الأربعاء 2 إبريل 2025
كتاب الرأي

سعيد جعفر: أطروحة وسطية حول فلسطين

سعيد جعفر: أطروحة وسطية حول فلسطين سعيد جعفر
سنعيش على الأقل في خمس سنوات القادمة ارتدادات الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، وسيتطور الوضع داخليا بشكل ملاحظ.

بوضوح ودون مواربة، الاتفاق يوفر للمغرب مكتسبات سياسية وترابية وقانونية كبيرة، وسيكون من الخاطئ التفكير خارج مصالح المغرب.

ومن هنا تأتي فلسفة تأييد التطبيع.
بالمقابل يجب الحفاظ على الأوراق الرابحة في اللعبة، لا يجب أن يتحول تأييد التطبيع إلى تأييد اسرائيل، سيكون خطأ في التقدير..

يمكن الاجتهاد بكل الطرق في المضي في الموقف السياسي وفي نفس الوقت تأمين الحاضنة الشعبية للعلاقة بفلسطين وباليهود المغاربة.

الإبداع هو كيف نحافظ على موقع فلسطين في الوجدان الشعبي والسياسي المغربي، وكيف ننجح في جعل اليهودية المغربية جزء من الشخصية المغربية، وكيف نرسخ عند المغاربة الحس البراغماتي في الموازنة بين التزاماتنا التاريخية وتحدياتنا الدولية الراهنة.

لا يجب في هذا الصدد تبديد الخزان الوطني من تأييد مركز القرار حول التوجهات الوطنية الدولية، عدم الانتباه إلى هذا المعطى سيضعف استراتيجيا الإجماع الوطني وما ينتجه من تعبئة وولاء للقضايا العادلة للوطن.

لقد لاحظنا طرديا كيف تطور موقف جهات حقوقية وايديولوجية من الإجماع حول مغربية الصحراء بتطور الموقف من فلسطين، سنشاهد مزيدا من هذه الردود المباشرة، إننا نختلف مع مقاربتها جذريا لكنها واقعة يجب الانتباه جيدا لها.

التقارب الحاصل الآن بين الأطياف الإسلامية على مستوى الارض، وتوظيفهم لروابط الكرة خصوصا في طنجة والبيضاء والقنيطرة، يجب تحليله جيدا للتمييز فيه بين الموقف الفكري التاريخي من القضية الفلسطينية وبين الموقف الايديولوجي من أهداف التحالف الثلاثي.

صحيح أن العدالة والتنمية والإصلاح والتوحيد في موقف محرج بناء على توقيعهما لاتفاق الأطراف الحكومية، ولكن يمكن الانتباه إلى أن اشياء كثيرة تغيرت منذ 2020، فعراب التوقيع السيد سعد الدين العثماني وفريقه الحكومي من قادة الحزب تواروا للخلف ولم يعد لهم تأثير داخل البيجيدي والمشهد السياسي، وفي الجهة الأخرى نجح السيد بنكيران في الدفع برواية خاصة حول التوقيع تنتج الآن سردية رافضة له تحشد مزيدا من التأييد.

وليس مستبعدا أن عراب الحركة الإسلامية في السبعينيات، ومهندس التحول السياسي للحركة في التسعينيات، ينتج الآن سردية جديدة ترفض الاتفاق، وهو ما تترجمه القيادة المشتركة لوقفات رفض التطبيع في الميدان من طرف قيادات محلية من العدل والإحسان والتوحيد والإصلاح.