Wednesday 5 November 2025

فن وثقافة

بين البرّ والبحر.. الداخلة تحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء

بين البرّ والبحر.. الداخلة تحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء
احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وتكريماً لأحد أبرز المحطات في تاريخ المغرب الحديث، تستعد مدينة الداخلة لاحتضان حدثين استثنائيين يقامان بالتزامن: سباق الذاكرة وموكب الذاكرة، لتعبّر من خلال رمزي " البرّ والبحر "، عن رؤية واحدة: مغرب موحّد، متطلّع إلى المستقبل، فخور بتاريخه وبجذوره.
 
سباق الذاكرة-على البحر
في السابع من نونبر 2025، سينطلق خمسون متسابقاً في رياضة الـ الوينفول wingfoil  في سباق رمزي على مسافة خمسين كيلومتراً من رأس جزيرة التنين بالداخلة نحو كورنيشها. وتنظم هذه الدورة الخاصة من سباق"Drifter Pro Race Dakhla  " تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للزوارق الشراعية، وبشراكة مع جمعية لاكون الداخلة، تكريماً لروح المسيرة الخضراء.

سيشارك في هذا الحدث محترفون وهواة مغاربة وأجانب، مجسّدين قيم العزيمة والحرية والوحدة الوطنية. سيحمل كل متسابق “رسالة ذاكرة” في رحلة عبور مدهشة من "لاكون إنرجي" إلى كورنيش المدينة، أمام أنظار الجمهور ووسائل الإعلام الوطنية والدولية. وسيحمل المشاركون معدات تذكارية عبارة طائرات ورقية وقمصان تحمل ألوان العلم المغربي ورموز المسيرة الخضراء، لربط الرياضة بالتاريخ.

هذا العبور الرمزي والرياضي حسب المنظمين، يُجسد قبل كل شيء روح المسيرة الخضراء: الشجاعة في مواجهة التحديات، والمثابرة، والإيمان العميق بوحدة الوطن. كما يُبرز الهوية البحرية والبيئية لمدينة الداخلة، التي أصبحت عبر السنين مركزاً عالمياً لرياضات التزحلق على الماء ونموذجاً للتنمية المستدامة في خدمة الشباب وحماية البيئة البحرية.
 
موكب الذاكرة على البرّ
بالتوازي، سينطلق 350 مشاركاً من الرجال والنساء والأطفال من وسط مدينة الداخلة نحو الكورنيش، في موكب احتفالي غني بالألوان يستحضر محطات المسيرة الخضراء والاستقبال التاريخي الذي خصّت به ساكنة الجنوب المشاركين فيها. وسيضمّ الموكب خمس لوحات رمزية تمثل الذاكرة، الشباب، إفريقيا، الثقافة، والبيئة، تعبيراً عن تنوّع المغرب وانفتاح مدينة الداخلة على عمقها الإفريقي. كما سيُقام سباق تذكاري بحري باستعمال الرياح يجمع خمسين متسابقاً في رحلة رمزية بين الصحراء والمحيط، استحضاراً لمسار المسيرة الخضراء ولقيم السلام والتسامح والتنمية المستدامة.

هذه المسيرة التذكارية ستوحد كل جهات المملكة، تجسيداً للأخوة الوطنية والاعتراف بجهود الذين ساهموا وناضلوا من أجل ترسيخ السيادة والسلام في الأقاليم الجنوبية. كما ترمز هذه المسيرة كذلك إلى الجسر الذي تمثّله الداخلة نحو إفريقيا، من خلال حضور وفود إفريقية وشباب ورياضيين وفنانين وشخصيات من المغرب ومن الخارج.
 
تجسّد هاتان التظاهرتان مكانة الداخلة باعتبارها:
مدينة الذاكرة، الحافظة لقيم المسيرة الخضراء.
مدينة التنمية، ومحرك الإشعاع الاقتصادي والسياحي للأقاليم الجنوبية؛
مدينة السلام والانفتاح، بوصفها صلة وصل بين المغرب وإفريقيا.
 
من الداخلة إلى العالم، تعكس هذه المبادرات، حسب المنظمين، صورة مغربٍ متجهٍ نحو المستقبل، متمسكٍ بجذوره وتاريخه العريق. بين البحر والصحراء، بين التاريخ والفخر، تتحوّل الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء إلى أنشودة ذاكرةٍ حيّة، تمتزج فيها الرياضة والثقافة والإبداع لكتابة فصل جديد من مسيرة الوطن.

ومن خلال الجمع بين الذاكرة والرياضة والثقافة والتضامن، تحتفي الداخلة بمغربٍ قوي بتاريخه وواثقٍ بمستقبله.