الثلاثاء 1 إبريل 2025
سياسة

بإشراف عسكري مباشر.. الجزائر تشن حرب القرقوبي ضد المغاربة

بإشراف عسكري مباشر.. الجزائر تشن حرب القرقوبي ضد المغاربة تسعى‭ ‬استراتيجية النظام الجزائري‭ ‬إغراق‭ ‬الأسواق‭ ‬المغربية‭ ‬بالمهلوسات
تمثل‭ ‬الأقراص‭ ‬الطبية‭ ‬المهلوسة‭ ‬(القرقوبي)،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفتاكة‭ ‬التي‭ ‬ظل‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬يوجهها‭ ‬إلى‭ ‬جيرانه،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬يتكرر‭ ‬ظهور‭ ‬المهلوسات‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الجوار‭ ‬بكامله،‭ ‬وتتكرر‭ ‬معه‭ ‬ضرورة‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬الحربية‭ ‬القاتلة‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬التقارير‭ ‬الأمنية‭ ‬أنها‭ ‬"تُصنع"‭ ‬في‭ ‬مختبرات‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬لصيق‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭. ‬

هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬خيارا‭ ‬آخر‭ ‬أمام‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المغربية‭ ‬سوى‭ ‬مواجهته‭ ‬بالجدية‭ ‬واليقظة‭ ‬اللازمتين‭. ‬فقد‭ ‬تمكنت‭ ‬مصالح‭ ‬الشرطة‭ ‬بمدينة‭ ‬وجدة،‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬(28‭ ‬فبراير‭ ‬2025)،‭ ‬من‭ ‬حجز‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأقراص‭ ‬الطبية‭ ‬المهلوسة‭ ‬وأخرى‭ ‬تستعمل‭ ‬لأغراض‭ ‬الإجهاض‭ ‬غير‭ ‬القانوني،‭ ‬وهي‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تترجم‭ ‬استمرار‭ ‬المواجهة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانسياب‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬فرضية‭ ‬«حرب‭ ‬المهلوسات»‭ ‬أمرا‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للجدل،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬أقراص‭ ‬القرقوبي‭ ‬سلعة‭ ‬مهربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬ويعرف‭ ‬الكل‭ ‬أن‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬هي‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬لهذا‭ ‬الزحف‭ ‬الخطير،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬علينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة:‭ ‬من‭ ‬يسهل‭ ‬لمهربي‭ ‬القرقوبي‭ ‬عمليات‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري؟‭ ‬وما‭ ‬السر‭ ‬وراء‭ ‬الارتفاع‭ ‬المضطرد‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬عمليات‭ ‬حجز‭ ‬الأقراص‭ ‬المهلوسة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬«فردوس‭ ‬كارتيلات‭ ‬القرقوبي»،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬وهي‭ ‬أقراص،‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬التقارير،‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأصناف:‭ ‬«ريفوتريل،‭ ‬فاليوم،‭ ‬الإكستازي،‭ ‬موتيلون،‭ ‬بيتيلون،‭ ‬زاديكا،‭ ‬روش،‭ ‬إيبنوزيدون،‭ ‬كلونوبان،‭.. ‬إلخ»؟

لقد‭ ‬ظلت‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬للمغرب،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬المنفذ‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يستهدفه‭ ‬الممونون‭ ‬الرئيسيون‭ ‬المدعومون‭ ‬من‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬بتعاون‭ ‬مع‭ ‬الوسطاء‭ ‬والموزعين‭ ‬بالجملة،‭ ‬لإنجاح‭ ‬خطة‭ ‬إغراق‭ ‬التراب‭ ‬المغربي‭ ‬بالمهلوسات،‭ ‬والتأثير‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربة،‭ ‬وإنهاك‭ ‬نظام‭ ‬حياتهم،‭ ‬وتوريطهم‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬عقلية‭ ‬وإجرامية،‭ ‬للدفع‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬نحو‭ ‬التراخي‭ ‬والاستسلام،‭ ‬وأيضا‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬اختراقهم‭ ‬والانقضاض‭ ‬على‭ ‬ترابهم‭ ‬وتحقيق‭ ‬الهيمنة‭  ‬الإقليمية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬جهد‭ ‬حربي‭ ‬شامل‭ ‬يتجاوز‭ ‬النزاع‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬ليهم‭ ‬البعد‭ ‬الصحي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬مما‭ ‬يشي‭ ‬بأن‭ ‬«قصر‭ ‬المرادية»‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬عنف‭ ‬منفلت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تأطير‭ ‬قانوني‭ ‬وأخلاقي‭.‬

هكذا،‭ ‬إذن،‭ ‬توفر‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬فهمها‭ ‬للحرب‭ ‬الشاملة،‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬تقدر‭ ‬بالملايين‭ ‬من‭ ‬أقراص‭ ‬القرقوبي‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬مملوكة‭ ‬لعناصر‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسربيها‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬عبر‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي،‭ ‬بغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬المهربين‭ ‬والمتاجرين‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬«الأقراص‭ ‬الحربية»‭ ‬موجهة‭ ‬للأسواق‭ ‬المغربية،‭ ‬وطالما‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬مجرد‭ ‬قصف‭ ‬هامشي‭ ‬عابر‭ ‬على‭ ‬الحدود،‭ ‬بل‭ ‬«ضربة‭ ‬فتاكة»‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬اعتراض‭ ‬صاروخي‭ ‬أن‭ ‬يوقفها‭. ‬فمند‭ ‬بداية‭ ‬التسعينات‭ ‬لجأت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬مختبرات‭ ‬الأدوية‭ ‬أهمها‭ ‬مجمع‭ ‬«صيدال»،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬سنة‭ ‬1982،‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬والسماح‭ ‬للجيش‭ ‬بإدارتها‭ ‬اقتصاديا‭ ‬و‭ ‬مراقبتها،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬الجيش‭ ‬هو‭ ‬المكلف‭ ‬بصناعة‭ ‬الأدوية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬فرضية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجمع‭ ‬أحدث‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإرضاء‭ ‬الكلي‭ ‬للزبون‭ ‬«الجيش»‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنويع‭ ‬تشكيلة‭ ‬الأقراص‭ ‬المهلوسة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تصنيعها‭ ‬أساسا‭ ‬لأغراض‭ ‬حربية‭ ‬مدروسة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬ضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬الإمداد‭ ‬وضمان‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬المغربية‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬«وحدة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء»‭ ‬و«وحدة‭ ‬عنابة»‭ ‬التابعتين‭ ‬لفرع‭ ‬«فارمال»،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الفروع‭ ‬الثلاثة‭ ‬المكونة‭ ‬لمجمع‭ ‬صيدال‭. ‬
وحسب‭ ‬بعض‭ ‬التقارير،‭ ‬فإن‭ ‬اهتمام‭ ‬العسكر‭ ‬بمجمع‭ ‬«صيدال»‭ ‬بدأ‭ ‬سنة‭ ‬1997‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تحویل‭ ‬كل‭ ‬رأسمال‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬ملكیة‭ ‬«الشركة‭ ‬القابضة‭ ‬للصیدلة‭ ‬والكیمیاء»،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحویلها‭ ‬إلى‭ ‬مجمع‭ ‬صناعي‭ ‬تتركز‭ ‬كل‭ ‬جهوده‭ ‬ظاهريا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬الإنساني‭ ‬والبیطري،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الوقائع‭ ‬تثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجمع‭ ‬أنشئ‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬جهنمي‭ ‬قذر‭ ‬ضد‭ ‬الشباب‭ ‬المغربي،‭ ‬وضد‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والنفسية‭ ‬للمغاربة‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬عسكر‭ ‬الكراغلة‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬منافسة‭ ‬محمومة‭ ‬مع‭ ‬«مافيات»‭ ‬المخدرات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬سمومه‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬في‭  ‬«حرب‭ ‬ممنهجة‭ ‬بأهداف‭ ‬واضحة‭ ‬وهي‭ ‬ضرب‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المغرب»‭ ‬الذي‭ ‬يعتبره‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬بصريح‭ ‬العبارة‭ ‬«عدوا‭ ‬يجب‭ ‬القضاء‭ ‬عليه»‭.‬

صناعة‭ ‬القروقوبي‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬(انظر‭ ‬المؤطر‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬…..)،‭  ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تطورا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تنوع‭ ‬«الأقراص‭ ‬المهلوسة»‭ ‬وتتبع‭ ‬حركيتها‭ ‬وتوسيع‭ ‬خريطة‭ ‬البيع،‭ ‬وذلك‭ ‬لتحقيق‭ ‬مزايا‭ ‬تنافسية‭ ‬وعناصر‭ ‬تفوق‭ ‬على‭ ‬المنافسين‭ ‬«المافيات»‭.  ‬ويرتكز‭ ‬عمل‭ ‬العسكر‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجيات‭ ‬«دفاعية»‭ ‬عن‭ ‬الأسواق،‭ ‬وتحليل‭ ‬البيئة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وتوجيه‭ ‬قرارات‭ ‬المجمع‭ ‬«الدوائي»‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬قياس‭ ‬نقاط‭ ‬قوة‭ ‬«المحيط‭ ‬الزبوني»‭ ‬ونقاط‭ ‬ضعفه،‭ ‬واكتشاف‭ ‬أهم‭ ‬الفرص‭ ‬لاقتناصها‭ ‬وتوسيعها،‭ ‬وتوزيع‭ ‬«الحصص‭ ‬السوقية»‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬أسعارها‭.‬

ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬استراتيجية‭ ‬إغراق‭ ‬الأسواق‭ ‬المغربية‭ ‬بالمهلوسات‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬والإمداد،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬تنهض‭ ‬على‭ ‬عقد‭   ‬تحالفات‭ ‬وشراكات‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬الدوائية‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬العالمية‭ ‬لحبوب‭ ‬الهلوسة‭ ‬بنسبة‭ ‬تناهز‭ ‬70%،‭ ‬كما‭ ‬حددتها‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬جنرالات‭ ‬العسكر‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواكبة‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬بل‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الحبوب‭ ‬شديدة‭ ‬التأثير،‭ ‬مثل‭ ‬«الأمفيتامين»‭ ‬و«الإكستازي»‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ويتم‭ ‬توزيعها،‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬المغربية،‭ ‬وتباع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬أو‭ ‬الملاهي‭ ‬الليلية‭ ‬بأثمنة‭ ‬مرتفعة‭ ‬قد‭ ‬تفوق‭ ‬أحيانا‭ ‬المخدرات‭ ‬قوّية‭ ‬المفعول‭ ‬كالكوكايين‭ ‬والهيروين‭. ‬وقد‭ ‬مكن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الجنرالات‭ ‬لأرباح‭ ‬بقيمة‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

وتذهب‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬إلى‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬يستعين‭ ‬بمافيات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬التهريب‭ ‬يتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شحن‭ ‬أكياس‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬بعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أقراص‭ ‬القرقوبي‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬مسارب‭ ‬حدودية‭ ‬لإدخالها‭ ‬إلى‭ ‬التراب‭ ‬المغربي‭ ‬عبر‭ ‬عناصرها،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬جزائرية‭ ‬أم‭ ‬مغربية‭. ‬كما‭ ‬تتحدث‭ ‬التقارير‭ ‬نفسها‭ ‬عن‭ ‬«أنفاق‭ ‬سرية»‭ ‬تم‭ ‬إنشائها‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬(450‭ ‬كلم)‭ ‬لإدخال‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬السامة‭ ‬بسبب‭ ‬المراقبة‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الجيش‭ ‬المغربي‭ ‬على‭ ‬الحدود،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬جنرالات‭ ‬الجزائر‭ ‬منشغلون‭ ‬كل‭ ‬الانشغال‭ ‬بإيجاد‭ ‬معابر‭ ‬آمنة‭ ‬لبضاعتهم‭ ‬وتأمين‭ ‬دخلوها‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭. ‬وتنشط‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب،‭ ‬التي‭ ‬تجند‭ ‬حتى‭ ‬النساء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاضن‭ ‬المدن‭ ‬التالية:‭ ‬«وهران‭ ‬وتلمسان‭ ‬ومغنية»‭ ‬لتمتد‭ ‬نحو‭ ‬المغرب‭ ‬عبر‭ ‬مدينة‭ ‬وجدة،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭ ‬المغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬«الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬فاس،‭ ‬مكناس،‭ ‬سلا،‭ ‬مراكش،‭ ‬وهي‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مثالا‭ ‬صارخا‭ ‬عما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لكونها‭ ‬المركز‭ ‬الرئيسي‭ ‬لأقراص‭ ‬الهلوسة‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬المملكة»،‭ ‬حيث‭ ‬ينساب‭ ‬تدفقها‭ ‬نظرا‭ ‬لسهولة‭ ‬إخفائها‭ ‬ونقلها،‭ ‬إذ‭ ‬بإمكان‭ ‬كيس‭ ‬واحد‭ ‬أن‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬قرص‭ ‬من‭ ‬حبوب‭ ‬الهلوسة‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬يترجم‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬حربا‭ ‬منظمه‭ ‬بصيغة‭ ‬أخرى‭ ‬لها‭ ‬عنوان‭ ‬مركزي:‭ ‬«حرب‭ ‬الأقراص‭ ‬المهلوسة»،‭ ‬ويدخل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الكرغولي‭ ‬على‭ ‬المغرب‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُلزم‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬«بمختلف‭ ‬أصنافها»‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬اليقظة،‭ ‬وإعلان‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيها‭ ‬ضد‭ ‬المهربين‭ ‬والوسطاء‭ ‬وتجار‭ ‬الجملة‭ ‬وتجار‭ ‬التقسيط،‭ ‬وتجفيف‭ ‬منابعهم‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية،‭ ‬ومن‭ ‬الملاهي‭ ‬الليلية،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يتربصون‭ ‬بالشباب‭ ‬المغربي‭ ‬عبر‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭. ‬كما‭ ‬تفرض‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الجديد‭ ‬تمشيط‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬للمغرب،‭ ‬بعدما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬القرقوبي‭ ‬الجزائري‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80 % من‭ ‬الجرائم‭ ‬المسجلة‭. ‬أقدم‭ ‬المغرب،‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬منطقة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬مع‭ ‬الجزائر،‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬استراتيجي‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬النظام‭ ‬الدفاعي‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭  ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الحدود‭ ‬المغربية‭ ‬الجزائرية‭ ‬وقوامها‭ ‬1559‭ ‬كلم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لأسوأ‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬تضمرها‭ ‬جمهورية‭ ‬القوات‭ ‬الكرغلية،‭ ‬وأنه‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬القرقوبي‭ ‬تستلزم‭ ‬حقا‭ ‬وصدقا‭ ‬الدفع‭ ‬بقوات‭ ‬عسكرية‭ ‬كثيرة‭ ‬الى‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬الفاصل‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬العصابة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البلاد‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وعن‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬وسلامتهم‭ ‬العقلية‭.‬

تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن