ما العلاقة التي تربط الخطباء الإخوانيين والوهابيين ببعض المدن المغربية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؟
هذا السؤال مطروح على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعدما تبين أن هؤلاء الخطباء لم يخجلوا في استنساخ خطب الجمعة التي ألقاها زملاؤهم الداعشيون في الموصل، حيث حرَّموا الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مدعين أن "الاحتفال من البدع المحرفة التي دخلت الإسلام".
وقال أحد شيوخ داعش في مدينة الموصل إن "التنظيم أبلغ جميع المساجد بالمدينة، بعدم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف"، مستنداً إلى حجج يزعم التنظيم أنها تعود للرسول نفسه وصحابته. بل الأدهى من ذلك أن داعش حظرت جميع الاحتفالات، بما فيها توزيع الحلوى وترديد الأوراد والأدعية الدينية في المساجد، جريا على عادة الناس هناك في الموصل ونينوى اللتين تقعان تحت سيطرة البغدادي.
ومن جهته حذر المفتي العام بالسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ، في خطبة يوم الجمعة، من بدعة الاحتفال بالمولد النبوي وقال: "من الخطأ أن يرى بعض المسلمين أن المحبة الصادقة تتمثل في ليلةٍ واحدةٍ من ليالي العام؛ يقولون فيها أذكاراً خاصّة وقصائد معيّنة؛ لأن هذا لم يكن موجوداً في عهد رسول الله".
وعلى هذا النحو المثير للانتباه شن تحالف خطباء الإخوانيين والوهابيين ببعض المدن المغربية حملة لا هوادة فيها على الموروث المغربي وعلى طريقة احتفال المغاربة بالمولد داعين إلى وجوب التخلي عن البدع من سماع ومديح والاقتصار على الاحتفال "حرفي" بالطريقة الأصولية. وهو ما اعتبره العديد من المراقبين امتدادا لما يقع في الموصل واستنساخا للفكر الداعشي أو الوهابي والإخواني الذي أعلن المغاربة رفضهم ومحاربتهم له، مما يستدعي التحرك سريعا من أجل تحصين التدين المغربي.
والخطير أن هؤلاء الخطباء بدأوا يزحفون على المساجد دون حسيب ولا رقيب، ويتجرأون علانية لضرب التدين المغربي في مناسبات كثيرة، وأحيانا أمام أسماع وأنظار المسؤولين عن الشأن الديني. وهو ما يطرح أكثر من تساؤل: من أين يستمد هؤلاء قوتهم وجرأتهم على إمارة المؤمنين، خاصة أن الملك محمد السادس سيترأس اليوم حفل إحياء السماع احتفالا بالمولد النبوي، وهو ما يعتبرونه بدعة؟ من ناولهم الفأس لتحطيم بنيان التدين المغربي؟ من يمد الجسور بينهم وبين فقهاء داعش والوهابية؟ من يلعب بنار "تدعيش" الإسلام المغربي وتحويل بلادنا إلى ولاية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية؟
أسئلة نرميها في حجر وزير الأوقاف، السيد أحمد التوفيق. اللهم قد بلغنا..