العنوان العريض لهذا الموضوع هو تساقط أوراق النظام الجزائري تباعا وكلّ المناورات التي قام بها من الناحية الديبلوماسية فشلت وتكسرت على جدار دبلوماسية مغربية رصينة قوية متماسكة محنّكة وواقعية. وتتجلى حقيقة الفشل الدبلوماسي الجزائري ليس هذه السنة فقط، وإنما هو امتداد لسنوات سابقة لم تحقق فيها الدبلوماسي الجزائرية أي قفرة أو أيّ انتصار، خاصة في الملفات المعادية أو في الملفات المفبركة التي تريد من خلالها رفع منسوب العدوانية ضدّ المغرب، خاصة منذ 2021 ومنذ القطع الدبلوماسية في تصعيد غير مسبوق للنّظام الجزائري الذي قطع العلاقات مع المغرب لدواعي وأسباب طبعا هو الوحيد الذي يعرفها ويفبرك لها.
خلال هذه السنة حاول النّظام الجزائري أن يؤلّب مصر على المغرب في الزيارة الرسمية التي قام بها تبون، وحاول إقحام موضوع الخلاف المغربي الجزائري وكذلك قضية الصّحراء المغربية، لكن الطرف المصري رفض رفضا باتا، لأنه يعلم علم اليقين أن موقف مصر واضح من قضية الصّحراء المغربية، بالإضافة إلى موقف جامعة الدول العربية التي لا تريد أن تقحم موضوع الخلاف المغربي الجزائري حول قضية الصّحراء ضمن أجندة جامعة الدول العربية، وحتى في حال إثارة الجزائر لهذا الموضوع، وفي حال استمرار الجزائر في هذا الطّرح كان هناك احتمال للضّغط على الجزائر لعدم الحديث عن القضية.
إلى جانب ذلك، هناك المبادرة التي قامت بها الجزائر من خلال محاولة استمالة تونس، وهو نظام يتأرجح بمشاكل داخلية وكذلك عدم تبات وتشنج وتوتر وسط رفض المجتمع المدني التونسي للعودة إلى الدكتاتورية التي يحاول أن يفرضها نظام قيس سعيد. هذا التقارب حاول أن يعزف أن يعزفوا على أوتار المشروع القديم الذي كان يتزعمه المغرب وهو مشروع اتحاد المغرب العربي الذي نشأ باتفاقية مراكش 1989، لكن الحقيقة هو الفشل بسبب التعنت الجزائري وبسبب الرفض الجزائري لتحقيق وحدة مغاربية، تكون بداية لوحدة عربية من داخل جامعة ن الدول العربية ومن داخل التكتلات الإقليمية الأخرى.
لكن حقيقة أن المغرب العربي برؤوس ثلاث. ونتحدث هنا عن ليبيا التي يعد موقفها غير ثابت، بل في ظل وجود سلطتين وفي ظل الانشطار وتمزق الصّفّ اللّيبي، إلى جانب الدور المغربي في الوقت الحالي بعد لقاءات بوزنيقة والصخيرات. وبالتالي ليبيا لا يمكن أن تشكل عنصرا دائما ضمن هذا التحالف الغبيّ وغير القار، لأن المغرب العربي بدون المغرب لا يمكن أن يتحقّق، وأن هذا الطموح هو مجرد محاولة يائسة من الجزائر، ومحاولة فكّ العزلة عليه من جميع النّواحي.
أظنّ أن بعد هذه المحاولات وما يقع الآن في منطقة الشّرق الأوسط، وسط انهيار تامّ لمحور ما يسمّى بمحور الممانعة المتشكّل من قبل إيران وسوريا والجزائر. وسقوط النظام السوري عبر نظام بشار الأسد، كشف حقيقة على الوجه القبيح للنظام الجزائري، وهو آخر نظام عسكري لا زال تقاوم، وهي بطبيعة الحال ليست لديها مكونات، وليست لديها شرعية سياسية وهو ما يزكيه ما يقع الآن في الجزائر من قبيل رفع شعارات في الداخل: "ما نيش راضي". هذه الحملة الاحتجاجية تكشف مدى تخبّط النّظام الجزائري في قطائع ديبلوماسية متواصلة، بداية بإسبانيا وفرنسا والخلاف مع فرنسا، وكذا فساد العلاقة مع دول غرب إفريقيا. في المقابل المغرب انتصر في العديد من المناسبات وكسب ودّ وثقة الدّول الإفريقية، خاصة منطقة السّاحل جنوب الصّحراء، التي حاولت الجزائر أن تلعب فيها بأدوار مختلفة من خلال الجماعات الإسلامية المسلّحة التي اخترعتها الجزائر ودعّمتها وأيّدتها ودفعت بها إلى منطقة السّاحل للإضطراب وليس لتحقيق الاستقرار والأمن، فانكشفت هاته اللّعبة الجزائرية القذرة.
هذا المحور المتهاوي المشكّل بمحاولات الدعم الروسي الذي لديه أهداف أساسية في المنطقة الأوروبية. فهذا المحور وأفول نظام بشار الأسد سوف يساهم في عزلة النظام الجزائري. هذا النّظام فاشل سياسيا وجيوسياسيا وعسكريا وديبلوماسيا، حان الوقت لانهيار هذا النظام ولأفوله، على اعتبار أنه فقد كل أوراقه ولم تعد له إلاّ البلطجة السّياسية ولم تعد له إلا مفهوم المناورة الخالي من الرصانة والحصافة العقلانية.
اليوم، الجزائر تعيش فشلا دبلوماسيا بمقاربات عاجزة لا تقرأ جيّدا النّسق الوطني والإقليمي والدّولي، لأن البيئتين الدولية والإقليمية عبر ما يسمى بـنظرية السّياسة الخارجية المقارنة هي التي تنتج في نهاية المطاف قرارات رصينة من خلال القراءة الجيدة للواقع الدولي والواقع الإقليمي. وفي هذا الامتحان وهذا الاختبار، فشلت الجزائر ونظامها فشلا ذريعا في تحقيق أيّ تقدم على هذا المستوى، بالمقابل حقّق المغرب نجاحات كبيرة على مستوى قضية الصّحراء المغربية ومبادرة الحكم الذاتي التي سترى النّور...
خلال هذه السنة حاول النّظام الجزائري أن يؤلّب مصر على المغرب في الزيارة الرسمية التي قام بها تبون، وحاول إقحام موضوع الخلاف المغربي الجزائري وكذلك قضية الصّحراء المغربية، لكن الطرف المصري رفض رفضا باتا، لأنه يعلم علم اليقين أن موقف مصر واضح من قضية الصّحراء المغربية، بالإضافة إلى موقف جامعة الدول العربية التي لا تريد أن تقحم موضوع الخلاف المغربي الجزائري حول قضية الصّحراء ضمن أجندة جامعة الدول العربية، وحتى في حال إثارة الجزائر لهذا الموضوع، وفي حال استمرار الجزائر في هذا الطّرح كان هناك احتمال للضّغط على الجزائر لعدم الحديث عن القضية.
إلى جانب ذلك، هناك المبادرة التي قامت بها الجزائر من خلال محاولة استمالة تونس، وهو نظام يتأرجح بمشاكل داخلية وكذلك عدم تبات وتشنج وتوتر وسط رفض المجتمع المدني التونسي للعودة إلى الدكتاتورية التي يحاول أن يفرضها نظام قيس سعيد. هذا التقارب حاول أن يعزف أن يعزفوا على أوتار المشروع القديم الذي كان يتزعمه المغرب وهو مشروع اتحاد المغرب العربي الذي نشأ باتفاقية مراكش 1989، لكن الحقيقة هو الفشل بسبب التعنت الجزائري وبسبب الرفض الجزائري لتحقيق وحدة مغاربية، تكون بداية لوحدة عربية من داخل جامعة ن الدول العربية ومن داخل التكتلات الإقليمية الأخرى.
لكن حقيقة أن المغرب العربي برؤوس ثلاث. ونتحدث هنا عن ليبيا التي يعد موقفها غير ثابت، بل في ظل وجود سلطتين وفي ظل الانشطار وتمزق الصّفّ اللّيبي، إلى جانب الدور المغربي في الوقت الحالي بعد لقاءات بوزنيقة والصخيرات. وبالتالي ليبيا لا يمكن أن تشكل عنصرا دائما ضمن هذا التحالف الغبيّ وغير القار، لأن المغرب العربي بدون المغرب لا يمكن أن يتحقّق، وأن هذا الطموح هو مجرد محاولة يائسة من الجزائر، ومحاولة فكّ العزلة عليه من جميع النّواحي.
أظنّ أن بعد هذه المحاولات وما يقع الآن في منطقة الشّرق الأوسط، وسط انهيار تامّ لمحور ما يسمّى بمحور الممانعة المتشكّل من قبل إيران وسوريا والجزائر. وسقوط النظام السوري عبر نظام بشار الأسد، كشف حقيقة على الوجه القبيح للنظام الجزائري، وهو آخر نظام عسكري لا زال تقاوم، وهي بطبيعة الحال ليست لديها مكونات، وليست لديها شرعية سياسية وهو ما يزكيه ما يقع الآن في الجزائر من قبيل رفع شعارات في الداخل: "ما نيش راضي". هذه الحملة الاحتجاجية تكشف مدى تخبّط النّظام الجزائري في قطائع ديبلوماسية متواصلة، بداية بإسبانيا وفرنسا والخلاف مع فرنسا، وكذا فساد العلاقة مع دول غرب إفريقيا. في المقابل المغرب انتصر في العديد من المناسبات وكسب ودّ وثقة الدّول الإفريقية، خاصة منطقة السّاحل جنوب الصّحراء، التي حاولت الجزائر أن تلعب فيها بأدوار مختلفة من خلال الجماعات الإسلامية المسلّحة التي اخترعتها الجزائر ودعّمتها وأيّدتها ودفعت بها إلى منطقة السّاحل للإضطراب وليس لتحقيق الاستقرار والأمن، فانكشفت هاته اللّعبة الجزائرية القذرة.
هذا المحور المتهاوي المشكّل بمحاولات الدعم الروسي الذي لديه أهداف أساسية في المنطقة الأوروبية. فهذا المحور وأفول نظام بشار الأسد سوف يساهم في عزلة النظام الجزائري. هذا النّظام فاشل سياسيا وجيوسياسيا وعسكريا وديبلوماسيا، حان الوقت لانهيار هذا النظام ولأفوله، على اعتبار أنه فقد كل أوراقه ولم تعد له إلاّ البلطجة السّياسية ولم تعد له إلا مفهوم المناورة الخالي من الرصانة والحصافة العقلانية.
اليوم، الجزائر تعيش فشلا دبلوماسيا بمقاربات عاجزة لا تقرأ جيّدا النّسق الوطني والإقليمي والدّولي، لأن البيئتين الدولية والإقليمية عبر ما يسمى بـنظرية السّياسة الخارجية المقارنة هي التي تنتج في نهاية المطاف قرارات رصينة من خلال القراءة الجيدة للواقع الدولي والواقع الإقليمي. وفي هذا الامتحان وهذا الاختبار، فشلت الجزائر ونظامها فشلا ذريعا في تحقيق أيّ تقدم على هذا المستوى، بالمقابل حقّق المغرب نجاحات كبيرة على مستوى قضية الصّحراء المغربية ومبادرة الحكم الذاتي التي سترى النّور...
محمد عصام لعروسي، مدير عام مركز منظورات للدّراسات الجيو-سياسية وخبير في الشّؤون الأمنية