Monday 17 November 2025
Advertisement
منبر أنفاس

عمر المصادي: بين حدود رسمها الإستعمار ورهانات المستقبل .. رؤية سلمية مغربية لتعزيز الحوار 

عمر المصادي: بين حدود رسمها الإستعمار ورهانات المستقبل .. رؤية سلمية مغربية لتعزيز الحوار  عمر المصادي
لا يمكن مناقشة العلاقات المغربية - الجزائرية بمعزل عن السياق التاريخي الذي أفرز الحدود الحالية بين البلدين، فهذه الحدود كما تجمع القراءات التاريخية، رسمت إلى حد كبير خلال الفترة الإستعمارية الفرنسية وفق اعتبارات إدارية وسياسية لم تكن دائما منسجمة مع الواقع الجغرافي أو الإمتداد البشري للمناطق الحدودية، وقد نتج عن ذلك تراكم عدد من الملفات التي بقيت عالقة بعد الإستقلال، وما تزال تحتاج إلى معالجة هادئة ومسؤولة بين الرباط والجزائر.
في هذا الإطار، يواصل المغرب تأكيده على التزامه بخيار السلم والحوار في تناول مختلف القضايا ذات البعد الحدودي أو التاريخي، فالتجربة المغربية في استرجاع أقاليمه الجنوبية عبر المسيرة الخضراء، وما رافقها من دبلوماسية هادئة ورزينة، تعد نموذجا لنهج يفضل الحكمة والتفاهم على أي خيار آخر.
وبالمنطق نفسه، يرى المغرب أن معالجة الملفات المرتبطة بالصحراء الشرقية يمكن أن تتم بروح بناءة قائمة على الحوار والتفاهم المتبادل، وفي إطار من الإحترام المتبادل وحسن الجوار.
وكما استرجع المغرب أقاليمه الجنوبية بوسائل سلمية وحضارية عبر المسيرة الخضراء والدبلوماسية الهادئة، فإنه يظل مقتنعا بأن قضية الصحراء الشرقية يمكن أن تحل هي الأخرى بطرق سلمية قائمة على الحوار البناء والتفاهم المتبادل مع الجارة الجزائر، في إطار من الإحترام المتبادل وحسن الجوار.
فالمغرب لا يسعى إلى التفرقة أو العداء، بل إلى العدل والإنصاف التاريخي، وإلى بناء مغرب عربي موحد تسوده الأخوة والتكامل والتعاون من أجل مستقبل مزدهر لشعوب المنطقة.
 فالتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة اقتصاديا وأمنيا وتنمويا أصبحت تتجاوز حدود الخلافات التقليدية التي خلفها الإستعمار.
ومن منظور دبلوماسي، يدرك المغرب أن أي معالجة واقعية لهذا الإرث التاريخي تتطلب إرادة سياسية من الطرفين، واستعدادا صادقا للنظر إلى المستقبل بقدر من المرونة والتبصر، فالحوار ليس فقط آلية لتسوية الخلافات، بل مدخل أساسي لتحويل الحدود من مصدر توتر إلى مجال للتعاون الإقليمي.
ويبقى الأمل قائما في أن تسمح الظروف الإقليمية باستئناف التواصل بين البلدين، بما يمهد لفتح نقاش مسؤول حول القضايا العالقة، وعلى رأسها تلك المرتبطة بحدود رسمتها فرنسا.
فالمغرب يظل مقتنعا بأن السلم مبدأ ثابت، والحوار خيار استراتيجي، والإستقرار مصلحة مشتركة لا يمكن تحقيقها إلا عبر تعاون صادق وهادئ بين الشعبين الشقيقين.