوارئ والاستثناء التي خلقها رعب الإرهاب تصر على وجودها وكينونتها وتسير بخطى حثيثة نحو الإنتصار للإبداع والثقافة والفنون الجميلة ودعوة الشباب لحمل مشعل الفن والإبداع.

واعتبرت الشاعرة نجاة أن حضارة الشعب المغربي العريقة وثقافته الشعبية وتقاليده وعاداته يجد فيها الشعب التونسي ملاذا دافئا من خلال قواسمها المشتركة مع تاريخ وجغرافيا تونس وشعبها العظيم الذي ما فتئ يناهض كل استعمال مسيء للدين لتحقيق أهداف سياسوية، ويطالب بكل إصرار بإبعاد توظيف الحقل الديني في أغراض أخرى تكبح لجام التطور والنهضة نحو غد أفضل.

وختمت تصريحها لـ" أنفاس بريس" قائلة بانتشاء "لا يمكن أن ننتج سياسة ديمقراطية في بلد يشكو من  الجهل والأمية والفقر".

بدورها أكدت مرافقتها الفاعلة الجمعوية هدى بلخيرية لـ "أنفاس بريس" أن العامل الثقافي "يلعب" دورا مهما وأساسيا في تنموية الشعوب العربية على جميع المستويات، وبالثقافة والإبداع نحارب كل أشكال التطرف والإرهاب ونكبح جماح المتطرفين ونرسم صورة مغايرة لواقع حال الإنسان العربي المقهور، مشيرة إلى كون الشباب التونسي اليوم واع كل الوعي بأهمية انخراطه في الشأن الثقافي والإبداعي لفرض وجوده بالحوار والنقاش المتزن عبر شبكة العمل الجمعوي والمدني، مثله مثل المرأة التونسية المتشبثة بحقوقها التي أقرتها المواثيق الدولية ودستور تونس الخضراء، حيث تخوض المرأة بتونس معركة كرامة ووجود.

وقد ألقت الشاعرة نجاة بلخيرية قصيدة راقية أهدتها لجمهور الشعر ولمدينة اليوسفية، حيث بادلها الحضور شعورا راقيا وإحساسا جميلا بالمشترك من قيم التسامح والتعايش، ليسدل الستار عن يوم الإفتتاح بقراءة نقدية للدكتور عبد الإله رابحي في تجربة إدريس بلعطار الزجلية تحت عنوان (الذات / المكان / الاشباه)، ويسافر الجميع تحليقا مع نبضات المدرسة الحمرية لذات الشاعر بعد قراءة قصيدته المتميزة  "خطوة مسوخرة".

الشاعرة نجاة رفقة هدى بلخيرية