نعى المؤتمر القومي العربي، في رسالة وجهها لـ "أنفاس بريس"،الكاتب والمبدع الكبير المرحوم مصطفى المسناوي.وفي ما يلي نص الرسالة:
ينعي المؤتمر القومي العربي أحد أعضائه المغاربة الأستاذ مصطفى المسناوي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى الأسبوع الماضي أثناء حضوره لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي السابع والثلاثون بالعاصمة المصرية إثر أزمة قلبية ألمّت به، حيث نعاه وزير الثقافة المصري الكاتب حلمي النمنم، وقيادات وزارة الثقافة وجموع المثقفين المصريين.
وُلد الأستاذ مصطفى المسناوي سنة 1953 بالدار البيضاء، وتلقى تعليمه الجامعي في الفلسفة بالعاصمة الرباط حيث تعرض للاعتقال هناك سنة 1974 بسبب نشاطاته الطلابية في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ليشتغل في الصحافة المكتوبة مُصدرا أو مشاركا في العديد من المنابر الإعلامية، كما اشتغل أستاذا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء.
عُرف عن الراحل مصطفى المسناوي أنه كان واحدا من أبرز الكتاب المهتمين بالنقد السينمائي والثقافة الرقمية وبالمجال السمعي البصري بشكل عام في المغرب وفي الوطن العربي.
أصدر مجموعة من الكتب والترجمات منها: مجموعة قصصية بعنوان "طارق الذي لم يفتح الأندلس"، وكتابَي "يا أمة ضحكت" و"أبحاث في السينما المغربية"، كما ترجم كتب: "المنهجية في علم اجتماع الأدب" للناقد لوسيان غولدمان، و"سوسيولوجيا الغزل العربي: الشعر العذري نموذجا" للطاهر لبيب، و"مجموعة فهم السينما" لليو دي جانيتي.
كما أصدر مجلة "بيت الحكمة" المهتمة بالفلسفة، وجريدة "الجامعة" الموجهة للطلاب، وكان من المساهمين في مجلة "الثقافة الجديدة" التي كانت تهدف إلى تحديث الثقافة المغربية والعربية مع الشاعر المعروف محمد بنيس.
تميز الراحل بأسلوبه الساخر إلى جانب كتاباته القصصية خاصة في زوايا كتبها بجريدتي "الاتحاد الاشتراكي" (ظل لسنوات مشرفا على الملحق الإعلامي والتواصلي فيها) و"المساء" المغربيتان وفي عدد من كبريات الصحف العربية، كما كتب عددا من سيناريوهات الأفلام والمسلسلات المغربية المعروفة.
كان الأستاذ مصطفى مسناوي عضوا نشيطا في اتحاد كتاب المغرب وتحمل مسؤولية في مكتبه المركزي في السابق، كما كان مساهما بارزا في تأسيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب التي لعبت أدوارا تثقيفية طلائعية في المغرب، مُدافعا دوما عن ضرورة بناء ثقافة مغربية عقلانية مستقلة عن منطق السلطة والإخضاع، بموازاة عن دفاعه عن اللغة العربية كتعبير عن الهوية المغربية الجامعة في مواجهة الهجمة الفرانكوفونية، مثلما كنت له آراء تدعو إلى ضرورة اقتران العمل السياسي بمرجعية قيمية وأخلاقية تعصمه من أمراض الانتهازية والبحث عن المصلحة الشخصية.
ووري الراحل الثرى بمدينة الدار البيضاء بعد نقل جثمانه من قاهرة المُعزّ، بحضور عدد من الوجوه والشخصيات المنتمية لعالم البحث الأكاديمي والثقافة والإعلام والعمل المدني والسياسي، مما يبرز المكانة والاحترام اللذان كان يتمتع بهما الراحل لدى الجميع. حيث كان يتسم بأخلاق عالية تأسر قلوب الجميع، متسلحا بلطف كبير وباستعداد فطري لخدمة الناس ومؤازرتهم.
ترك الراحل خلفه شابين يافعين هما وليد وأنس، إضافة لزوجته الأستاذة ليلى جمال.
لهم جميعا ولكل عائلته الصغيرة والكبيرة جميل الصبر والسلوان وخالص العزاء، وللراحل الرحمة والرضوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون