الأربعاء 2 إبريل 2025
تكنولوجيا

في ظل تحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي.. مثقفون وجامعيون يطلقون نداء العبور الآمن

في ظل تحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي.. مثقفون وجامعيون يطلقون نداء العبور الآمن منح كل قطاع من قطاعات الوظيفة العمومية نسبة محددة لغاية التفرغ للعمل الثقافي
أكد بيان  وقعه لمجموعة من المثقفين والفنانين والحقوقيين والأساتذة الجامعيين تحت عنوان :  " نداء العبور الآمن: لا ذكاء إلّا بالإنسان ولأجل الإنسان " أن الحضارة الإنسانية تعيش اليوم منعطفا تاريخيا فارقا، يضعها أمام مفترق طرق مفصلي، وأمام أسئلة شائكة حول تداعيات كل من الرقمنة الشاملة والذكاء الاصطناعي، على هوية الإنسان، تماسك المجتمعات، ومصائر النوع البشري، مشيرا بأن التكنولوجية التي تجعل الإنسان اليوم يختصر كثيرًا من الجهد المعرفي والتواصلي والحركي، قد تجعله في المقابل يستغني عن مهارات هي مكسب آلاف السنين من التطور، وقد ينجم عن ذلك كله ضمور بعض جوانب فاعلية الإنسان. 

وأكد البيان أن المطلوب هو أن تعمل أبعاد الإنسان كافة وباستمرار، وذلك لئلا تضعف أمام فاعلية التكنولوجيا المتطورة، مضيفا بأن تطور تكنولوجية التواصل والاتصال الذي فرض تغييرا شاملا في نمط حياة جميع الناس، أصبح يسائل مستقبل أهم مؤسسات الدولة الحديثة، على رأسها الحزب، النقابة، المدرسة، الجامعة، والإعلام، كما يسائل موقع الثقافة والمثقفين سواء على الصعيد الوطني، الإقليمي، أو الدولي، ويطرح بالموازاة تحديات غير مسبوقة أمام وظائف الذكاء البشري، وأدوار الرأسمال الرمزي، لغاية تحقيق معادلة الأمن والتنمية والسلام.

وعيا بذلك كله، وتماشيا مع الأوراش التنموية التي يشهدها بلدنا المغرب، لا سيما فيما يخص البنية التحتية، واستحضارا لدور الثقافة في تنمية القيم الأساسية، دعا الموقعون على البيان مؤسسات الدولة المعنية بالشأن الثقافي إلى ما يلي:
- سن سياسة بعيدة المدى، توضع رهن إشارتها الوسائل والإمكانات الكافية، من أجل ضمان السيادة الرقمية والقطع مع الاعتماد على الرهانات الخارجية في المجال، والعمل على تكوين وتأهيل جيل من الباحثين الرقميين المغاربة في مجالات الابتكار والتجديد الرقمي بما يوفر الاستقلال والسيادة الرقميين ويسمح بالقطع مع التسيب والارتجال ويحفظ المعطيات الوطنية في جميع المجالات. 

- رعاية الحقل الثقافي في أبعاده الفكرية والأدبية والعلمية بكل الجدية المطلوبة، وفق رؤية استراتيجية واسعة المدى وطويلة الأمد، وذلك بمعزل عن المقاربات الضيقة التي ترعى “مشاهير نسب المشاهدة العابرة”!
- العمل على الإصلاح التربوي على أساس إدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي وفق مناهج تركز على تنمية الذكاء التركيبي، الذكاء العاطفي، وملكة الخيال.
- العمل على الإصلاح اللغوي على أساس تبسيط واختزال قواعد اللغة العربية، وبما يتماشى مع حاجيات الانتقال الرقمي.
- فتح وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية على النقاش الثقافي والفكري بإخراج فني وتواصلي يشدّ الجمهور ويوجه النقاش العمومي، تماما مثلما تفعل بعض الفضائيات الرائدة باحترافية، وذلك بعيدا كل البعد عن أكذوبة “هذا ما يحبه الجمهور”!
- إعادة النظر في فلسفة وسياسة الجوائز الفكرية والأدبية، والتي على شحها وضحالتها، فإنها لا تخدم الإنتاج الثقافي كما ينبغي أو كما يُفترض.
- منح كل قطاع من قطاعات الوظيفة العمومية نسبة محددة لغاية التفرغ للعمل الثقافي، أسوة بالتفرغ النقابي والسياسي والجمعوي، وذلك وفق معايير ولوائح يتم تحديدها ومن ثم تحيينها كل عام، بناء على الإنتاجية والمردودية كذلك.
- مراجعة معايير وطرائق تقييم عمل مراكز الدراسات، بنحو يحفزها على إنتاج الأفكار الجديدة، واقتراح المبادرات غير التقليدية، مع إشراف أكاديميين عريقين ومتعددي التكوين على مساطر التقييم والمحاسبة، على اعتبار أن الإنتاج اللامادي له معاييره الخاصة.
- إعطاء الاعتبار لكل أشكال الإبداع الفكري والأدبي والعلمي والمعرفي والفني، انسجاما مع التحولات العالمية الجارية، وتقديرا للرؤية الملكية المعبر عنها منذ عام 2014 والتي تنص على أهمية” احتساب الرأسمال غير المادي كمكون أساسي”.

التوقيعات: 
وفاء مليح– روائية.
سعيد ناشيد– كاتب.
محمد أمين الصبيحي – عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
صلاح الوديع – شاعر وكاتب.
العربي غجو – شاعر ومترجم.
نور الدين سعودي – ناشط حقوقي.
سعيد بنسعيد العلوي – أستاذ فخري بجامعة محمد الخامس – الرباط.
أحمد جاريد – فنان تشكيلي،
عبد الحي الملاخ – رئيس مؤسسة ملاخ-حي للفنون البصرية.
حفصة البكري الأمراني – شاعرة.
محمد بنموسى – أستاذ جامعي – خبير اقتصادي.
عز الدين العلام – أستاذ جامعي ومترجم.
عزيز كوكاس – كاتب وإعلامي.
حميد باسكيط – مخرج سينمائي.
محمد المعزوز – باحث في الأنثروبولوجيا – روائي.
عبد الواحد آيت الزين - أستاذ جامعي للجماليات.
حسن أوزال –كاتب ومفكر.
رشيد العلوي–باحث.
الصادق الرغيوي– الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) – الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب.
عبد العزيز بومسهولي– فيلسوف.
بوسلهام الضعيف - كاتب ومخرج.
عبد الصمد بنشريف – إعلامي وكاتب.
حكيم بن شماش – رئيس مجلس المستشارين سابقا.
عبد الغني السلماني – كاتب وباحث.
أمينة الصيباري – كاتبة.
حسن شيكار – فنان.
سعيد المغربي – جامعي – فنان.
عبد العالي بنشقرون – أستاذ – فنان.
عبد الكريم غيلان – فاعل جمعوي وحقوي، وعضو المجلس الوطني لحركة ضمير.
محمد عابد – شاعر.
حميد منسوم – فاعل جمعوي.
كليتي مصطفى – كاتب.
محمد بشكار – شاعر وإعلامي.
محمد صوف – كاتب.
محمد شويكة - جامعي وكاتب.