وستهم هذه العملية، التي تنسجم مع الرؤية الإنسانية والتضامنية للملك محمد السادس، من أجل تعاون جنوب-جنوب متين وفعال، زرع قوقعة الأذن لنحو 70 طفلا كينيا يعانون من الصمم الشديد، ما يسمح لهؤلاء الشباب باكتشاف عالم الصوت، والتواصل والتعلم والتفتح.
ولدى وصولها لمستشفى "كينياتا الوطني"، وجدت الأميرة للا أسماء في استقبالها راشيل روتو. إثر ذلك، تقدم للسلام على الأميرة للا أسماء ووراشيل روتو مسؤولون كينيون، لاسيما آدن دوالي، وزير الصحة، وآنا تشيبتومو، وزيرة النوع وخدمات الطفل، وكورير سينغوي، الكاتب العام للشؤون الخارجية، وأوما أولوجا، الكاتب العام لوزارة الصحة، وريتشارد ليسيامبي، مدير مستشفى كينياتا الوطني، وفيليب كيروا، مدير مستشفى موي للتعليم والإحالة، وماري مويندي، مديرة "مؤسسة صوت الأطفال".
كما تقدم للسلام عليهما نعيمة بن يحيى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وعبد الرزاق لعسل، سفير الملك لدى جمهوريتي كينيا وجنوب السودان، ومحمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، وكريم الصقلي، الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، وعبد العزيز الراجي، المدير الطبي لعمليات "متحدون، نسمع بشكل أفضل".
إثر ذلك، قامت الأميرة للا أسماء وراشيل روتو بغرس شجرة في ساحة المستشفى، وفقا للتقاليد الكينية. وهي بادرة ذات دلالات قوية ورمزية، تجسد الحياة والسلام والاستمرارية.
ومن خلال غرس شجرة الأمل هذه، تجسد الأميرة للا أسماء عمق الروابط بين الشعبين المغربي والكيني والرغبة المشتركة في بناء مستقبل من الإدماج والتضامن الإفريقي.
وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لهذا العمل التضامني، قامت الأميرة للا أسماء وراشيل روتو بزيارة جناح أمراض "الأنف والأذن والحنجرة" بالمستشفى، حيث تفقدتا حالة الأطفال المرشحين للاستفادة من عمليات زرع قوقعة الأذن، وكذا الذين خضعوا لهذه العملية.
وبفضل عمل ورؤية الملك محمد السادس، استفاد 70 طفلا في أربعة أيام فقط، من عملية جراحية كاملة ومجانية لزرع قوقعة الأذن، وهو ما يعتبر بمثابة ولادة جديدة لهؤلاء الأطفال، تكرس قيم التعاون والإنسانية.
وبدعم من الأميرة للا أسماء، وبشراكة مع "مؤسسة صوت الأطفال"، يعمل ثمانية جراحين مغاربة، يدا في يد، مع نظرائهم الكينيين، موحدين معارفهم بروح الأخوة الإفريقية.
وينسجم برنامج نقل الكفاءات هذا، الذي يمثل جوهر المهمة، مع الرؤية الملكية لتعاون جنوب-جنوب ملموس ومستدام وإنساني.
وبالنسبة لكل أسرة، ولكل طفل، تمثل هذه المهمة لحظة تنشر الضوء حيث كان يسود الظلام، يمتزج فيها العلم والشجاعة والرحمة، لتشرق بذلك وجوه هؤلاء الأطفال من جديد بفضل معجزات مشتركة، وكذا إفريقيا موحدة.
وتكرس هذه المهمة رؤية الملك محمد السادس، التي تجسدها الأميرة للا أسماء على الميدان: رؤية مغرب متضامن، وفاعل ومُلهم، يخلق ويبتكر ويتقاسم. مغرب لا يسعى إلى النمو منفردا، بل مع الآخرين. ففي إفريقيا، ننهض معا، وهكذا نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل.
وعلى هامش زيارة جناح أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى كينياتا الوطني، ترأست الأميرة للا أسماء وراشيل روتو حفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء و"مؤسسة صوت الأطفال".
ويؤسس هذا الاتفاق، الذي وقعه كريم الصقلي وماري مويندي، لمرحلة جديدة من التعاون الإنساني والطبي بين المغرب وكينيا.
وبهذه المناسبة، رفعت دعوات من طرف إمام وقس كينيين من أجل تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين المغرب وكينيا، وكذا من أجل تطوير علاقات مستدامة ومثمرة بين البلدين.
وفي مستهل هذا الحفل، ألقى كريم الصقلي، كلمة أكد فيها، أنه "بفضل الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس، التي تضع الإنسان في صلب التنمية، وتجعل من التضامن الإنساني ركنا من أركان التعاون الإفريقي، تحولت مؤسسة للا أسماء، بدعم من الأميرة للا أسماء، إلى فضاء للعلاج والتعليم، وقبل كل شيء إلى بيت يجد فيه كل طفل صوته وثقته ومكانه في المجتمع".
وأضاف أنه بفضل برنامج "نسمع" استعادت أزيد من 850 أسرة مغربية فرحة الحياة، حين تمكن أطفالها لأَول مرة من سماع أصوات أمهاتهم، وضحكات أصدقائهم، مبرزا أن "صاحبة السمو الملكي أرادت لهذه السمفونية من الأمل أن تعبر البحار والقارات، وأن تلمس قلوب أطفال آخرين".
من جانبها، أعربت راشيل روتو عن عميق امتنانها وتقديرها الأميرة للا أسماء على التزامها الإنساني وتبرعها السخي من أجل زرع قوقعات الأذن، مشيرة إلى أن هذا العمل ليس مجرد مساهمة في نظام الرعاية الصحية الكيني، بل يمثل هبة حقيقية من أجل الحياة.
وأكدت روتو أن هذه الهبة لا تعيد السمع فحسب، وإنما تعيد الكرامة والأمل أيضا، حيث تتيح للعديد من الأطفال فرصة سماع الموسيقى وأصوات وضحكات أحبائهم لأول مرة.
وأضافت أن توقيع مذكرة التفاهم هذه بين مؤسسة للا أسماء ومؤسسة صوت الأطفال يُرسي أسس تعاون دائم، لا يهدف فقط إلى إجراء العمليات الجراحية، بل أيضا إلى تعزيز قدرات نظام الرعاية الصحية الكيني، وبناء مستقبل ينعم فيه كل طفل بحاسة السمع .
من جانبه، أعرب وزير الصحة الكيني، عن عميق امتنانه الأميرة للا أسماء على الهبة السخية من المملكة المغربية لكينيا، مؤكدا أن هذه الالتفاتة النبيلة والإنسانية، التي ستسهم في التكفل بالأطفال الذين يعانون من نقص في السمع، تعكس تضامن المملكة والتزامها بتحسين جودة حياة الأطفال الكينيين.
وفي ختام هذا الحفل، أخذت صورة تذكارية الأميرة للا أسماء وراشيل روتو مع مسؤولين مغاربة وكينيين، وطاقم طبي جراحي مغربي من برنامج "متحدون، نسمع بشكل أفضل"، وزملائهم الكينيين.
